حكايات في صور

عرض الكل

خلال مناقشة كتاب «رحلة بالغة الأهمية» في أكاديمية لشبونة للعلوم

سلطان: التاريخ يٌكتب بالبحث والتقصي لا بالقوة والأهواء

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن صفحات التاريخ لا تكتب بالأهواء ولا بالقوة بل بالبحث والتقصي والعدالة والحقيقة، وأن ما يسعى إليه من خلال العديد من مؤلفاته التاريخية هو توثيق تاريخ دولة الإمارات ومنطقة الخليج وعلاقتها بالعالم.

وأوضح سموه، أن كتابة تاريخ دولة الإمارات والخليج العربي برؤية عربية خليجية بالاستناد إلى الأدلة والمخطوطات التاريخية وبشهادات المؤرخين الأجانب أنفسهم الذين عاصروا تلك المراحل، يؤسس لحاضر ومستقبل مبني على فهم صحيح لحضارتنا وشعوبنا، ويساعد في بناء علاقات تقوم على الحقائق والاستيعاب الأعمق لجذور علاقاتنا وصراعاتنا التاريخية مع الاحتلال في تلك الفترة.

جاء ذلك خلال جلسة مناقشة لكتاب صاحب السمو حاكم الشارقة «رحلة بالغة الأهمية»، في أكاديمية العلوم في لشبونة، التي منحت سموه عضويتها في عام 2013.

واستعرض المشاركون الأهمية الكبيرة والتاريخية لشعوب منطقة الخليج والبرتغاليين في كتاب «رحلة بالغة الأهمية»، وقال صاحب السمو حاكم الشارقة: «إن الكتاب بني على مخطوطة تاريخية هامة للكاتب والضابط البرتغالي دوراتي باربوزا، تحوي معلومات وتفاصيل دقيقة عن شعوب المنطقة، كانت مفقودة لمدة تقارب الـ 100 عام، قبل أن تُكتشف عام 2012، وأضعها في كتاب «رحلة بالغة الأهمية» باللغات العربية والإنجليزية والبرتغالية».

وتتحدث المخطوطة عن مشاهدات دوراتي باربوزا، خلال رحلة رافق فيها قادة الاحتلال البرتغالي في القرن الـ 16من خليج «سان سباستيان» إلى سواحل الصين، مروراً بمنطقة الخليج العربي.

وأكد سموه، أن إعادة كتابة التاريخ برؤية وشواهد أهله وأصحابه، هو إنصاف للحقيقة، وتأسيس لعلاقات ثابتة وراسخة قوامها التكافؤ. وأوضح سموه، أن سر كتاب «رحلة بالغة الأهمية» يكمن في الرسائل التي كان يسعى دوراتي باربوزا إلى إيصالها بين السطور والتي انحاز فيها للحقيقة والأمانة وجعل من نصه دلالات على ما حدث في تلك المرحلة، حيث وصف في مخطوطته منطقة الخليج العربي والمكانة الحضارية والاجتماعية التي تحلى بها العرب والمسلمون آنذاك، والتعايش وعلاقاتهم الطيبة مع الديانات والأقليات الأخرى والزائرين للمنطقة من تجار ورحالة وبحارين، وتوقف عند مدى التقدم الذي أحرزوه في كثير من القطاعات، كما ذكر «باربوزا» في مخطوطته المعاملة الحسنة التي تلقاها من أهل الخليج العربي، وكشف العديد من انتهاكات البرتغاليين والأوروبيين من تدمير وخراب وقتل في المناطق التي مروا بها، ما يجعل من كتاب «رحلة بالغة الأهمية» بمثابة إنصاف تاريخي لأهل المنطقة واستعادةً لحقهم في التعريف بمكانتهم آنذاك.

ونوه سموه: «أنه لولا المسؤولية الأخلاقية العالية التي تجلت في نص مخطوطة باربوزا لما فهمنا تفاصيل كثيرة وهامة من تلك المرحلة، ولكانت قد التبست علينا الكثير من الحقائق كما التبست على الكثير من قبلنا»، واعتبر سموه أن نصوص باربوزا أنصفت حاضر البرتغاليين تماماً كما أنصفت ماضي العرب إبان الاحتلال البرتغالي لمنطقة الخليج العربي.