حكايات في صور

عرض الكل

افتتح بحضور ولي العهد المرحلة الأولى من طريق خورفكان

سلطان: المواطن وأمنه وسلامته في مقدمة أولوياتي

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن المواطن وأمنه وسلامته في مقدمة أولوياته، فمن أجله سخرت الإمارة كافة امكانياتها في إنشاء الطرق وإقامة المشاريع الحيوية، ومنها طريق خورفكان الجديد، حيث كان أهالي شيص في حاجة ملحة لطريق يخدمهم، ورغم التكلفة الكبيرة للمشروع وصعوبة العمل فيه كونه في منطقة جبلية شاهقة ووعرة لكن وضعنا هدف أساسي هو خدمة المواطن والمقيم.

جاء ذلك خلال افتتاح صاحب السمو حاكم الشارقة، صباح اليوم، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، المرحلة الأولى من طريق خورفكان، والبالغ طوله 89 كيلو متر، بتكلفة اجمالية بلغت 5 مليار و500 مليون درهم.

بارك صاحب السمو حاكم الشارقة لأهالي المنطقة وزوارها والسواح من إمارة الشارقة وخارجها على افتتاح المرحلة الأولى من طريق خورفكان وتحدث عن بدايات التأسيس لمرحلة إنشاء هذا الطريق، قائلاً: «منذ ما يقارب من 14 سنة، كنتُ هنا في شيص، وكانت المعاناة كبيرة لأهل شيص، لأنهم كانوا ينقلون مرضاهم، ولا يستطيعون الوصول إلى المدن أو المستشفيات، إلى جانب عدم توفر الخدمات، وكنت أصلُ إلى هذا المكان دائماً، حيث كانت لي زيارة مرةً في كل سنة، وكان والي منطقة شيص خميس النقبي- الله يعطيه الصحة والعافية - معنا دوماً، وكانت القرية على الجبل، وكنا نتسلق الأحجار الكبيرة المهتزة، فقلت لخميس النقبي: سوف نبني سلالم هنا حتى يسهل عليكم وعلينا الوصول إلى القرية في قمة الجبل، فرحب بفكرة صاحب السمو حاكم الشارقة وقال: لعله خير».

ومضى سموه في حديثه عن بداية فكرة إنشاء طريق خور فكان الجديد قائلاً: «قلت له (والي شيص): المرة المقبلة لن آتيك من الطريق المعروف، بل سآتيك من هذا الجبل، فقال والي شيص: يا شيخ سلطان، لم يمرّ أحدٌ من هنا من قبل، وما وطئت أقدام البشرٌ هذا الجبل من قبل. فقلت: بإذن الله وبقدرته سوف ننجح، ولو شققنا الطرق في الجبال التي تفصل شيص عن باقي المناطق، سنكون قد وصلنا إلى خورفكان، فأجابه والي شيص: ستكون تكلفة عالية، فقلت: مهما كانت التكلفة، والله لو وضعنا كل ميزانية الشارقة».

وتحدث سموه عن الصعوبات التي واجهت فكرة طريق خورفكان الجديد، والتي صاحبها تردد من شركات البناء لتنفيذ المشروع نسبةً لوعورة المنطقة وصعوبة إنشاء أنفاق في وسط الجبال، فكانت إرادة وتحدي سموه الدافع الأكبر لإقامة هذا المشروع، وقال سموه: «منذ عامين، ونحن نتردد على هذا المكان سواء كان من ناحية خورفكان أو من ناحية شيص، والمهندسون يترددون في الإقدام على البدء، ويقولون: هذا المشروع مستحيل، كل شيء ممكن إلا هذا الجبل، فقلت لهم: هذا الجبل أعرفه جيداً، يتحداني من الأرض، ويتحداني من السماء. فخلال زياراتي السابقة عدة مرات، كنت آتي بطائرة مروحية تابعة لوزارة الداخلية، حتى إذا وصلنا إلى هذا الجبل، كان يمنعني من العبور، فتأتي رياحٌ قوية تدفع الطائرة إلى الأعلى، هذا الجبل بيني وبينه تحدي».

واستكمل سموه حديثه قائلاً: «بعد دراسة لمدة عامين كاملين، جال فيها المهندسون المكان كثيراً من كل الجهات، من الأرض ومن الجو، استقر الرأي على أن نبدأ في المشروع، وكانت التكلفة عالية، وتوكلنا على الله في ذلك وبدأنا».

وأشار سموه إلى أن طريق خورفكان الجديد وأهميته رغم الصعوبات التي واجهت العاملين والمهندسين في المشروع من حفر وبناء الأنفاق في الجبال الشاهقة، حيث تم بناء أطول نفق جبلي في منطقة الشرق الأوسط والبالغ 2700 متراً، لكن في المقابل سيقدم خدمات جليلة لأهالي شيص والمناطق التي حولها ومدينة خورفكان.

وثمن سموه جهود العاملين والشركات القائمة على هذا المشروع الذي يعد باكورة تعاون بين مؤسسات الإمارة والشركات العاملة في المشروع، قائلاً سموه: «هذا الطريق الذي بدأناه ليس بهمتنا نحن فقط، أود أن أقول للناس، من يسمعني، أو يشاهدني أو هو حاضرٌ هنا الآن، تطورنا وتقدمنا ليس عن طريقنا فقط، بل شاركونا فيها أناسٌ يخدمون ويعملون على المواقع وسط الجبال، بالله عليكم.. من يعمل في هذه الجبال؟ من يعمل في هذه الأنفاق؟ هؤلاء أشخاص سخرهم لنا الله سبحانه وتعالى، يقدمون لنا هذه الخدمات. صحيح هم يعملون للقمة العيش، ولكن نقول لهم: وما جزاء الإحسان إلا الإحسان».

وأعلن سموه عن مكرمة جديدة للعاملين في حكومة الشارقة من غير المواطنين، حيث أمر بزيادة 10% على مرتباتهم، على أن تبدأ بأثر رجعي من الأول من يناير 2018م.

وكشف سموه عن عدد من المشاريع التطويرية والحيوية التي تخدم أهالي خورفكان والتي من المتوقع أن يتم الانتهاء منها مع نهاية السنة، وتتضمن مشروعات الواجهة البحرية، وتطوير كورنيش خورفكان، وشاطئ اللؤلؤية، والزباره.

وأشار سموه إلى أن الإمارة سخرت كافة الإمكانيات لخدمة المواطنين وإسعادهم، حيث أمر سموه بتكفل حكومة الشارقة بدفع قيمة الإيجار السنوي للمواطنين القاطنين في منازل أو شقق إيجار في منطقة خورفكان، والبالغ عددهم 300، من المستحقين لمنح من حكومة الشارقة وذلك حتى استلام منازلهم من الحكومة.

وبين سموه أن الإحصائيات التي وصلته عن أهالي خورفكان تشير إلى أن عدد السكان القاطنين على أرض خورفكان يبلغ 21 ألف و500 فرد، وعدد الأسر 3 آلاف و300 شخص، ونسبة الذكور والإناث متساوية 50%، ويبلغ عدد المتعلمين من أهالي خور فكان 1158 خريجاً، حاملين لشهادات الدبلوم والبكالوريوس والماجستير والدكتوراه.

وتطرق سموه إلى رغبته وأمله في حل المشكلات التي تشغل بال أهالي خورفكان واعداً سموه بالعمل على حل هذه المشكلات ووضع الحلول المناسبة ومنها عزوف الشباب والبنات عن الزواج، والتهرب من الدراسة، والصعوبات التي يواجها الأهالي في تربية الأطفال المرضى أو المعاقين، مقدراً سموه جهودهم الكبيرة في الإسهام في دمجهم في المجتمع، بالإضافة إلى فئات المجتمع من الأيتام التي تحتاج إلى رعاية وعناية خاصة.

وكشف سموه عن إقامة احتفال كل عام بيوم يسمى «عيد خورفكان» بمناسبة افتتاح هذا الطريق، وافتتاح مؤسسات ومرافق عامة، وهناك مفاجآت لأهل خورفكان سيتم الإعلان عنها نهاية العام بإذن الله.