أجرى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حواراً تلفزيونياً بث عبر شاشة قنوات وأثير إذاعات مؤسسة الشارقة للإعلام، حيث تحدث سموه عن إصداراته ومؤلفاته الحديثة مستعرضا الدوافع التي قادته لإنتاجها وتأليفها، وموضحا قيمتها الأدبية والفكرية والتاريخية، ومشيرا للقادم من إصداراته والمواضيع التي تدور حولها.
مساجلات شعرية بين الشيخ سلطان بن صقر القاسمي وصديقه الشيخ محمد بن عبد العزيز الصديقي
واستهل صاحب السمو حاكم الشارقة حديثة في الحوار حول كتاب «مساجلات شعرية بين الشيخ سلطان بن صقر القاسمي وصديقه الشيخ محمد بن عبد العزيز الصديقي» وقال سموه حوله «في بداية حكم الشيخ سلطان بن صقر القاسمي لإمارة الشارقة في سنة 1925، وكان قاضي الشارقة حينها الشيخ سيف بن مجلاد المدفع قد خرج من الشارقة بعد تغير الحكم وذهب إلى أم القيوين، فطلب الشيخ سلطان بن صقر القاسمي من الأمير عبدالعزيز بن سعود في ذلك الوقت بأن يبعثوا له بقاضي للشارقة، موضحاً سموه ان كل قضاة الشارقة من المملكة العربية السعودية، فلما حضر القاضي الشيخ محمد بن فيصل المبارك أتى معه مساعدين له من ضمنهم محمد بن عبدالعزيز الصديقي، وبقوا في الشارقة نمى العلم للإنجليز أن هذا القاضي السعودي ومعه النجديون، يحرضون الشيخ سلطان بن صقر أن يأتي بأمير من السعودية لحكم الشارقة، فطلبوا من الشيخ سلطان بن صقر إبعادهم، فلما أبعد المبارك أبعد معاونيه معه، ورجعوا إلى نجد».
وبين صاحب السمو حاكم الشارقة أن الشيخ سلطان بن صقر كان له مجلس يتناول مختلف المجالات الأدبية والثقافية والدينية وعامر بالأدباء والعلماء والشعراء، وكان من مرتادي هذا المجلس الشيخ محمد بن عبدالعزيز الصديقي، وكانوا خلال جلستهم يرتجلون بعض القصائد، ومنها ما يسمى بالمخمسه وهي أن يقول الأول بيت ويجاريه الآخر ببيت ثاني، وكان يجتمعون في الدور العلوي بمجلس الحصن حيث يجتمعون، وكانت بينهم مساجلات.
وكان الشيخ سلطان بن صقر يبعث برسائل فيها قصيدة، فيرد الصديقي عليه، وتنوع أغراض القصائد، وأشار سموه إلى أنه اختار هذه القصائد لجمال التعابير فيها، وخاصة أنها بالفصحى وعمق الألفاظ المختارة يعجز النحويون عنها، وهكذا يعكس غزر ثقافة الشيخ سلطان بن صقر الأدبية، يأتي بكلمات مدلولها أعمق بكثير مما هو ظاهر للقارئ كونها تحتاج لقواميس لوعيها وفهمها.
وأكد سموه أن الشيخ سلطان بن صقر ورث عن والده هذه الموهبة الشعرية، حيث كان للشيخ صقر بن خالد قصائد جميلة في النصح والتوجيه، والذين كانوا مع سلطان بن صقر وأترابه كلهم متعلمين ومنهم الشيخ أحمد محمد المحمود، وآخرين، وكذلك ارتحل إلى الهند أكثر من مرة يأخذ فترة هناك يجالس العلماء، فهذه كلها شكلت شخصيته الأدبية، ولديه مكتبتين واحده في الحصن والأخرى في بيته، والتي في بيته لها مواصفات حيث كانت مربوطة بغرفة النوم وسهل أن يلج للمكتبة ليلاً دون المرور بفناء المنزل، فكان المكان هذا مبني عليه ومقفل، وأشار سموه أنه خلال عمليات ترميم بيت الشيخ سلطان بن صقر قلت لهم أنه يوجد في هذا المكان باب وأنا أتذكر ذلك ولما بحثوا وجدوا مكان هذا الباب، فهذه من ناحية المكتبة التي في بيته.
ونوه سموه إلى أن مكتبة منزله لها ملحق صعبة التهوية، ولكن الجزء الثاني يحوي لاقط هواء، ولا يدخلها الضيوف ولكن تصل إلى مدخل البيت حيث يلج الضيوف، أما التي في الحصن مكتبة بدواليبها وبها مكتب يجلس عليه وموجودة حتى اليوم.
وعاد سموه بذاكرته إلى فترة حكم الشيخ سلطان بن صقر حيث قال أن في فترة حكم الشيخ سلطان بن صقر كنا صغاراً كانت الشارقة تزخر بالكثير من الشعراء وكانت بينهم مساجلات كثيرة، وهي فترة غنية في بداية حياتي ونحن نشاهد ونسمع قال فلان وقال فلان، ورد عليه فلان، فكان الجو العام الذي نعيشه جو ثقافي أدبي ولذلك عندما كنت طفلاً أشاهد عمي يقرأ، ولما نشأت كنت لصيق بالمدرسين وأذكر منهم الأستاذ فاضل وهو يقطن بالقرب من منزلنا ولذلك الخط الذي تروني أخط به اليوم تعلمته منه، وعلمني مسك القلم، والشيخ سلطان بن صقر عندما كان يجلس في مكتبته نزوره فيها، أما في البيت أو الحصن، والإنسان وهو طفل صغير ويرى من حوله يمسكون الكتاب يتأثر بهم كثير ويدفعه الفضول لمعرفة ما بها، وعند وفاة الشيخ سلطان بن صقر وخلال الفترة التي استغرقوها في ارسال الجثمان من بريطانيا إلى الشارقة، حيث أخذت ما يقارب 3 أيام، كنا نجلس في ملحق المكتبة، وكان أولاد عمي وإخواني الذين يكبرونني ينتظرون وصول الجثمان، بينما كنت أنا داخل المكتبة ومنها بدأت في تسجيل أسماء الكتب وعناوينها ومصادرها التي جلبت منها بقصد اقتنائها، مرجعاً سموه أسباب تدوينه لأسماء الكتب إلى أنه ذات يوم أخذ كتاب ورآه الشيخ سلطان بن صقر وقال لي هذا الكتاب لا يقرأ، أعده، وهو كتاب الحيوان للجاحظ ومن ثم عرفت لماذا منعني من قراءته، لأبدأ بعدها أطلب الكتب حتى صاحب مكتبة المؤيد في البحرين استغرب عندما زرته، قال لي: أنا أكتب لك أخي في مراسلاتي وآنت صغير، فماذا تريد من هذه الكتب، كنت أقرأ وأنا في سن العاشرة جواهر الأدب والشوقيات وهي تثري العقل البشري وتوسع مداركه.
وبين سموه الأسباب التي جعلته اكثر تعلقا بالأدب والشعر على وجه التحديد قال: «إذا كانت العروبة تغرق فزروق إنقاذها الثقافة ومجدافه الشعر، ولذلك على قدر اهتمامنا بالثقافة يجب علينا أن نركز على المجداف الأساسي الذي هو الشعر، موضحاً أن الشعر دخلت عليه أمور كثيرة وهناك من يعجز أن يأتي بالشعر العمودي فيشوهونه، ونحن نقول لهم قولوا ما تريدون لكن لا تصفونه بالشعر، سموه قطعة أدبية أو نثر جيد، لذلك هناك من يرفضه وهناك من يتقبله، ودخلنا في صراعات لم يكن لها داعي، ولذلك الآن نحن نعيد للشعر قيمته، ومكانته، نجمعهم مع بعض، يقولون ما شاءوا لكن لا في متاهات الحداثة، نحن نجحنا أن نمنح الفرص للكثيرين الذين أخذوا يتوارون أولا من الإهمال أو أنهم شباب لم يعتني بهم أحد، نحن في هكذا على شقين نعتني بالشعراء الكبار المعروفين، ونرفع من قيمتهم ونعطيهم فرصة في المحافل، والشعر لابد أن يكون له في المحافل صوت، وبالنسبة للشباب نحن نعيد كتاباتهم مرة أخرى مع العناية بتصحيح بعض ما كتبوا ونأخذ كتبهم وننشرها لهم من خلال الملتقى السنوي الذي درنا به أكثر من عاصمة ومدينة عربية، هذا نمى الشعر من جديد وأعطى الفرصة لبروز الشعراء الشباب، هذا من ناحية ثقافية تأخذ الأدب، القصة، الرواية، كل هذا نعتني به ونرتقي بهذه الأمة ليس لنعيدها إلى ما كانت عليها بل لنرتقي بها إلى أبعد مما كانت عليه حتى في المسرح حتى في حفظ التراث، وفوق هذا كله العناية باللغة العربية وأنتم شاهدتم مجامع للغة العربية المنتشرة في الوطن العربي والآن وصلت إلى مراحل لها أن تكون هي المؤثرة في القرار اليومي لدى الحكومات، وهذا ما يهمنا».
«رحلة بالغة الأهمية».. المخطوطة الكاملة لكتاب دوارتي باربوزا 1565
بعدها انتقل صاحب السمو حاكم الشارقة للحديث حول كتاب «رحلة بالغة الأهمية» – المخطوطة الكاملة لكتاب دوارتي باربوزا 1565 – وعاد سموه بذاكرته إلى أيام دراسته الجامعية في جامعة دورهام البريطانية وقال «عندما كنت أدرس في قسم الجغرافيا بجامعة دورهام، وكنت أجمع الكثير من الخرائط وجمعتها في كتاب بهذه الصورة، بها مجموعة من الخرائط الأصلية، وكيف أنها تطورت ومن ضمنها خارطة لخطاط جغرافي اسمه «قسدالي» وإذا هو يضع مدينة كلباء جنوب جلفار، وبجانب الشارقة، فقمت بدراسة قسدالي، ومن أين أتى بالمصدر، فوجدت أنه إذا أراد أن يخط خرائطه رجع للرحالة العرب أو ما كتبوه في كتب رحلاتهم التي توصف الأماكن، فمثلاً لدنيا في كاظمة في الكويت، وكتب ابن الحوقل كتاب قال فيه إذا خرجت من كاظمة واتجهت إلى الشمال ستصل إلى الأبولا وهي مدينة على شط العرب في الضفة الفارسية وهي معروفة، وهو لم يذكر أنك ستعبر من على مياه شط العرب، فالخطاط الذي هو دالبير غير خرائطه لأنه قرأ كتاب شخص فرنسي يدعى جوج يعرف اللغة العربية وترجم ما قال ابن الحوقل، وقد أتى بأبولا ناحية الشق العراقي من شط العرب، لأن جوج لم يذكر أن هناك عبور للشط، لهذه الدرجة يأخذون بالكلام في رسم خراطئهم، وانا خلال بحثي لقسدالدي أرى من أي أخذ كلامه ورسم خريطته.
الكتاب الذي بين ايدينا مخطوطة باربوزا الكتاب الكبير وترجم لأكثر من لغة حيث ان لغته الاصلية هي البرتغالية القديمة، ثم وضع باللغة البرتغالية الحديثة وترجم إلى الأنجليزي وبعدها ترجم إلى اللغة العربية.
وهذا الكتاب يحوي الأربع لغات إضافة للمخطوطة القديمة لما قرأت ذهبت لأبحث عن مخطوطة باربوزا فإذا هي مفقودة، وإذا كانت في إيطاليا وهذا قسدالدي في إيطاليا، وصلته مخطوطه نصفها مكتوب بالإيطالي، مضاف إليه، أنا اعتنيت أن أرى بنفسي أن أشوف النص وأنا ابحث في كثير من الأماكن، ووقعت في يدي هذه المخطوطة، وهي المخطوطة الأصلية المنقولة من الأصلية، الأصلية 25 هذه تقريباً 65 لكن الأصلية غير موجودة، لكن نحن نتكلم عن هذه الكاملة، وهي بخط تحتاج مجهود كبير لقراءاتها، وجدت فيها مكتوب أو نقل قسدالدي عن هذا، وإذا هو يقول يعني ممكن أن نقرأ وهو يتكلم عن جلفار ويقول إلى الخلف منها خورفكان، وهذا صحيح، وكلباء تكون إلى جنوبها الآن، لأنك إذ كنت في بر فارس وتنظر إلى جلفار يسوق إلى كلباء أي إلى جنوبها، لكن هذا الذي قرأ وهو قسدالدي ووضعها رأساً من خلال رسمته على الساحل(حيث تقع الشارقة) والآن فيه استفادة كبيرة بالنسبة لي ليس لوصف ساحل عمان اللي هو بحر عمان، وكذلك وصف ساحل فارس كله، وأول ما وصل دخل البحر الأحمر وذهب مباشرة إلى الهند ، وغطى ساحل الهند كله وانتقل إلى بلدان أخرى ، والعجيب هنا عندما تصل إلى ما بعد الهند والبنغال ترا ساحل أراكان، حيث يستوطنون الريهوانجا ولهم ملك ودولة وهذا اثبات من هذه المخطوطة تثبت للقادمين من بورما أن هذه ليست بلدكم، وبما يقول هذا الرحالة سنة 1525 ، يعني لهذه الدرجة توصلنا المخطوطة إثبات على العموم هذه عن وصف الساحل، ولكن هذا الشخص ما الذي أته به وقد تبحرت في تلك الفترة بعد بوكيرك، بعد أن قتل هنا، بعد قيامه بعدد من المشكلات عام 1507 رحل 3 من الضباط بسفنهم ورفضوا التعامل معه واشتكوا عليه، وصارت ضجة في البرتغال فقامت أصوات تطالب الملك أن يحاسب ضباطه وذلك في عام 1507».
وتابع سموه: «في عام1525 أي في غضون 18 سنة، سيرهن هؤلاء الناس الموجودون على الساحل ليسوا أشرار، وإنما ناس طيبين يتعاملون معنا ، لهم لباس ونظام حكم ووصفه بأوصاف طيبة، حتى يعود ويدافع عنهم، فهذه أيضا تغدوا وسيلة ...لكن أتى أخر يسمى كاستن هيدا، هذا جلس في الهند مدة 5-6 سنوات، سجل فيها كل هذا، ولدية كتاب من 10 مجلدات ، 8 منها وثقفت ما حصل، وما هي الفرق التي أتت واحتلت، إلى أن وصل إلى المجلد الثامن فقده بينما التاسع والعاشر أحرقت ويرجع السبب إلى أن أشار بالاتهام إلى ناس بعينهم، فقام أولادهم بحرق المطبعة بما فيها من الاتهامات.
لدي في كتاب الحقد الدفين اتهام واضح وشديد كتبته وبحثت عن كاستنهيدا ماذا قال فالمجلد الثامن لا يوجد به شيء ولكن التاسع والعاشر يوجد بهم الكثير، والآن أبحث عن أوراقه التي نسخ منها الكتاب، لأن ذلك احترق وسأجده إن شاء الله في بعض المكتبات القديمة فهذه حكاية أن تحقق مخطوطة أو تتبعها، تعطيك جزء من التاريخ والحقيقة».
وحول مسمى جلفار ورأس الخيمة قال سموه «جلفار هي رأس الساحل وهي مستحضرة أرمنية وأهلها يتاجرون «التجارة في الخليج وزعت الموانئ إلى ميناء رئيسي وموانئ توزيع أو فرعية»، فلما نأتي نقول في البحرين تكون مسؤولية التوزيع في الجزيرة، ونقول ميناء مسقط أو صحار توزع للداخل، بينما ميناء جلفار يورد إلى هذه المنطقة التي نحن بها، ولما نأتي للناحية الأخرى من ساحل الخليج نجد هناك بندر عباس أو بوشهر ينتقل الميناء الرئيسي ولذلك هذا المكان كان الذين فيه يسمون أرمن ولهم تجارة وأغنياء والعرب ما كان لهم سلطة في هذا المكان، أما رأس الخيمة ليست على الساحل حيث الأرمن ولذلك في سنة من السنوات وعلى الساحل اكتشفوا آثار ومباني واكتشفوا بيوت فيها غطاها التراب والبحر بها آواني وزخرفة وذهب ونقود وكنز، وهي التي في الساحل منطقة تسمى الندود وهي أصل جلفار، أما رأس الخيمة فهي في الداخل يعني حيث منطقة النخيل والتي تحيط بها.
خارطة توضح منطقة أذن
الساحل كما ذكرنا كان بيد البرتغاليين ومسيطرين على جلفار والمناطق الأخرى، وخرجوا القواسم من العراق سنة 1605-1607، فلما يقصدوا المجيء إلى هنا بل كانوا يقصدون الساحل الثاني، لأنه أغنى، وقد كتبت اتفاقية بين البرتغاليين والسلطة العثمانية، لأن البرتغاليين كانوا يساعدون القواسم في الجنوب، والعثمانيين كانوا يحاربونهم، فطلبوا منهم أن يرفعوا أيديهم عن القواسم وعلى ذلك تم الاتفاق، فكتبت الاتفاقية أن تخرج من عند العثمانيين ونذهب إلى البرتغاليين ولا تلجوا الناس عندهم وذلك لتخوفهم أن ينتهكوا التجارة المؤدية للبصرة عبر مياه الخليج، لذلك أول ما أتوا بهم رفضوا، وقالوا نحن نلغي الاتفاقية، واذهبوا إلى أي مكان، فبحث القواسم عن مكان يمكنهم الاستقرار فيه ماء وكلأ، ويمكنهم الاتصال من خلاله بالموانئ، فذهبوا راساً إلى منطقة أذن واستقروا فيها، وأخذوا يتواصلون بالبحر عن طريق جزيرة الزعاب (الجزيرة الحمراء)، وكان المكان الذي استقروا فيه كان سفح الجبل يسمى صير، والصير كلمة عربية (صيرت الفرع حتى أقطف الثمر أي أملته)، والصار هي قمة الجبل، ومنها صير بو نعير، وصير بني ياس، لأن كلها سفوح جبال، فأنا من بعد عرفت بهذه القصة وجدت في إحدى الخرائط مكتوب أمير أذن، ورسمت بها القلعة، ورحت إلى هناك، وما زالت القلعة قائمة على آثارها، والخرائط والآثار والشعر والرواية كلها وثائق لمن سيكتب، تستطيع من خلال الخرائط أن تكتشف أمور كثيرة، ولذلك أنا استدليت على ما ذكرت الشيخ سيف بن علي بن صالح القاسمي أمير الصير على الاتفاقية مكتوب عليها، خطها بيده الشيخ سيف كان حاكم الصير، والمخطوطة موجودة، وهو من أقام الصلح بين اليعاربة والبرتغاليين، وكتب الصلح بنفسه، فقيل كتبها بخط يده، فهذا ما كان في جلفار أو رأس الخيمة كان في الصير.
إِنَّي أُدِينْ
وحول كتاب إني أدين قال صاحب السمو حاكم الشارقة «المسلمين في الأندلس لم يعتني بهم أحد، حتى الدول الإسلامية لم تستطع مساعدتهم، حيث قام ملوك اسبانيا في ذلك الوقت بارتكاب الكثير من المآسي في حقهم من تنصير وقتل واعدامات ونفي وتشريد، وهناك اتفاقية بين أبوعبدالله الصغير آخر ملوك الأندلس، والأسبان يخفون هذه الاتفاقية حتى لا يتم إدانتهم ينقض ما جاء فيها، وجاء فيها: عدم المساس بالدين، عدم إجبارهم على أي شيء، عدم التدخل في الأحكام بينهم، والقضاء، ولا يجبرون على البيع، وأمور أخرى كثيرة وردت بالتفصيل في الكتاب، ولكن أنا قلت الآن أمام الناس من خلال أسطر كتاب إني أدين من الذي قام بالتنصير، وأخذ الشباب والأطفال وتنصيرهم، وطرد الآباء والأمهات، يأخذونهم لعوائل أخرى تربيهم على المسيحية، فكل هذا الأمور تتبادر للذهن أن هناك من قام بهذا، سواء فئات أو مجموعات».
وأكد سموه أنه استطاع الحصول على الوثائق الأصلية والمختومة بختم الملك نفسه، وهي ليس اجتهادات شخصية من قادة الجيش، بل من الملك والملكة هم يقومون بهذا الدور، وأنا وضعت كتابي عن طريق الإدانة، وهي ليست كالاتهام بشي، والإدانة ثبوت ولذلك ما ورد في الكتاب ثابت وأنا أستطيع أن أقدمه لأي محكمة الآن، 10 إدانات أستطيع عبرها محاججتهم للحصول على حقوق الأندلس، أريد أمور كثيرة فنحن كمسلمين أوضاعنا سيئة وأنا أنتظر إلى أن تنصلح أحوال المسلمين، ويأتي من بعدي من يطالب بذلك.
ووجه سموه حديثه إلى أصحاب الضمير في إسبانيا أنفسهم، أن ينصفوا المسلمين اليوم، فقد اخذتوا مساجدنا ودعوتموهم للصلاة فيها كل يوم وكل ما فيها يقول أنا إرثك يا مسلم من النقوش في السقوف، وفي الأرض محاريب، وفي كل شيء والجرس يرن فيها، وأنا طالبت أن يتم تعظيم يوم الجمعة كما يتم تعظيم الأحد.
وقال سموه أنهم جعلوا من التراث مزارات للسياحة، يجنون منه المال، وهو يضم تراث المسلمين وثقافتهم، ورغم ذلك لا يحترمون ولا يقدرون، ويمنعون من إقامة المساجد للصلاة.
وبين سموه أن الإسبان قدموا اعتذارهم لليهود وقلت لهم ماذا قدم لكم اليهود، المسلمين من أقاموا حضارة في الأندلس، ورغم ذلك قتلتم المسلمين فلابد من الرجوع إلى الحق، وسيأتي يوم إن شاء الله من يقرأ هذا الكتاب من أصحاب الضمير الإنساني في إسبانيا ويعرف الحقيقة، فإذا هم أخفوا الاتفاقية التي تم توقيعها من قبل أبوعبدالله الصغير، فأنا حصلت عليها وهي موجودة ومترجمة بالعربية.
سيرة مدينة
وحول كتاب سيرة مدينة ذكر سموه أنه ليس بجديد فهو صدر العام الماضي بـ7 فصول، وجرت العادة أن يكون لي كتاب أساسي في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وكتاب سيرة مدينة لما وصلت إلى الفصل السادس، وحتى أكمل الكتاب وأربط أحداثه بأحداث سرد الذات، ومسافة بعيدة من الزمن وفي المادة المكتوبة، كتبت بعده الفصل السابع والوقت يدركني لقرب انطلاق المعرض، ومهما كتبت لن أجد المكان المناسب الذي أتوقف فيه، أقفل به الكتاب، في الثقافة، في الشعر، في المسرح، لا بد أن تقفل في الآخر، حتى يبقى القارئ في ذاكرته آخر الكتاب، فوجدت في آخر الفصل السادس انتصار الشارقة على الإنجليز لأول مرة الذي هو خطاب الضمان، واثبتوا على الإنجليز وركعوهم أن يعطوهم وختمت على هذا وهي نهاية جميلة.
وبين سموه وجد خلال قراءته للكتاب وجود فراغ زمني بين سيرة مدينة إلى سرد الذات، فأكملت ما يقارب 10 فصول، فأصبح بذلك 17 فصل. وتابع سموه أن قارئ الكتاب يلحظ فيه كثير من الأمور منها الكتابة الرقيقة، وكذلك في التعامل بين الإنجليز والقواسم، طبعا احتاط لهم ليس بشده.
سيرة مدينة تدور أحداثه خلال الفترة ما بين وفاة الشيخ سلطان بن صقر الأول، وحتى قبيل حكم سلطان بن صقر الثاني، وكانت فترة انقلابات وصراعات، وتنوعت هذه الصراعات بين صراع على الحكم، والصراع الوحدوي.
لكن الفصول التي تم اضافتها فترة الحرب العالمية، ولما احتلت ألمانيا باريس وهي حليفة بريطانيا وضجت الشارقة وفرحت بانتصار ألمانيا كونها هزمت حليف بريطانيا، كون المرارة موجود في أنفسهم من المستعمر الذي لم يتوانى عن استخدام المدافع.
وقال سموه أن الناس كانت تستمع لإذاعة برلين، وصوت الشرق الأوسط كان فيها مذيع اسمه منير من أصل شامي، بينما برلين بها يونس بحري عراقي سليط اللسان، ومما قاله: الشارقة أعلنت الحرب على ألمانيا، هاتولي الميكرسكوب لأرى الشارقة أين تقع على الخريطة.
ومر الزمان ولما حكم الشيخ خالد أتى يونس بحري لزيارته وكان في المجلس يمدح، وقلت له لماذا تمدح فانت الذي قلت كذا وكذا، نعم أتذكر الكلام هذا وانا طفل ولم أنساه. هذه الفترة كنت في المدرسة القاسمية لها أناشيد نلحنها تلحين محلي، كقصيدة حماة الديار، فكان طابور الصباح يقام بالأناشيد حتى الشيخ سلطان بن صقر له قصيدة صدحنا بها في طابور الصباح.
وحول وقائع تاريخية لم تذكر سابقا قال سموه: «اليهود استخدموا الشارقة معبرا، لا أحد يذكر ذلك، ولا تذكر الوثائق العربية أن كثير ممن دخلوا فلسطين مروا عن طريق الشارقة، من النمسا وألمانيا وبولندا وهولندا وروسيا للصين، ويرجعونهم عن طريق هونج كونج للشارقة، ومن الشارقة وتحديدا من المحطة إلى فلسطين مطار اللد. ولم يكشف سموه جميع ما في الكتاب حتى يفتح المجال للقارئ».
«القواسم وصراع القوى الأخرى».. إصدار قادم
وحول ما يعكف عليه صحب السمو حاكم الشارقة حاليا في بحثه وكتابته قال: «لم تكتمل موسوعة القواسم فالكتاب القادم سيضم 3 مجلدات وآمل ان انجزها، وهو يروي القواسم وصراعهم مع القوى الأخرى في فترة من وجودهم في مكة، والعراق، إلى أن وصلوا إلى الساحل هنا. وإذا تمكنت أن اضع جزء واحد كان به، وإذا أدركني الوقت سأقفز حتى أكمل ما يكتمل والباقي يلحق، ان شاء الله لن يأخذ مني وقتا طويلا لأني وكأني حافظ ما فيه وأنا أحفظ اشخاصه واحداثه بأسمائهم وتواريخهم».
والكتاب سيعطي فرصة لفهم ومعرفة المنطقة، سيكون هنا، وهم متواجدين في هذا المكان قبل اليعاربة 1650، بينما القواسم 1605، فهذا يعطيك صورة كيف كان الامر قبل اليعاربة، كيف كان حكم الهرامزة، كيف كانت المنطقة، وعلى أي صورة يوم أتوا ومن هنا سنسلط الضوء على صراع اليعاربة مع البرتغاليين والقواسم، والقواسم همزة الوصل، والصراع بين فارس واليعاربة، وسيحمل الكتاب عنوان «القواسم وصراع القوى الأخرى».
وأختتم سموه الحوار بقوله: «إذا انا كنت أكتب في التاريخ تجدني أيضا أكتب في الأدب والمسرح والشعر، كما أني شغوف بالجغرافيا وهناك كتابات عديدة قادمة».