حكايات في صور

عرض الكل

في مداخلة هاتفية عبر «الخط المباشر»

سلطان: «الاستشاري» مسؤول عن القوانين الحاكمة لمجتمع الشارقة

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أن المجلس الاستشاري، مسؤول عن القوانين الحاكمة لمجتمع الشارقة، متمنياً لأبنائه وبناته التوفيق في الانتخابات، وأن يصادف الاختيار أهله، كما أعلن سموه عن تجهيز ومسح منطقة الشنوف ليبدأ توزيع الأراضي فيها قريباً، وأشار إلى تقديم 700 بيت منحة للشباب و300 قرضاً سنوياً».

وأعلن سموه عن تقديم أكثر من 80 منحة دكتوراه في جامعة الشارقة، وما يزيد على 300 منحة ماجستير، كما أعلن سموه عن افتتاح أكاديميتي العلوم الفنية الأدائية أول اكتوبر المقبل، والعلوم البحرية 8 أكتوبر.

وقال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في مداخلة هاتفية عبر برنامج «الخط المباشر»، الذي يبث من أثير إذاعة وتلفزيون الشارقة: نتمنى لأبنائنا وبناتنا كل التوفيق في انتخابات المجلس الاستشاري، وأن يصادف الاختيار أهله، فالمجلس الاستشاري مسؤول مسؤولية تامة عن القوانين التي تحكم المجتمع في إمارة الشارقة، فهو يُصلح فيها يضيف عليها ويحذف منها، هذه ناحية، والناحية الأخرى: أنه مسؤول عن كل قرارات رسوم الخدمات التي تصدر من المجلس التنفيذي أو البلديات أو من أي جهات أخرى، فهذا الأمر لا يمر إلا عن طريق المجلس الاستشاري، وكان في السابق تضع الدائرة رسوماً وكان المجلس التنفيذي يضع رسوماً ويصدر قراراً، لكن الآن لا يحدث ذلك، فالآن قرار رفع الرسوم أو إلغائها أو وضعها، كل هذه القرارات تناط بالمجلس الاستشاري.

وتابع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حديثه قائلاً: «الرسوم» أمر يمس المجتمع، والمجلس الاستشاري مسؤول عن هذا المجتمع، فعملية وجود المجلس الاستشاري وأعضائه، هي لخدمة المجتمع من خلال سلطاته التي لديه من حذف وإضافة وتشريع، جميعها سلطة لديه يتمتع بها وهو أمامي أنا شخصياً. وهناك كذلك عمل للمجلس التنفيذي مع المجلس الاستشاري. فعلى سبيل المثال إذا قرر المجلس التنفيذي لائحة جديدة في أمور معينة وعرضها على المجلس الاستشاري، والمجلس الاستشاري عدل فيها، فلن تعود اللائحة مرة أخرى إلى المجلس التنفيذي، وإنما تعود لي أنا مباشرة، وهنا يكون الاعتماد. إلا إذا كان هناك خلاف، وهذا الخلاف يحدث بسبب جهل عضو بما يسمى بالقوانين المعمولة في نواح معينة من التشريعات، فربما يطالب بشيء يتعارض مع التشريع الاتحادي، أو ما جرت عليه الأعراف. فهنا نحن نوجه هذا العضو ونخبره بخطئه في الطلب وأحياناً يكون الخطأ في التعبير، أو في كلمات لا تستخدم في الصياغة القانونية. فأحياناً بعض الكلمات تعطي مدلولاً آخر يختلف عن المعنى المقصود، ولذلك نحن نراجعه.

ولفت صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي إلى نقطة هامة، يجب الانتباه لها من قبل جميع أعضاء المجلس الاستشاري، فقال: عضو المجلس الاستشاري «مؤتمن على الكلام المطروح»، فيتم في المجلس الاستشاري طرح مشروع تشريع أعده المجلس التنفيذي، ورفعه إلى الاستشاري للاعتماد، وكان التشريع -على سبيل المثال- «ضرائب». فبعد أن يعرض المجلس التنفيذي التشريع أمام الاستشاري، يحصل التشريع على الموافقة أو الرفض أو التعديل عليه من المجلس الاستشاري، وهنا نلاحظ أن بعض الأعضاء قام بنشر التشريع الذي مازال «مشروعاً» ويقول إن الحكومة «قررت»، والحكومة في الحقيقة لم تقرر بعد، وهذا يسبب بلبلة في المجتمع.

واستطرد صاحب السمو حاكم الشارقة قائلاً: «وهناك أيضاً سلوك آخر لا يجوز ممارسته من عضو في المجلس الاستشاري، وهو عندما يدور نقاش في المجلس، ويقول أحد الأعضاء رأيه، ويكون هذا الرأي يتعارض مع مصلحة المواطنين، فيرد عليه عضو آخر ويخبره بأن ذلك لا يجوز، ويخبره بما يتماشى مع مصلحة المواطنين. مع العلم بأن الموضوع سيتم اتخاذ الإجراءات الصحيحة والسليمة فيه، لأنه يوجد رئيس المجلس ونائبه والأمانة، وبالرغم من ذلك يخرج العضو الأخير من المجلس ويخبر الناس بما حدث داخل القبة، وأن العضو الأول أخطأ في حقهم وهو قام بإصلاح الوضع من أجلهم. فأقول لكل عضو استشاري: «هذا الكلام الذي يدور أمامك تحت قبة المجلس.. هو مسؤوليتك وأمانتك»، ونوصي أبناءنا وبناتنا: اتخذوا من الأسلوب الجيد طريقاً للمناقشة وللبحث في الأمور. ونتمنى لهم بإذن الله التوفيق».

وأضاف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: «اذا كان المجتمع يواجه مشكلة، فيتم طرحها في المجلس الاستشاري وتتم مناقشتها ويسألون المسؤول المباشر لهذا الموضوع، لدرجة أنهم من الممكن أن يشرعوا حلاً لهذه المشكلة، وعلى سبيل المثال لهذه المشكلات: وجود منطقة تنبعث منها روائح وأبخرة، فيناقشونها لما لها من تأثير على صحة المجتمع، فكل ما يتعلق بمنافع المجتمع يتم مناقشته، ولكن لا يتم التحدث عن الحاجات الشخصية، لما لها من أبواب عديدة، ومعطيات كثيرة يجب توفرها، فمثلاً: هل صاحب الحاجة حصل على مساعدات سابقاً أم لا؟ وكم مرة استلم المساعدة؟ فكنت في السابق أوقع أحياناً على بعض الطلبات ويتم معارضتها عند التنفيذ، فأحد الطلبات كان صاحبها قد حصل على 5 أراض سابقاً، ووقعنا له بالمساعدة فتوقفت عند التنفيذ. فبعض الناس قالوا: «الشيخ له توقيعين.. توقيع يمشي وتوقيع ما يمشي»، وأنا والله لا أرد أحد أبنائي».

وعن احتياجات المجتمع، قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة: «نحن نعرف حاجة المجتمع حق المعرفة، وحاجة المجتمع من الدرجة الأولى هي الأمان، أن يكون آمناً في بيته، والحاجة الثانية هي المطالب الشخصية، فهو يريد الوظيفة والبيت وغيرها من المطالب الخاصة، فنحن من خلال الإحصاء الأخير الذي قمنا به في الشارقة، علمنا بالاحتياجات التفصيلية لكل شرائح المجتمع، وأنا منذ البداية قلت إن هذا الإحصاء خاص بي أنا، لأنني لكي أعمل وأعالج مشكلات المجتمع، لا بد أن أعلم كل ما فيه، فأنا أعلم كل الناس المواطنين في إمارة الشارقة لكن لا أعلم خصوصيتهم، فربما تحسبهم أغنياء وهم من التعفف يبدون هكذا. ولذلك الإحصاء بين لنا كل شيء، فعندما أتينا للبحث في موضوع الشباب الذي يتم توظيفه في مقتبل العمر، قلبت الشاب يميناً ويساراً من كل النواحي، فوجدنا الشاب حديث التخرج يتقاضى راتبا ضعيفا وهو 18 ألف درهم شهرياً، وأنا أريد هذا الشخص يستطيع أن يبني بيتاً ويكون له أسرة، فرأينا أن الراتب لا يكفي فرفعناه ليساعده، وحددنا لحديث التخرج راتبا قدره 25 ألف درهم، ولم نكتف بذلك، فأنا أريد لولدي بعد التخرج أن أسكنه في بيت مع زوجته بإمكانيات كاملة بدون أن يخسر شيئا، وهو الآن يدفع قرضاً للسكن، وهذا بدوره يأخذ من ال25 ألف درهم الراتب، وكأن الزيادة التي أضفناها في راتبه لم تأته، فرفعنا الحد الأدنى للراتب للحصول على المنح السكنية إلى 25 ألف درهم، فأصبح من يتقاضى راتبا قيمته 25 ألف يحصل على منحة سكنية وليس قرضاً، وقبل هذا القرار كنت أقدم 1000 بيت سنوياً، ثلثهم منح، والثلثان الآخران قروض، أما بعد هذا القرار فأصبح العكس، الثلث قروض والثلثان منح، فتقدم الحكومة سنوياً حوالي 700 بيت منحة و 300 قروض. ونحن في الآن بدأنا استلام الطلبات وسيتم توزيع المنح على هذا النحو الذي تم ذكره».

وأضاف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: «ومن المميزات الأخرى التي يحصل عليها الشاب، بدل أثاث، ومساعدة زواج، فالآن هذا الشاب ليس له عذر يمنعه عن تكوين أسرة، ونحن نقول للشباب: كل شيء تستطيع أن تحصل عليه في وقته المناسب، فلا داعي لإرهاق نفسك بشراء سيارة فارهة في الوقت غير المناسب، وأن تورط نفسك في الديون، اترك التباهي وعش معنا في الواقع، لأنك بتصرفك هذا، أنت من ستتدهور أحواله، فأنا لا أريدك أن تبخل على نفسك، بل أريدك أن تمتعها ولكن في الوقت المناسب، بعد مرور عامين أو ثلاثة من الالتحاق بالوظيفة، فالشاب حديث التوظيف الذي يغرق نفسه في بحر الديون بحثاً عن حياة الترف، في حقيقة الأمر يهدم كل ما فعلته من أجله للنهوض بمستواه المالي، ثم يعتقد الناس بعد ذلك أن لجنة معالجة الديون تسدد عن كل من عليه دين، والمسألة ليست كذلك، فهذه اللجنة تسدد عن أصحاب المشكلة الأساسية كالغارمين ودين المتوفى».

دراســــات الأســـرة

وعن جاهزية الشاب والشابة لتكوين أسرة ناجحة، قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: «كيف لهذا الشاب الصغير تكوين بيت وأسرة مستقرة بدون أن يعلم شيئا عن كيفية تحقيق ذلك؟ توجد الآن دراسات كثيرة في بناء الأسرة واستقرارها واستمرارها بنجاح، فنحن نحث الشباب على قراءة مثل هذه الدراسات، ونقول للشاب وللفتاة: من فضلكم ادخلوا على الشبكة العنكبوتية وابحثوا عن كتب دراسات في الأسرة، اقرأوا فيها، حتى وإن كان في أوقات فراغكم البسيطة، كقبل تناول الغداء أو بعده. اطَلِع يا بني على هذه الكتب والدراسات الموجودة فيها، فربما تعجبك إحدى التجارب ويمكن أن تستفيد من الأسلوب المطروح فيها، وربما أيضاً تعلق بذهنك إحدى النصائح المقدمة في هذه الدراسات، فتستفيد منها لاحقاً. وإذا احتجتم أن أرسل لكم بقوائم هذه الكتب سأرسلها لكم. وسأرسلها إلى البرنامج لترشدوا الناس بأسمائها».

 

ضــاحية الشـــنوف

وعن الأراضي السكنية، قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: «نحن الآن نتلقى طلبات كثيرة يتقدم بها المواطنون للحصول على أراض سكنية، وبعضهم يردد كلاماً فيما بينهم يقول: «توجد أراض خالية، لماذا هي متروكة؟»، فالآن لدينا حالات يقطن الأب في أحد المناطق المتواجدة فيها البيوت الآن وقدمنا له قطعتي أرض لابنه ولابنته، ولكنه ليس لديه المقدرة على بناء هذه الأراضي الآن، فهو الآن يحجز هذه الأراضي، وأنا لن أنتزعها منه وأعطيها لشخص غريب.. فأنا لا أفعل حسنة وفيها سيئة، فلن أنتزعها منه لأجل شخص جديد، ولكن سأعطي الجديد أرضاً أخرى في منطقة أخرى بعيدة عن هؤلاء الناس. فلدينا الآن أراض في ضاحية «الشنوف» وهي أكبر من منطقة السيوح، فهي كبيرة جداً جداً، وتتسع لأهالي الشارقة وأكثر، وجار الآن العمل فيها للتخطيط والمسح والترتيب من جميع النواحي، ثم سنبدأ في التوزيع بإذن الله، وتوجد منطقة الشنوف، عندما تتجه من الطريق الشرقي للسيوح، يمر رأساً على طريق الذيد ويصل إلى الشنوف، وسنبدأ في توزيع الأراضي في منطقة الشنوف قريباً بإذن الله».

وكعادته قدم الأب الحنون الحريص على مصلحة أبنائه وبناته، نصائح ثمينة لا يقدمها إلا والد محب لأبنائه، فقال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: «أوصي الشباب بالعلم والتمسك به، لأنه الوسيلة التي تصل بهم إلى الارتقاء في الوظيفة وفي الحياة بشكل عام، فكما يرى الجميع أننا نرقي كل من يطور نفسة ويحصل على شهادة، فمن يحصل على دبلوم نقوم بترقيته فوراً، وكذلك الحال بالنسبة لمن يحصل على ماجستير ودرجات دكتوراه، بينما لو بقي أحدهم لـ 6 سنوات في وظيفته بدون إضافة علمية، لن تتم ترقيته، لأنه لم يسع لذلك بالحصول على دبلوم أو دبلوم عال أو ماجستير أو دكتوراه، فكل هذه الدرجات العلمية ترتقي بالحاصل عليها. ولدينا نماذج لموظفين حصلوا على لغة عربية ودراسات إسلامية، ويأتي أناس آخرون يقولون هذه الشهادات ليس لها وظائف، وأنا أقول لهم: لا.. هؤلاء لهم الأولوية.. لأنهما دينك ولغتك».

افتتاح أكاديميتين

وعن المنح الدراسية، وافتتاح مرافق تعليمية جديدة، قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة: «ستفتح الجامعات أبوابها بعد أيام قليلة بإذن الله، ولدينا في الدراسات العليا أكثر من 80 منحة دكتوراه في جامعة الشارقة، وأكثر من 300 منحة ماجستير، منهم المتفرغون للدراسة ومنهم الذين يدرسون بجانب الوظيفة، وهذه المنح جميعها إن شاء الله ترتقي بأبنائنا. كما لدينا أكاديمية العلوم البحرية، ستفتح أبوابها يوم 8 اكتوبر 2019، باحتفال جميل واستعراض، وبحمد الله قبلت الأكاديمية أعدادا كبيرة من الطلبة، وكذلك افتتاح أكاديمية العلوم الفنية الأدائية، في أول اكتوبر 2019. وكل هذه المرافق تأتي لتعطي فرصة لأبنائنا وبناتنا بأن يلتحقوا بهذه المجالات العلمية، والحمد لله ونتمنى للجميع عام خير وتوفيق بإذن الله».