حكايات في صور

عرض الكل

«داعش والغبراء» بيان مسرحي تنويري

بيان مسرحي تنويري أخلاقي يتوجه إلى العالم، وإلى صنَّاع حروب الثأريات والانتقام والكراهية بأن يكفوا عن سفك الدم والقتل والعداوات، ويدعو إلى التسامح والمصالحة والرفق، كما ينادي بثقافة العفو والوحدة والتماسك في ظلال سماحة الإسلام وتعاليمه الإنسانية المتحضرة.

بيان في الهواء الطلق الذي هو هوية الصحراء برحابتها واتساعها وصفاء رملها المتطهر بضوء القمر ونور الشمس.

هذا هو الضمير الثقافي المتكلم بلسان حر بليغ مستند إلى التاريخ في مسرحية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي جاءت تحت عنوان إيحائي دلالي له معناه المباشر في إسقاطه على الواقع العربي المجرَّح في مسرحية سموه «داعش والغبراء» في الدورة الثانية من مهرجان المسرح الصحراوي. وهذا النوع من المسرح الذي يذهب إلى الناس ويتحرر من محدودية علبة المسرح الإيطالية، ويستلهم في مشهديته روح الصحراء وثقافتها وثقافة أهلها هو مكوّن آخر من مكونات فكر صاحب السمو حاكم الشارقة المسرحي والثقافي والتاريخي، ضمن اعتماد سموه دائماً على رواية تاريخية لها مماثل أو معادل في الواقع وفي إطار عبارة معروفة لسموه تفيد بأن علينا قراءة التاريخ والاستفادة من وقائعه. وفي هذه المسرحية نقرأ البؤرة الأساسية التي يريد النص والعرض توصيلها إلى القارئ والمشاهد، بل، وتوصيلها إلى البشرية التي تأكل نفسها بالحروب والجهل والجاهلية والتعصب «ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية».

هذا هو مركز هذا البيان المسرحي التنويري في الهواء الطلق. هواء الصحراء التي تعلِّم رحابة الصدر ورحابة القلب، ورحابة اللغة والفكر والخلق بامتدادات رملها المتموج في جماليات تشكيلية تتماهى في الوقت نفسه مع جماليات مسرح ما يسمى (مسرح الموقع)، أو مسرح المكان.

عرف المسرحيون الإماراتيون والمشاهد المسرحي الإماراتي تجارب عروض الفرجة خارج الخشبة والستارة في العام 1990 عندما عرض ناجي الحاي، وهو ابن تربية مسرحية تغذت من ثقافة أيام الشارقة المسرحية وهو مازال في العشرين من عمره مسرحية «حبة رمل»، وفي العام 1993 عرض جمال مطر وهو «الشقيق المسرحي» للحاي عملاً مسرحياً بعنوان «جميلة» في منطقة الخان في الشارقة، إلى جانب أعمال أخرى لهما في هذا الإطار المسرحي المفتوح.

هذا الوعي الفني المبكر هو طبيعة ثقافية عند مسرحيي الإمارات الذين يسجلون اليوم كلمة محبة وتسامح ورقي في سجل «أبي الفنون» المحمي والمكرَّم برعاية الشارقة عاصمة المسرح وثقافته الرفيعة.

المصدر: الخليج – يوسف أبولوز