يصدر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في بحثه التاريخي والثقافي دائماً عن ضمير الكاتب المخلص إلى مشروعه وفكره البحثي التنويري.
وفي كل هذه المنظومة من العمل يعتمد سمّوه على وثائق ومصادر ومخطوطات يفحصها بنفسه. ومن أجل الحقيقة والصدق والبرهان يسافر سموّه إلى مصادره التاريخية أينما كانت، ويتفرّغ إلى ذاته الباحثة تماماً في هذه الحال ليقدّم إلى القارئ المتخصص وغير المتخصص خلاصة ثقافية بحثية خالية من أي شكوك أو شوائب معرفية بعد اشتغال سموه على كل صغيرة وكبيرة في مادته التاريخية والثقافية.
في مناسبة صدور مجلة «الحيرة من الشارقة»، وفي مناسبة إنشاء «مجلس الحيرة الأدبي» يدلّنا صاحب السمو حاكم الشارقة على معلومات وحقائق علمية تاريخية موثوقة حول منطقة الحيرة في الشارقة، انطلاقاً، مرة ثانية، من ضميرية الكاتب المخلص لمشروعه الثقافي. وهذه المعلومات، قد يعرفها الكثيرون للمرة الأولى، فالحيرة يعود تاريخها إلى آخر العهد الجاهلي، وكانت للحيرة كما يعرّفنا سموه «مجالس عامرة بالأدب والشعر على أيام المناذرة والغساسنة، قوم جاؤوا من اليمن ونزحوا إلى الشمال، فكان المناذرة في الحيرة، والغساسنة في الشام».
التاريخ هنا نأخذه من رجل تاريخ، والمناسبة ثقافية بامتياز وضمن خريطة مشروع الشارقة الثقافي، الذي يُضاف إليه اليوم صرح جديد يتمثل في «مجلس الحيرة الأدبي» المنطقة الشارقية الثقافية العريقة التي شهدت ولادة جماعة الحيرة الشعرية في النصف الأول من القرن العشرين، كما عرفت الحيرة مبكراً كيانات التعليم الأولية، وعرفت مجالس الأدب والعلم والتنوير على يد رجالات الثقافة الروّاد الأوائل المقيمين في الذاكرة الثقافية الإماراتية إلى اليوم.
في كلمة ثانية، مجلة «الحيرة من الشارقة» و«مجلس الحيرة الأدبي» هما تكريم للشعر والشعراء، وشواهد هذا التكريم معلنة تماماً من خلال خطاب صاحب السمو حاكم الشارقة، وهو خطاب ثقافي محوره الشعر. يقول سموه: نعد بإخراج الشعر القديم بتفاسيره حيث نستفيد منه في المناسبات، ويقول سموه أيضاً: نريد شيئاً جيداً ونودّ خدمة الشعراء وجمعهم والنشر لهم.
تزامن افتتاح «مجلس الحيرة الأدبي» مع استقبال صاحب السمو حاكم الشارقة المشاركين في المؤتمر السابع والعشرين للاتحاد العام للكتّاب والأدباء العرب حيث قرأ في هذه التظاهرة أكثر من 40 شاعراً وشاعرة، وتزامن افتتاح مجلس الحيرة الأدبي مع مهرجان الشارقة للشعر الشعبي وقرأ فيه أكثر من 60 شاعراً وشاعرة، وقبل أيام انتهى مهرجان الشارقة للشعر العربي وقرأ فيه أكثر من 30 شاعراً وشاعرة، فأيّ تكريم عظيم ونبيل هذا لديوان العرب في الشارقة عاصمة ديوان العرب.
المصدر: جريدة الخليج – يوسف أبو لوز