Egyptian Memories

صورة الغالف : .القبة وبرج الساعة في جامعة القاهرة

ٌ َة � العنوان:ِذِْكْر ََا ٌت م ِْصْرَِّي املؤلف: الد تور سلطان بن محمد القاسمي (اإلمارا ) الناشر: منشورا القاسمي، الشارقة ، اإلمارا العربية املتحدة م 2024 هـ- 1445 سنة الطبع: حقوق الطبع والنشر محفوظة © الفهرسة الوصفية أثناء النشر: مكتبة الشارقة ، إدارة املكتبا ، هيئة الشارقة للكتاب، الشارقة ، اإلمارا العربية املتحدة 978-9948-748-60-1 الترقيم الدولي : * م 2024/06/07 ، بتار خ MC-03-01-0930915 إ ن طباعة رقم : مجلس اإلمارا لإلعالم ، اإلمارا العربية املتحدة AL Bony Printing Press- Sharjah, UAE الطباعة : E الفئة العمر ة : * التوز ع: منشورا القاسمي الشارقة، اإلمارا العربية املتحدة 64009 ص.ب: ،0097165520070 ، براق: 0097165090000 هاتف: info@aqp.ae البر د اإللكتروني: 923.15353 1939 القاسمي، سلطان بن محمد بن صقر، حا م الشارقة، - ق س. ح الشـارقة، اإلمارا العربية –ر ا عن م ر / سـلطان بن محمد القاسـمي . .2024 املتحدة : منشورا القاسمي، سم. 19x13 ص. ؛ 82 978-9948-748-60-1 ردمك : شتمل على إرجاعا ببليوجرافية. - مذ رات 1939 ، - القاسـمي، سـلطان بـن محمد بن صقـر، حا م الشـارقة 1 العنوان– تار خ - الع راحلد ث أ – م ر – 2

5 املحتويات ٧ املقدمة ٩ ا � نت مراسال صحفيا س ّرّي ١٧ مزرعة ال احلية برأس اخليمة ٢٩ ا محاسن ال دف ٣٩ بني جيلني ٤٥ محمد علي الطاهر ٥٣ م 1970 مشروع األلبان في الشارقة عام ٦٧ ثالثة األثافي

7 املقدمة نت مطالَبا من قِبل أصدقائي في م ر ، أن أ تـب عـن ر اتـي فـي م ـر ، فاختـر مـا تشـبعت بـه النفْـس وقُواهـا الباطنـة ، أال وهـو الوجدان ، ألصوغه في ر ا م ر ة .

9ً كنت م اسال صحفيًا سّرّيًا م ، نـت العبـا في 1957 فـي صيـف عـام فر ـق ـرة القـدم التابـع للقاعـدة البر طانيـة ، و نـت العربـي الوحيـد غير العامل فـي القاعدة البر طانية . هبـت إلـى مطار الشـارقة وهو حتحت إدارة القاعـدة ، إلبالغ ترتيبـا لبعـض املبارـا

للعامـلني فـي اسـتراحة املطار ، والذ ـن عملون فـي املطبـخ التابع لالسـتراحة ، وهي اسـتراحة املطـار ، فذهبـت إلـى هنـاك حيـث إنـي املد ر اإلداري للفر ـق ، فوجـد رجال ان تحـدث مع حسن َكَرَا ، أحد الالعبني ، بالعربي ، وهو ال عرف العربية ، فضحكت . قال لي : أنت عربي ؟ . قلت : نعم ، أنا عربي . سألته : أنت من أ ن ؟ . قال : أنا من م ر . قلـت : جئـت البلـد هنـا ؟ ، أي مسـاعدة تر دها ؟ . قال : أنا طلبت أن أجيء إلى هنا فمنعوني ، 10

11 لكنني نت في الكو ت فر بت هذه الطائرة ، وانطلقنـا مـن الكو ـت إلى البحر ـن للعبور إلى الشارقة ، فأنا في طر قي إلى الهند ، وسأتأخر ألعرف ل شـيء عن القاعدة البر طانية ، وأنا واسـمي جميل آخر سـاعة صحفـي من مجلة عارف . قلـت : هـذا أمـر صعـب ، لكـن أنـا عندي بطاقة تسمح لي بالدخول ألنني العب في فر ق القاعدة ، وبالنسبة لك ، لن ُسمح لك باخلروج من هنا ، فأخذته معي من باب املستخدمني في االسـتراحة ، وفـي السـيارة دخلنـا القاعـدة ، وجتولنا في الداخل ، فشاهد الطائرا ، وأراد أن لتقط صورا . لكنني قلت له : ال ، أنا ميكنني أن أصور ،

12 وأرسل لك وأعطيك معلوما املة ، ألن الوضع فـي املطـار ان مضطربا و انوا قد أحضروا ثالثة آالف جندي من عدن وأنزلوهم هنا . وقلـت لـه : هنـاك عـدد بيـر مـن اخليـام اجلد دة التي تم ن بها من أجل األعداد الكبيرة لهؤالء اجلنود . وسألته : يف أرسل لك املعلوما ؟ . قـال : هـذا عنواني ولكن ال تكتب لي أنا ، ا تب البنتي ال غيرة ، اسمها آ ة جميل عارف . بعدمـا رجعنـا إلـى املطـار وجدنـا اإلجنليـز تساءلون : أ ن هب هذا الرجل امل ري ؟! ، حيث ان وقت إقالع الطائرة . قلت لهم : أنا أخذته ليشاهد البلد .

13 قالوا لي : يف تعمل هكذا ؟! . قلـت : أنـا حَسَـبْت الوقـت ، لكـن الوقت تأخر . قالـوا لـه : ار ـب الطائرة ، فر ـب الطائرة وسافر إلى الهند . ان السـؤال : يـف سأرسـل لـه مـا اتفقنا عليه ؟ . لـو أرسـلت مـن خالل الشـارقة سـتحدث مشـكلة ، ألن الرسـالة سـيكون فيها صور ، وال بـد أن شـكّوا فـي ، ألن امللف البر دي سـيأتي إلى القاعدة البر طانية ، و قوم اإلجنليز بفحص امللفـا ، فكـر في أن أرسـل إلـى الكو ت ، وعلمت أن هناك شخص ًا اسمه سيف بن عوقد ،

14 أخـذ الرسـائل من أهالي الشـارقة فـي الكو ت و عطيهـا ألوالدهـم أو زوجاتهـم فـي الشـارقة ، وسألت : يف أتعرف عليه ؟ . قالوا لي : إن له أخا اسـمه راشـد بن عوقد في الشارقة ، عنده محل لكي املالبس . هبت وتعرفـت عليـه وأخـذ ثيابي أل و هـا عنده ، وقلت له : متى جيء أخوك ؟ . قال : أخي وصل . قلـت : عشـاؤ م عنـدي ، أنا عنـدي حمام سأطبخه وسأحضره . قـال راشـد : سـيف ال قرأ ، لكـن تقول له هذا اخلطاب لبيت فالن ، وهذا اخلطاب لبيت فالن ، وهكذا بهذه الطر قة .

15 طلبـت منـه أن حضر لـي طوابع بر د ة من الكو ت . وقلت له : اسأل في البر د ، الرسالة التـي تذهـب إلـى م ر ـم تكلفـة طوابعها ؟ ، وأخبرْني . وأعطيته ماال ، ليشتري لي الطوابع . قمـت بالتقـاط ال ور فـي القاعدة بنفسـي ، ، عن طر ق آخر سـاعة وبدأ أراسـل مجلة سـيف بـن عوقـد في الكو ـت ، وهـي لطائرا حربيـة وآال عسـكر ة وجنـود ، وأضعهـا في الرسـالة ، وأ تب العنوان البر دي على الرسـالة وأضع طوابع ز ادة ، حتى لو تم وزنها و ان فيها وزن زائد ، ال تكون هناك مشكلة . دور سـيف بـن عوقد هو وضع هذه الرسـائل في صندوق البر د ، وبهذا الشـكل نت أراسـل ال حفـي الـذي لم سـتطع أن ـور القاعدة ،

وقد نشـر جميع ال ور واملقاال ، دون أن ذ ر اسمي ، فقد ان ذ ر مُرافقي فقط . 16

17 مزرعة ال احلية برأس اخليمة فـي فتـرة احلحرب العامليـة الثانيـة م) ، ان والدي قد اختار أرضًا 1945- م 1939( بني السـهل والـذي طلـق عليـه سـيح ، حيـث خلخران ـبرأس تـسيح مـياه األمـطار ، ورـمال ا اخليمـة ، وأطلـق والـدي علـى تلـك األرض : ال احلية ، وقام بزراعتها قمحا على األمطار .

18 م ، نـا نسـكن فـي منطقـة 1947 فـي عـام اخلخران ، وفـي أعلـى بقعـة فيـه ، ونطـل على السهول وخور رأس اخليمة ، ان والدي أخذنا إلى مزرعة ال احلية ، ومعنا حشـد من ال بية حمـل ل واحـد منـا بيده مقالعـا ، و ضع في ثنيـة ثوبـه عددا مـن األحجار ، وبتلـك املقاليع رمي الص ْبْية تلك األحجار ؛ لطرد الع افير من بني سنابل القمح . م ، زار املدرسـة ال ناعية ، 1962 فـي عـام مهنـدس زراعي إجنليزي أُحضر من قبل مجلس التطو ـر الـذي أسسـه اإلجنليـز ، وأعضـاؤه من جميع حكام اإلمارا ، لتطو ر الزراعة ومساعدة املمزارعني ، حيـث أنشـأ لذلـك املهنـدس مر زًا زراعيا في منطقة الدقداقة برأس اخليمة .

19 انت املدرسة ال ناعية بالشارقة تابعة ملجلس التطو ر ، و نت نائبا عن مد ر املدرسة الذي ان غائبا في ز ارة إلى لندن ، دار بيني وبني املهندس الزراعـي اإلجنليـزي حد ث مطوّل عن الزراعة ، حيث ر أن ميا بيرة من بذور اخلضروا احملسّنة قد وصلت إلى املر ز الزراعي بالدقداقة برأس اخليمة ، وسألني إ ا نت أملك مزرعة ، فإنه على استعداد ملساعدتي شخ يا . ان جوابـي بأننـي سـأقوم بإنشـاء مزرعـة للخضـار ، وأننـي سـأت ل من هنـاك باملر ز ، و ذكـر لـه أن والدي ميلـك أرضا بيرة قد قام بزراعتهـا بالقمـح فـي فتـرة احلحرب العامليـة الثانيـة ، وهـي قربـة مـن املرـز الزراعـي بالدقداقـة برأس اخليمة .

20 بعد لك اللقاء ، هبت إلى والدي وأخبرته بأنـي سـأقوم بإنشـاء مزرعـة للخضـروا ، وطلبـت منـه أن مينحنـي أرض مزرعـة القمـح بال احليـة ، فوافـق علـى لـك ، فباشـر بتأسيس مزرعة ال احلية إلنتاج اخلضروا ، م . 1962 في عام مـن مزرعـة ال احليـة ، هبـت إلـى مر ز الدقداقة الزراعي ، وهناك قابلت شابا ، وعندما حدقت في وجهه قلت : محمد بن مسعود ؟ قال : نعم ، وأضاف : من ؟ سلطان ؟ قلت : نعم . قال محمد بن مسـعود : م سـنة مر منذ افترقنا ؟ حسبتها وإ ا هي خمس عشرة سنة .

21 ان محمد بن مسعود اجلر دي ، من قوم بن ضـاوي ، واحدا من الص ْبْية الذ ن انوا حملون املقاليع . ان محمد بن مسـعود ، وقر ب له ، وآخر من قبيلة زعاب سكن أهله في منطقة اخلران ، فقد نا نلتقي ل وم من ال باح إلى املسـاء ، نـأ ل السـحالي واجلرابيـع والطيـور التي نت أصطادها بنشاب صنعته بيدي . أمـا محمـد بـن مسـعود ، فـكان ـأوي إلـى عمّتيه شقروه وحمروه ، السا نتني في خيام من شعر بالقرب من بيتنا . طلبـت مـن محمـد بـن مسـعود أن أقابـل اإلجنليزي .

22 فقال : تق د اخلبير الزراعي ؟ فقلت : نعم . فأوصلني إليه . ان املهنـدس الزراعـي اإلجنليـزي ، قـد زودني بالبذور احملسّنة للخضروا ، وقد شرح لـي ثيـرا مـن علم الزراعة ، حتـى أصبح إنتاج مزرعتي مرغوبا فيه في أسواق الشارقة . في ا وم أخذ معي إلى مزرعتي صد قًا لـي إجنليـزي اجلنسـية ، وهو مـن املقيمني في القاعـدة البر طانيـة ، و نـت تعرفـت عليـه في مالعـب ـرة القدم ، حيث ان لعب في فر ق سالح اجلجو البر طانـي ، وأنـا نـت ألعـب في فر ق القاعدة البر طانية .

23 فـي مزرعتـي ، ان صد قـي اإلجنليزي قد انكـب علـى شـجيرة فلفـل رومـي ، فأخـذ أناد ـه وأحـذره ، فمـا وجدتـه إّلا وهـو مسـرع ناحية حوض املياه في وسـط املزرعة ، وحلقته هنـاك ، فـإ ا بـه قـد غطـس فمه في مـاء لك احلحوض ، و رفعـه ، و يصيح : في بالدنا هذا بـارد ، ثـم غطـس فمه و رفعـه ، و يح : ما الذي حدث ؟ قلت له : هذه النباتا احملسّنة . فأجاب : هذه النباتا املضرة . وفعال ، قد تب ّين أن معظم النباتا التي تدخّل اإلنسان باللعب في جيناتها أصبحت مضرة . فـي إحـدى زاراتـي ملزرعـة ال احليـة ،

24 منمت ليلتهـا فـي خيمـة مـن سـعف النخيل ، و ان فـراش النـوم علـى أرضيـة اخليمة . وعند الفجـر صحـو على فحيـح أفعى حتت املخدة التـي وضعـت خـدي عليهـا ، وعندمـا رفعـت املخدة ، رو دا ، رو دا ، لتنكشف عن أفعى ، ملتو ـة حول بيضة لها . أرجعت املخدة إلى ما انت عليه ، وأسرعت إلى خارج اخليمة ، أبحث عن صخرة ، أضرب بها تلك احلية . أحضر معي صخرة مبططة ، و شفت عن احلية ومباشرة أنزلت تلك ال خرة علـى احليـة وبيضتهـا ، فقضيـت عليهـا وعلى بيضتها . فـي صبـاح لـك اليـوم غـزا اجلجراد املزارع املجـاورة واجته نحو مزرعة ال احلية ، وبينما

25 نـت أسـتعد للسـفر إلى الشـارقة فـإ ا بحن ٍش طو ـل ، تلـوى ، و ُـط نحـوي . فقلـت فـي نفسـي : لقد جاء لينتقم لزوجته وابنه الذي لم فقس بعد . لكن لك احلن ان طارد اجلراد ، املتجه ناحية سيارتي . بحثت حتت السيارة عن لك احلنـ فلـم أجـده ، فهـل دخـل إلـى محـرك السيارة ؟ ، بالتأ يد سيمو من احلرارة . انطلقـت بسـيارتي متجهـا إلـى الشـارقة ، فعاودتني الوساوس ، وأخذ أبحث فيما حولي عن ثقب دخل من خالله احلن ليأتي إلي . لـم أعثـر على أ ة فتحة قد دخل من خاللها احلن ، لي ل إلي لالنتقام . نت حينها البسـا قمي ـا وإزارا ، وإ ا بي

26 أحـس بدبيـب بني فخذي واإلزار ، فقلت : هو اك احلن !!! فما ان مني إّلا أن فككت ربطة اإلزار على وسـطي وانسـلخت منـه ، ألرتفـع إلـى سـقف السـيارة ، واضعـا اليد ـن علـى مقود السـيارة ، والقدمني على قمة املقعد ، والسيارة منطلقة . مر بجانب سيارتي سيارة أخرى وإ ا بهم يحون : سيارة متشي بال بشر !!! توقفت سـيارتي من نفسـها وأسـرع من ان بالسيارة املارة بسيارتي ، إلى سيارتي مستغربني املشـهد . فوجـدوا شـخص ًا - وهو أنـا - ملت قًا بسقف السيارة . فقلت لهم : افتحوا باب السيارة ، وستجدون إزارا به حن ، اسحبوا اإلزار .

27 مـا إن ألقـوا باإلزار علـى األرض ، وإ ا بهم وأنا ذلك ، نشاهد جرادة متشي الهو نا خارجة من اإلزار . قلت : أعطوني إزاري ألستتر به . بعـد تلـك احلادثـة ، قـرر أن أدرس علـم الزراعـة ، فذهبـت إلـى م ـر ، وزر جامعـة القاهرة ، و لية الزراعة ، فأعجبني ما شـاهدته فـي م ـر ، فقـرر أن أ مـل دراسـتي ألدخل ليـة الزراعـة بجامعة القاهرة ، ألتخرج منها ، مهندسا زراعيا .

29 ي محسن الصدف انت الدراسة الثانو ة في اإلمارا والتابعة لدولة الكو ت ، قد قرر أن تكون الدراسة في القسم األدبي بالشارقة ، والقسم العلمي في دبي ، و نت من طلبة ثانو ة دبي . بعـد أن أنهينـا امتحانا السـنة الرابعة من الثانو ة في قسـمها العلمي ، في ثانو ة الشـو خ

30 م ، عدنا إلى 1965 بالكو ت في شهر ونيو عام الشـارقة ، حتـى إ ا ما قرب شـهر سـبتمبر من نفس السـنة ، تقرر سـفرنا إلـى الكو ت ب رف تذا ر سـفر من الشـارقة إلى الكو ت ؛ لترتيب الدراسة اجلامعية . في الكو ت ، هبنا جميعا إلى وزارة التربية والتعليم ، وتم إعالم الطلبة لهم بأنهم مقبولون في اجلامعا امل ر ة ، أما أنا فقد قال موظف البعثـا : أمـا أنت ا سـلطان ، فقد تم قبولك في جامعة بغداد !! وهنا ثار ثائرتي ، ورفعت صوتي ، وقلت : فـي طلـب الدراسـة ، تبت : ليـة الزراعة - جامعـة القاهـرة ، ليـة الزراعـة - جامعة عني شـمس ، لية الزراعة - جامعة اإلسـكندر ة ،

31 ما الذي أتى ببغداد في طر قي ؟ أرجعوا أوراقي من بغداد . قـال موظـف البعثـا : أنـا ال أسـتطيع ، ا هب إلى و يل الوزارة . قلت : أي وزارة ؟ قال : وزارة التربية والتعليم لدولة الكو ت . قلت : ال أعلم : ال اسمه وال مكانه . قـال موظـف البعثـا : معنـا هنـا في نفس املبنى ، واسمه عقوب وسف الغنيم . االسم ليس بغر ب علي . أدخَلوني مكتب و يل الوزارة بعد االستئذان للدخـول عليـه ، وإ ا به نظر إلي بتمعن ، بعد

32 أن ألقيت التحية . قال : سلطان ؟؟ قلت : نعم . ـقال : ـلم أنَس ك املوـقف ـفي نها ة م . 1960 عام م ، اختلفت مع قيادة 1960 فـي نها ـة عام حزب البعث في الكو ت ، فهددوني بت فيتي ، بعد أن هددتهم بكشـف أسـماء قيادة البعث في الكو ت ، وفي قطر ، وفي الشارقة . بعـد محـاوال االعتـداء علـي ( اقـرأ تاب ) ، قرر 206-201 سـرد الذا ، ال فحا الهـروب إلـى السـعود ة ، حيـث ال وجود لهم هناك ، فذهبت إلى دائرة املعارف في الكو ت ،

33 ألخـذ جواز سـفري مـن هنـاك ، فقابلت في ل ال انـع ، والـذي انهـال علي بالشـتم واللعن ، ومما قال : ال بـارك اللـه فيكـم ، نطعمكـم ونكسـو م ونعلمكـم ، وترفسـون النعمـة !! . ونـادى على عقـوب وسـف الغنيـم ، وقـال : أعطـه جـواز سـفره . ( لم أ ن أعلم أن في ل ال انع ، ان هو املسؤول عن البعثيني في ثانو ة الشو خ ) . ان عقوب وسف الغنيم ، ومثل ما قدم لي اسـمه ، سـمع لـك ال ـو العالي من الشـتم واللعن ، فاعتذر لي ، بعد أن عرف من أ ون ، وقال : ملا ا تترك الدراسة ؟ قلت : والدي مر ض ، وأر د ز ارته . قال : «إ ا احتجت ألي شـيء تعال عندي» ،

34 وقد تب اسمه في ورقة وأعطاني إ اها . وفـي مكتب و يـل وزارة التربيـة والتعليم ، ّـر األسـتا عقوب وسـف الغنيـم بعبارته األخيرة : «إ ا احتجت ألي شيء تعال عندي» . قـال األسـتا عقـوب وسـف الغنيم : نحن سـنقوم بإرجاع األوراق اخلاصة بك من بغداد ، ونرسـلها إلى م ر حيث مكتب التنسـيق والذي سيرد علينا . قلت : لكنني سأ هب إلى القاهرة . قال األستا عقوب وسف الغنيم : سن رف لك تذ رة سـفر إلى القاهرة . فشـكرته وقلت في نفسي : ا محاسن ال دف . في القاهرة ، مر على الدراسـة اجلامعية

35 خمسة أسابيع ، ولم أستطع أن أعرف إلى أ ن وصلـت أوراقـي ، و نـت أتـردد علـى مكتـب التنسـيق ، التابـع لـوزارة التعليـم العالـي فـي م ـر ، وسـفارة الكو ـت في م ـر ، حتى ولو قبلـت فـي إحـدى اجلامعـا ، فكيـف سيخبرونني بذلك؟ هل سيرسلون إلى الشارقة ، وأنا لست هناك . ان أحـد طلبـة عُمـان و دعـى محمـود عبد النبي درس في لية الزراعة بجامعة القاهرة ، و انـت لـه معرفـة مبد ـر شـؤون الطلبـة السـيد حسني جاد ؛ وفي صباح أحد األ ام قال حسني جـاد حملمود عبـد النبي: «اليوم قُبل في الكلية طالب من بالد م» . فسأل محمود عن اسم الطالب ، فقال حسني

36 جاد بعد أن قلب في أوراقه: «سلطان بن محمد القاسـمي»، ( نت قد تبت في جواز سـفري: ساحل عُمان بدال من اإلمارا املت احلة ، وهو االسم االستعماري الذي لم نكن نقبله ) . خرج محمـود عبد النبي من ليـة الزراعة ، مسـرعا ليخبرنـي بذلـك ، أسـرعت إلـى ليـة الزراعـة بجامعـة القاهرة إل مال أوراق تسـجيل التحاقي بالكلية وأنا أردد : ا محاسن ال دف . سـألت األسـتا حسني جاد ، مسـجل لية الزراعة بجامعة القاهرة ، يف كون القبول في لية عملية بعد مضي خمسة أسابيع من الدراسة ؟ في القسـم : ج ، وهو 63 : و يـف أُعطـى رقـم في وسط القسم ؟

37 قال األستا حسني جاد : هذا الرقم لطالب دعى سـعيد ، وقد ح ل على قبول في الكلية احلربية في م ر ، فانسحب من الكلية ، وترك مكانه شاغرا . قلت : ا محاسن ال دف .

39 بني جيلني نت طالبا في لية الزراعة بجامعة القاهرة ، م ، 1967- م 1966 في السنة الثانية من الدراسة وقـد الحظنـا ، نحـن الطلبـة االخـتالف بني اجليـلني : جيـل فتـرة امللـك فـاروق ، وجيـل الرئيـس جمـال عبد الناصـر ، والتعبير عن لك االختالف بني أساتذة الكلية ، بالتغامز والترامز .

40 الد تور أسـامة أسـتا مادة االقت اد ، وهو رئيـس جلنـة االحتحاد االشـترا ي فـي منطقـة اجليزة . الد تور عبد اللطيف بدر الد ن ، أستا مادة علم املواشي (األبقار واجلاموس) ، غير املتفرغ ، نـال درجـة «البكالورـوس» فـي الزراعـة عـام م ، مـن جامعـة «أ سـفورد» ببر طانيـا ، 1940 و ان عميدا لكلية الزراعة بجامعة القاهرة سابقا ، و ان حضر إلى لية الزراعة ماشيا من الزمالك إلى لية الزراعة في مدة سـاعة وربع السـاعة ، و ذلك عند الرجوع إلى الزمالك ، واملسـافة بني املكانني ستة يلومترا تقر با . ان بعـض األسـاتذة ، حبـون أن تحدثـوا

41 إلى الطلبة قبل إلقاء احملاضرة . قال الد تور أسامة : حسن أفندي عبد السالم : موظف في إحدى امل الـح احلكوميـة ، ومـن بدا ـة الـدوام ، ان ـردد دون أن عمـل : احلكومـة نسـيتنا ، ولـم تلتفـت إلينـا ، بينمـا امللفـا ترد إلـى منضدته تباعـا ، حتى ختفي حسـن أفندي عبد السالم بني امللفا ، وهو ردد احلكومة نسيتنا !!! بينما احلكومة تفتكره آخر ل شهر . حسن أفندي عبد السالم : خرج بعد ظهر ـوم الدوام إلى شـوارع القاهـرة املزدحمة ، وقد لسـعت شـمس لـك ال يف صلعتـه ، فما ان منـه إّلا أن أخـرج مند لـه من جيبه وأمسـك به

42 بكلتـا د ـه ، وعمـل منـه مظلـة فوق رأسـه ، و ذلك ان ميشـي في شـوارع القاهرة ، و لتا ده إلى األعلى . حسـن أفنـدي عبـد الـسالم بعد أن اشـترى بطيخة (جحة) ، هرول إلى محطة احلافال ، وإ ا باحلافلة قد حتر ت ، فأسرع إليها ليتعلق باملقبـض عنـد البـاب اخللفـي باليد اليسـرى ، والرجـل اليسـرى علـى درج البـاب اخللفـي ، واليمنـى تتدلـى ، أمـا باليد اليمنى فقد أمسـك بالبطيخـة دفعهـا إلـى خ ـره ، وهـي تلـف وتدور . لك هو حسن أفندي عبد السالم !!! أمـا الد تـور عبد اللطيف بـدر الد ن فكان

43 قـول : نـت أدرس فـي جامعـة «أ سـفورد» ببر طانيـا ، وقـد وصلـت رسـالة ألسـتا مادة علـم املواشـي فـي ليـة الزراعـة بجامعـة «أسـفورد» مـن احلاـم العـام اإلجنليـزي إلحـدى الدول قول فيها : أفيدونا يف ن لح ماشيتها ؟ طلـب أسـتا تلك املادة مـن الطلبة ، و نت واحدا منهم ، اإلجابة على لك السؤال . بعد مدة أسبوع وبعد أن حضرنا إلى محاضرة أسـتا مـادة علم املواشـي ، تم تسـليم األبحاث التي قام بها الطلبة ، بوضعها على منضدة أمام أستا مادة علم املواشي . أمر أستا مادة علم املواشي من مساعد له أن

44 قـوم بإبعـاد ل امللفـا ، وقـال : «ليـس بهـا اجلواب املفيد» . والتفـت إلـى مسـاعده وقال لـه : ا تب إلى احلا م العام اإلجنليزي لتلك الدولة : «إ ا أرد أن ت لح املاشية ، فأصلح أهلها أوالً» . مـا أحوجنـا في هذه األ ام لتلك الن يحة .

45 محمد علي الطه مواطن فلسطيني ، في رى وفاته اخلمسني م) علمت شيئا قليال عن أخباره 1974- م 1896( مـن الطلبـة الفلسـطينيني عندما نـت طالبا في م ر ، ما علمت الكثير عن محمد علي الطاهر مـن صدقـي املرحـوم سـامي ال قـار ، والـذي حدثني ثيرا عنه ، حيث ان صد قا له ، منذ

46 أواخـر األربعينيـا مـن القرن املاضـي ، عندما ان سـامي ال قار سكرتيرا للسفارة العراقية في القاهرة . م ، وصلتني 2006 في شهر أغسطس من عام مـن تر يـا رزمـة بها رسـالة مـن الد تور سـامي ال قـار و تـاب عن محمد علـي الطاهر ، حتت عنوان : " محمـد علي الطاهـر جتربته ال حافية في م ـر من خالل صحفه: الشـورى ، الشـباب ، م" . 1939- م 1924 العلم قـام بتقد ـم لك الكتاب للقراء السـيد أحمد ابـن سـودة (املستشـار اخلاص مللـك املغـرب) اسـتغرق التقد م أربـع صفحا ، تنم ل عبارة

47 فيهـا عـن خالـص اإلعجـاب ، وعميـق التقد ـر لشخ يته ومناقبه وأفضاله ، ال كتب مثلها أو قارب منها إ ّلا للعظماء ، أما مؤلف الكتاب فهو سميح شبيب . لقد ورد اسـم الشـارقة في تاب محمد علي الطاهر ، و بدو لي أن محمد علي الطاهر ان قد عقـد بعـض الروابـط مـع حكامهـا ومواطنيهـا ، فاملبالغ التي قدمت للشعب الفلسطيني وإن بد قليلة مبعا ير زماننا هذا ، لكنها بيرة جدا في معا ير زمانها . لقد نشـر تبرعا حكام ومواطني الشـارقة فـي تابـي «سـيرة مد نـة» فـي ال فحـا مـن من لك الكتاب . 248-246 ما أحوجنا اليوم لتلك النخوة .

48 تاب سـيرة مد نة ، منشـورا القاسـمي ، :248- 246 : م ، ال فحا 2017 أما في الشـارقة ، فقد أرسـل الشـيخ سلطان ابن صقر القاسمي ، حا م الشارقة ، مبلغ ثالثة عشـر جنيهـا م ر ـا إلغاثة منكوبي فلسـطني ؛ أمـا جلنـة التبرعا في الشـارقة ، فقد جمعت روبية ، انت ما أتي: 715 روبيـة مـن الشـيخ سـلطان بـن صقر 300 - روبية من جنله الشيخ خالد بن 50 القاسمي ، و سلطان القاسمي . روبية من كٍل من : السـيد حمد بن 40 - عبدالرحمن املدفع ، والسـيد محمد بن جاسـم املدفع . روبية من فاعل خير . 38 -

49 روبيـة مـن السـيد عبداللـه بـن الشـيخ 25- عبدالرحمن الفارس . روبية من الشاعر الوطني السيد مبارك 23 - ابن سيف الناخي . روبيـة مـن ل من السـادة: محمد بن 20 - سعيد بن محمود ، وحسن بن عبدالرحمن املدفع ، وعيسى بهزاد . روبيا من ل من السادة : إبراهيم 10 - ابن محمد املدفع ، ومحمد بن علي أبو رحيمة ، وإبراهيـم بـن سـالم بـن مـزروع ، ومبـارك بـن محمـد العقيلـي ، ومحمـد بن خلفان بوخاطر ، وعبداللـه بـن علـي بن محمود ، وابن شـوهر ، وخضّيـر بن عباس . روبيـا مـن ل من السـادة : عبدالله 5 -

ابـن صالـح املطـوّع ، وعبداللـه بن علي سـند ، وسـلطان بـن عبدالكر ـم ، وخليفـة بـن ماجد ، وعبدالعز ـز بن عبدالرحمن بن سـيف ، ومحمد ابن حسن بن ماجد . روبيا من ل من السـادة : أحمد بن 4 - علـي بـن محمود ، والسـيد عبد اللـه وصالح بن حسن بهزاد . روبية من ل من السادة : عبدالعز ز بن 2 - عبدالله ، وسلطان بن خميس ، وسالم بن محمد . روبية من فاعل خير . 1 - روبية . 715 - و ان املجموع - ما أرسل الشاعر مبارك بن سيف الناخي ق يـدة شـعر ة إلـى محمـد علي الطاهـر ، حيّا 50

51 سنة صدورها الثانية ، )*(فيها دخول «الشباب» و ان مطلعها : حيّوا «الشبابَ» وحيّوا «الطاهر» البطال حيّوا اجلهاد وحيّوا العلم والعمال حيّوا العروبة واإلميان في رجل ٍحيّوا الشهامة واألخالق واملُثال حيّوا الثبا َت وحيّوا كَل مكرمة حيّوا اإلباء وحيّوا املجد مكتمال هي اجلر دة الفلسـطينية التي أسسـها »الشـباب« * محمد علي الطاهر ، املناضل الفلسـطيني ، لفضح النوا ا البر طانية جتاه فلسطني .

53 مش وع األلبن م ١٩٧٤ في الشرقة عم قبـل التخـرج مـن ليـة الزراعـة بجامعـة القاهـرة ، قمـت بدراسـة حتحسني األبقـار فـي اإلمـارا ، إلنتاج األلبان . ان تـرددي علـى األسـتا الد تـور محمـد توفيـق رجـب أسـتا علـوم األغذـة واإلنتـاج احليوانـي ، وأسـاتذة قسـم األلبـان ، و ان مـن

54 بينهـم مـن درسـوا فـي اجلامعـا األجنبيـة ، وخرجت من مقابلة وي االخت اص باآلتي : » : ساللة Friesian - ساللـة «الفر ز ـان» « 1 مـن أبقـار احلليب موطنها شـمال غرب أملانيا ، أصبحـت هذه الساللة الرئيسـة فـي مزارع إنتاج احلليـب فـي العالـم ؛ نظرا لغـزارة إنتاجها من احلليـب ، فـكان إنتاجها السـنوي للحليب من لتر . 11000 إلى 7500 » هـي ساللـة Jersey - أبقـار «اجليرسـي» « 2 أصغـر ، ا شـعر بنـي ناعـم وعيـون بيـرة وجميلة ، وتنتج حليبا من أغنى أنواع احلليب ، وغالبا ما سـتخدم إلنتاج الزبدة واجلنب ، تعود أصول أبقار جيرسي إلى بر طانيا . لتر من احلليب 4500 نتـج القطيـع حوالي

55 وم من فترة الرضاعة . 300 في لكـن أبقـار «الفرزـان» و «اجليرسـي» ، تتطلب درجا حرارة معينة ، والتي ال جندها في اإلمارا ، حيث درجا احلرارة في صيف اإلمارا مرتفعة جدا . نت قد قرر أن أحسّن من أبقار اإلمارا ، حيـث ان إنتـاج البقـرة الواحـدة فـي السـنة ) لتـر ، وإ ا مـا ه ّّنّاهـا بالذ ـور مـن 1000( «الفر ز ـان» أو «اجليرسـي» فـإن البقـرة سـتنفق حسب اعتقادي ، حيث العجل أ بر من أحشاء البقرة احمللية ، فعدلت عن لك . من بني أساتذة قسم األلبان ، ر لي أحدهم أنـه قرأ دراسـة إجنليز ة تتحـدث عن نوع آخر

56 ، »Sahiwal من األبقار وهي : أبقار «ساهيوال» « لتـر إلـى 1600 ساللـة هند ـة ، تنتـج حوالـي لترا سنو . 2650 قـرر الذهـاب إلـى الهنـد ، لدراسـة أبقار «سـاهيوال» ، وفي تلك الفترة ، من نها ة شـهر هـ ، املوافق شهر أ توبر عام 1390 رمضان سنة م ، حيث ستأتي إجازة عيد الفطر املبارك 1970 هـ . 1390 لسنة ر ت الطاـئرة من مـطار القاهرة إلى مطار بومبـي ، ومـن هنـاك أخذنـي سـائق سـيارة األجـرة والـذي امتـدح فنـدق «تـاج محـل» ، لكنه ن حني بأن لك الفندق أسـعاره غالية ، فقلـت له : ال بأس .

57 فـي فنـدق «تـاج محـل» تعرفـت علـى مد ر الفندق وشـرحت له سـبب ز ارتي للهند ، فرد علـي مد ـر الفنـدق قـائال : أنـا أعـرف شـر ة » ، وأعـرف Pune تأسسـت فـي منطقـة «بونـا» « مد ـر فنـدق «بونا» ، حيث ثير من السـائحني والذ ـن نزلـون في فندق «تـاج محل» ، طلبون احلجز في فندق «بونا» . وأضـاف قـائال : هـل ترغـب أن أحجـز لك هنـاك ؟ ، فوافقتـه علـى أن أرحـل إلـى مد نـة «بونا» في اليوم التالي . فـي صبـاح اليـوم التالـي ، ان مد ـر فندق «تاج محل» نتظرني عند مكتب االستقبال لدفع م ار ف الفندق ، وقال : لقد أرسلت برقية إلى مد ـر فنـدق «بونـا» وبيّنت له طلب نـوع اإلقامة

58 حسب ما انت في فندق «تاج محل» ، وبيّنت له الغرض من تلك الز ارة . ثم التفت إلي وقال : لقد أحضر لك تذ رة السـفر على القطار السـر ع املخ ص للسـائحني ورجال األعمال ، فقلت له : ما هي مدة السـفر إلى «بونا» ؟ قال : ثالث ساعا . قلت : أدفع لك قيمة التذ رة . قال : احتسبناها مع م ار ف الفندق . توجهـت مـن فنـدق «تاج محـل» إلى محطة القطارا ور بت القطار السر ع الذي انطلق بنا إلى مد نة «بونا» ، وهو قطع تلك املساحا ، حيـث وضع اللـه تعالى أجمل ما في الطبيعة ،

59 والقطـار نسـرب في أنفاق فـي اجلبال بني تلك املساحة اجلميلة ، و ان عددها خمسة أنفاق . بعـد ثالث سـاعا ، وصلـت إلـى مدنـة «بونا» ، وأخذ طر قي إلى فندق «بونا» ، عند مدخـل فنـدق «بونـا» ، ان مد ـر الفنـدق فـي استقبالي ومرحّبا بقدومي وهو قول : مرحبا بك » ، مع مد ر Ketan Pune فـي فندق نت بونـا» « الفندق املكون من دور ن فقط ، وهو قول : هذا الفندق جد د ومحدود الغرف . سألت مد ر الفندق عن مزرعة األلبان فقال : ، »Satara تقع شر ة األلبان في قر ة «ساتارا» « والـتي تبـعد ـعن «بوـنا» قراـبة الـساعتني وبالطر ق السـر ع ثالثة أرباع السـاعة ، واسـمها «كاتـيراج ، ـشر ة األلـبان ـفي ـساتارا- بوـنا»

في اليوم التالي من وصولي إلى فندق «بونا» أحضـر مدـر الفنـدق سـيارة تقلنـي إلـى قرـة «سـاتارا» وسـلّم السـائق رسـالة منه بها تعر ف عنـي قـال فيها : سـلطان بن محمد القاسـمي ، طالب من جامعة القاهرة درس أبقار «ساهيوال» ، وهو نز ل بالفندق في «بونا» . انطلقـت بـي السـيارة إلـى قرـة «سـاتارا» بالطر ق السر ع حيث وصلنا إلى قر ة «ساتارا» في أقل من سـاعة ، بني املزارع التي انتشـر بها العاملون في الزراعة ، وإ ا بذلك املبنى األبيض عنـد نها ـة طر ـق «بونـا» تـب عليـه : طر ـق «ساتارا» . «Kateraj, Dairy Farm Company in Satara Village-Pune». 60

61 تم استقبالي من قبل مد ر الشر ة والباحثني فـي الشـر ة ، ودار بيننـا احلد ـث على مدى ثالثة أ ام من ال باح إلى املسـاء ، وقد شـرحوا لي أعمال الشر ة والدراسا التي قاموا بها ، ثـم ذكـروا أن إنتـاج اللنب من أبقار «سـاهيوال» لتر في السـنة 1600 التـي ذكرتهـا لهـم وهـي غيـر صحيحـة ، ألن لك في األبقار العاد ة ، أما األبقار املنتقاة واحملسّـنة النسـل ت ل مية لترا من البقرة الواحدة في 2650 اللنب بها إلى السنة . أما أنك تستعمل ر «اجليرسي» في تلقيح أبقار «ساهيوال» ، فقد فكر الشر ة في لك . ومـن الدراسـة التي قامـت بها الشـر ة تب ّين أن أسـتراليا قـد هجّنـت أبقـار «سـاهيوال» بثـور

62 «جيرسي» ، فقد أعطت النتيجة التالية : - اجليل األول : جيد . 1 - اجليل الثاني : جيد . 2 - اجليل الثالث : نحل و ضعف ، قال 3 » ، و تدهـور Decay لهـا باللغـة اإلجنليز ـة : « القطيع . ون حوني أن أتعاون معهم في تكو ن قطيع من أبقار «ساهيوال» احملسّنة . فـي أحـد األ ام من تلك األ ـام التي قضيتها فـي مبنى شـر ة اتيراج» طلبـت أن أزور قر ة «ساتارا» حتى إ ا وصلنا إلى وسط القر ة ، قال مرافقي : سآخذك إلى «دبا» ، قلت في نفسي : هل هو ساحر ؟ ، أ ن نحن من دبا ؟! .

63 توقفـت السـيارة عند مقهى شـعبي ، وطلب منـي أن أنـزل ، نزلت وأنا أقـول ملرافقي : أ ن دبا ؟ ، فرد علي قائال : هذا دبا ، املقهى قال له : دبا باللغة الهند ة . سـافر من مد نة «بونا» إلى بومبي ومنها إلـى القاهـرة ؛ أللتحـق بكُليتِـي ليـة الزراعة بجامعـة القاهـرة ؛ ألتخـرج منهـا مهندسـًا زراعيا . فـي الشـارقة وبعـد أن عـد مـن القاهرة ، عُينت مد ر مكتب احلا م في حكومة الشارقة ، ومـن بعـد لـك وز ـرا للتربية والتعليـم في دولة اإلمارا العربية املتحدة التي تأسسـت في تلك الفتـرة . ما هي إال أشـهر قليلـة أصبحت بعدها

64 حا ما للشارقة ، وانشغلت عن الزراعة . بعـد سـنتني مـن بدا ـة اسـتالم احلكـم فـي الشـارقة ، قرر الشـروع في مشروع األلبان في الشارقة ، و لفت شر ة إجنليز ة أن تشترك مع ـة فـي بنـاء محطـة لألبقـار فـي شـر ة متخ منطقة الذ د ، حتى إ ا ما أتت تلك الشـر ا ملناقشـة املشـروع ، حضـر مندوبـون عـن شـر ة أسـترالية وعرضوا أن قوموا ببناء احملطة املة وتزو دها باألبقار . قلت : ما نوع األبقار ؟ قالـوا : «سـاهيوال» هنـدي ، مهجّـن اجليرسي» اإلجنليزي . بـ قلت : أي جيل ؟

65 قالوا : اجليل الثاني ، واألبقار عشراوا . قلـت : الـذي فـي بطنهـا سـي بح اجليـل الثالث !! قالوا : نعم . قلت : إ ن سنحضر الشرطة ، لضبط عملية الغ واالحتيال . قالوا : ملا ا ؟ قلـت : إن اجليـل الثالـث مـن الهـجني «سـاهيوال» و «اجليرسـي» سـيخرج وجيناته قد تدهور وانحلّت ، وهي عملية قال لها باللغة . »Decay اإلجنليز ة : « قالوا : نحن ال نب علينا ، فقد تلقينا هذا العرض من شر ة األبقار األسترالية .

66 قلت : ا هبوا ، ال أر د مشروعكم . ولم كتب لذلك املشروع التنفيذ .

67 ثلثة األثفي م ، نـت طالبا في 1965 فـي منت ـف عام السنة الدراسية األولى في لية الزراعة بجامعة القاهرة ، وقد وصلتها متأخرا عن بدا ة الدراسة ، فلـم أتعـرف على الطلبة ، ولم أ ن من املتردد ن علـى مطعـم الطلبـة ، حيث ان خلية نحل ، مزدحمـا بالطلبـة ، أمـا الطالبـا فكانـت لهن

68 استراحة الطالبا بالدور العلوي من املطعم . وأنـا أجـول بنظـري فـي السـاحة املتوسـطة ملبانـي الكليـة ، حملت أن هناك بسـاطا أخضر من احلشـائ ميتد إلى سـور الكلية وفي نها ة لك البساط األخضر مبنى من خشب ، قال له : مكتبة األجنلو : ُكُشـك ، ُكُتـب على واجهتـه . امل ر ة فـي لك الكُشـك جلس رجـل ، مرتد ثوبًا ممما لبسـه امل ر ّون والسـودانيون ، قال له : القالبيـة ، حيـث تنقلـب بني اخللف واألمام ، ألقـيت علـيه التحـية ، وعرفته بنفـسي قائال : " أنا الطالب سلطان بن محمد القاسمي من طلبة السنة األولى " . قام لك الشخص ، اجلالس في وسط الكُشك ،

69 وحولـه أرفـف مليئـة بالكتب وقـال : أنا فكري راس بخيت من مكتبة األجنلو امل ر ة . قلت : املكان هادئ ، مناسب للقراءة . قال : تطلب تابا معيّنا ؟ قلـت : أر ـد أن أعـرف أسـماء الكتب التي على األرفف . قال : تفضل . وأدخلني إلى داخل الكُشك ، وقـرّب لي رسـيا ان قر بـا منه ، وهو قول : اجلس ، وأنا أحضر لك الكتب . سأل فكري عن بلدي ، وشرحت له مكانها على خر طة رسـمتها على شـكول ان معي ، وأعطيتـه تلـك الورقة . و لمة شـكول عربية ، وتعنـي : وعـاء املتسـول ، ضـع فيـه رزقه وهو

70 خليـط ، ذلـك الكراسـة التـي توضـع فيهـا املعلوما . نت أجلس في ُكُشك عم فكري ل وم أ ون فيه في الكلية ، وال أخرج من لك الكُشك ، إّلا وأنا قد اشتر ت من عنده تابا أو تابني . حدثنـي عـم فكـري ، عـن صاحـب مكتبـة األجنلـو امل ر ـة ، األسـتا صبحـي جر ـس ، والذي الحظ أن مبيعا عم فكري قد زاد في مبيعا الكتب الثقافية ، وقد سـأله عن سـبب لك . أخبر عم فكري األستا صبحي جر س عني ، وأظهـر لـه الورقـة التـي رسـمت عليهـا خر طة اخلليـج العربـي ، وقال له : إنه من بلد تسـمى

71 الشـارقة . طلب األسـتا صبحي جر س من عم فكري أن خبرني بأنه ر د أن قابلني . قلت لعم فكري : متى نذهب إليه ؟ رد عم فكري : حتى لو تر د اآلن . قلت : بدون سابق ميعاد ؟!. قال : ل وقته في املكتبة ، ولكنّي سأت ل باملكتبـة هاتفيـا ، ال تتـرك الكُشـك . خـرج عم فكـري من بوابـة الكلية اجلانبيـة ، والتي تفتح على شـارع به بقالة صغيرة بها هاتف الستعمال اجلمهور . عاد عم فكري وهو قول : هيا بنا ، األستا فـي انتظـارك . ر ـب عـم فكري معي في سـيارة

أجـرة ، فسـألته عـن مـكان املكتبـة ، فأخبرني قـائال : وسـط البلـد ( وسـط مد نـة القاهـرة ) ، شارع محمد فر د . فـي الطر ـق إلى املكتبة ، أخذ فكري راس بخيـت تحـدث عن املكتبة ومؤسسـها األسـتا صبحـي جرـس ، وإ ا بـه خبيـر متمكـن فـي حد ثه عن املكتبة ، وليس عم فكري بالقالبية . قال فكري بخيت : " مكتبـة األجنلـو امل ر ة ، أسسـها صبحي م ، انـت تطبـع الكتـب 1928 جرـس عـام األجنبية ، وفي أواخر األربعينيا بدأ بنشر الكتـب العربيـة ، وهـي من أ بر دور النشـر في القاهـرة ، سـميت مبكتبـة األجنلـو امل رـة 72

73 ، اإلجنليزـة املرـة ا لكلمـة � اخت ـار لتخ ها في الكتب اإلجنليز ة . ـت املكتبـة فـي الكتـب العلميـة تخ األ ادمييـة ، و تـب علـم النفـس والتار ـخ ، التـي أثـر مكتبـا مختلـف اجلامعـا امل رة " . أضاف عم فكري قائال : " وإلـى جانـب معرفتـه الواسـعة بالكتـب والعلـوم ، ان صبحـي جر س مُعلما رغم أنه لم كـن مدرسـا ُعطـي دروسـا ممنهجـة ، فـكان مدرسـة متنقلة مفتوحة جلميع الكُتّاب والقراء ، ال سيما الطالب منهم " . أنهى عم فكري المه قائال :

" ذلـك ضمـت املكتبـة الكثيـر مـن املثقفني واأل ادميميني الكبـار ، فكانـت فـي وقـت مـن األوقـا مجلسـا لنجيـب محفـوظ وطـه حسني وعبـاس العقـاد ، وغيرهـم من الكُتّـاب ، حيث قضون فيها وميا سـاعا من النهار ت فحون الكتب ، و تناقشـون حول ل جد د ، فكانت محفال ثقافيا م غرا " . عم فكري : " ها نحن قد وصلنا ... ار ن هنا " . فـي مكتبـة األجنلو امل ر ة ، وقف األسـتا صبحي جر س ، بني أربعة حيطان عليها أرفف مليئة بالكتب ، من األرض إلى السقف . بعد أن رحب بي األستا صبحي جر س ، عرفتـه علـى نفسـي ، وإ ا بـه نبهـر ب بـي 74

75 بعمر الثالثة عشـرة لد ه مكتبة خاصة في لك العمر ، و لك اجلزء من العالم ، و لك الوضع من الزمن . أخذ األسـتا صبحي جر س ، فتح نابيع املعرفـة التـي ا تنزهـا علـى مـر السـنني ، وأنـا أحاول أن أعرض عليه ، أن دلني على الطر ق ال حيـح ، الـذي أسـلكه للوصـول إلـى أصـول الثقافة والعلوم األخرى املرافقة لها . قال األستا صبحي جر س : " افـتنت األوروبيـون بإجنلتـرا ، وأصبحـوا حلمـون مبما لها مـن البحـث العلمـي واحلر ة »Shakespeare الفكر ة والتي أسسها «شكسبير» « م) ، وللتنافـس الشـدد بني 1616- م 1564(

RkJQdWJsaXNoZXIy OTg0NzAy