The Maze of Love

العنوان: تِِيْْه الغََرََام إإمارات) المؤلف: الدكتور سلطان بن محمد القاسمي (ال إإمارات العربية المتحدة الناشر: منشورات القاسمي، الشارقة ، ال م 2025 - هـ 1447 : سنة الطبع حقوق الطبع والنشر محفوظة © * 978-9948-698-21-0 الترقيم الدولي : * م، 2025/06/23 ، بتاريخ MC-03-01-3103252 إذن طباعة رقم: � إإمارات العربية المتحدة إإعلام ، ال إإمارات لل مجلس ال AL Bony Printing Press- Sharjah, UAE الطباعة : E الفئة العمرية : * التوزيع: منشورات القاسمي إإمارات العربية المتحدة الشارقة، ال 64009 ص.ب: ،0097165520070 ، براق: 0097165090000 هاتف: info@aqp.ae إإلكتروني: البريد ال

5 المحتويات ٧ المقدمة ● ٩ محمد رضا بيك مبعوث شاه فارس إلى فرنسا ● ١٥ محمد رضا بيك في قصر «فرساي» ● ١٩ محمد رضا بيك بين السياسة والغرام ● ٢٧ صندوق الكتب الدينية ● ٣٥ عودة محمد رضا بيك وحبيبته إلى فارس ● ٣٩ المصادر والمراجع ●

7 المقدمة تِِيْْـه الغََـرََام ، هـي روايـة حقيقيّّـة موثّّقـة ، توثيقـا ُمُح ْْكما ، وهي ت روي أحداث بعثة محمد رضا بيك ، إلى فرنسا . تبــدأ هــذه الروايــة مــن حيــث انتهــت روايــة الجريئــة ، «مــاري كلــود ِبِتــي» » ، والتــي انتهــت Marie Claude Petit« بالفشــل ، لعــدم الحصــول علــى مســاعدة مــن فرنســا لمقاومــة نشــاط العمانــيين فــي الخليـج العربي .

8 بعد إخفاق الفرس مرارا وتكرارا في الحصول علـى أي مسـاعدة َبَحريّّـة مـن الإنجليـز أو الهولنديين ، لمقاومة عودة نشـاط العمانيين على نطاق أوسـع ، أدى بهم إلى السـعي مرة أخرى إلـى الحصـول علـى هذا النـوع من المسـاعدة من فرنسـا ، وكانـت النتيجـة هـي أن الحكومـة الفارسـية قـررت إرسـال مبعـوث إلـى الـبلاط الفرنسي . المؤلف

9 )1( محمد رضا بيك مبعوث شاه فارس إلى فرنسا عـزم الشـاه إرسـال رد غيـر مستحسـن إلـى ،»Louis XIV الملـك «لويـس الرابـع عشـر» « (*)وكذلـك البابـا عن طريق «آبيه جان ريتشـارد» . »Abbe Jean Richard« «لويـس الرابـع عشـر» ، ملـك ذو شـهرة واسـعة ، حقـق (*) إنجـازات عسـكرية وصـل مداهـا إلـى بقـاع بعيـدة . فـي هـذا السـياق ، قـرر شـاه بلاد فـارس إرسـال سـفارة إلـى فرنســا ، بعــد أن علــم بالإنجــازات العســكرية الأخيــرة للملك الفرنسي . تـم نقـل هـذه المعلومـات إلـى الحكومـة الفارسـية مـن قبـل «آبيه جان ريتشـارد» ، وهو مبشّّـر ُأُرسـل إلى بلاد فارس ، للدعـوة إلـى تححسين الظـروف لزملائـه المبشّّـرين ، الذيـن نقلوا أخبار الإنجازات الفرنسية في أوروبا .

10 بمما أن «آبيـه جان ريتشـارد» كان في ذلك م) علـى وشـك 1713 الوقـت (شـهر مايـو عـام العودة إلى فرنسـا ، فقد اسـتأمنه الشـاه سلطان حـسين علـى الهدايـا التي أرسـلها إلـى «لويس الرابـع عشـر» ، وأوصـاه بتسـليمها إلـى محمـد ، »Erivan« (*)خـان ، حاكـم بلـدة «يريفـان» عندما يصل إليها . أرسـل فـي الوقـت نفسـه أوامـر إلـى محمد خـان باختيـار شـخص مناسـب ليكـون مبعوثًًـا إلى فرنسا . عندمـا ت لقـى محمد خـان هذه الأوامـر ، وقع اختياره على قائد الفرسان المحلي ، ولكنه رفض الذهـاب . عنـد ذلـك طلب من محمد رضا بيك ، عمـدة «يريفـان» وثالـث أهم شـخص هنـاك ، أن يتولى هذه المهمة . يريفان : بلدة أرمينية تحت الاحتلال الفارسي .(*)

11 رغم علمه بأن الرحلة إلى فرنسا كانت طويلة ، ومن المحتمل أن ت كون خطرة ، فقد قبلها محمد رضا بيك ، وقد غادر السفير الذي ت م تعيينه حديثا ، «يريفان» سرّّا في شهر مارس م . 1714 من عام كان محمـد رضـا بيـك قـد أرسـل الهدايـا المرسـلة إلى «لويس الرابع عشـر» قبله ، وأخفاها بحـرص بين أكـوام مـن الحريـر ، وسـبب هـذ الحيطـة هـو خشـيته مـن أن يمُمنـع مـن دخـول تركيا إن انطلق مفصحا عن وجهته ، فالصعوبات (*)التـي واجههـا «جين بابتيسـت فابـر» » وغيـره مـن المبعـوثين Jean - Baptiste Fabre« انظر رواية الجريئة ، الدكتور سـلطان بن محمد القاسـمي ، (*) منشـورات القاسـمي ، الشـارقة ، الإمارات العربية المتحدة ، م. ٢٠٢٢

12 علـى الأراضـي التركيـة كانـت لا تـزال فـي الذاكرة . لا حاجة إلى ذكر مغامرات محمد رضا بيك في ت ركيا بأي شيء من التفصيل . يكفينـا القـول إن محمـد رضـا بيـك رغـم احتياطاته الشـديدة قد شـك فيه الأتراك مرة ت لو الأخرى ، وفي النهاية اعتقلوه ورموه في السجن ، وقد حصل على حريته من خلال احتجاجه بأنه مجرد حاج في طريقه إلى مكة ، ولكن السلطات التركيـة بعـد أن أخـذت بكلامـه ، وضعته على متن سفينة حجاج . تمكـن محمـد رضا بيك مـن الهرب ، وركب علـى متن سـفينة فرنسـية منطلقـة مـن مدينـة الإسـكندرونة في ت ركيا ، وقد استغرق ما يقارب الستة أشهر لعبور ت ركيا .

13 وصـل محمـد رضـا بيـك إلـى مرسـيليا فـي الثالـث والعششرين مـن شـهر أكتوبـر عـام م ، وقـد قضـى شـهرين فـي مرسـيليا ، 1714 ورحلتـه الممتـدة إلـى باريس ، وما ت سـببت فيه نزواتـه الغريبـة ، وثـورات غضبـه المفاجئـة من مصاعـب لتعيسـي الححظ ، الذيـن ت ـم ت كليفهـم بمقابلته ومرافقته إلى العاصمة الفرنسـية . بعـد طلبـه لشـرف اسـتثنائي بدخـول الممدن الكبـرى التـي مـر بهـا وحصولـه عليـه ، وصـل محمد رضا بيك إلى باريس في السابع من شهر م ، وأثـار دخولـه إلى المدينة 1715 فبرايـر عـام الكثير من فضول العامة .

15 )2( محمد رضا بيك »Versailles في قصر «فرساي» « بعـد وصـول موكـب محمـد رضـا بيـك إلـى باريـس ، أخذ الموكب طريقه إلى فندق السـفراء حيث سيقيم محمد رضا بيك . لـم ت ـدم ت لـك الإقامة أكثـر من عشـرة أيام ، حتـى ت قـرر يوم اسـتقبال الملك الفرنسـي «لويس الرابع عشر» لمحمد رضا بيك ، في التاسع عشر م . 1715 من شهر فبراير عام قـام الملـك «لويـس الرابـع عشـر» باسـتقبال السـفير الفارسـي ، محمد رضا بيك ، رسميا في قصر «فرساي» .

16 أظهـر العاهـل الكهل «لويس الرابع عشـر» ، تقديره لمجاملة الشاه ، بإرساله محمد رضا بيك ، من خلال ظهوره على عرشه في الصالة العظيمة فـي «فرسـاي» للمـرة الأولى منذ سـبع وأربعين سنة . بدا السفير مبهورا بعض الشيء من المشهد الجليـل ، وقـدّّم احترامـه للملك وسـلّّمه رسـالة اعتماده . بعدهـا ُوُضـع الصندوق الذي به هدايا الشـا أمام الملك «لويس الرابع عشـر» وتم فتحه ، وقد نتج عن طبيعة ت لك الهدايا المتواضعة ذات القيمة الضئيلة نسبيا شعور مخيّّب للآمال . رسالة الشاه إلى الملك «لويس الرابع عشر» ، ورسالة أخرى من حاكم «يريفان» إلى ، »Marquis de Torcy «ماركيز دي ت ورسي» « وزير الشؤون الخارجية الفرنسي ، ومعهما

17 شهادة «آبيه جان ريتشارد» ، كفيلة بأن ت قنع الملك ووزراءه بصدق بعثة محمد رضا بيك . رغـم ذلـك اسـتجوبت السـلطات الفرنسـية «مـاري ِبِتـي» بشـأن ماضي السـفير ، فأخبرتهم أنهـا عرفـت محمـد رضـا بيك عندمـا كانت في «يريفـان» ، وأنـه كان فـعلا كالندار (عمدة) ت لك البلدة . كان هنـاك اعتقـاد فـي البلاط الفرنسـي بأن المفاوضـات مـع محمـد رضـا بيـك لـن ت سـتغرق مدّّة طويلة . بعـد المقابلـة التي جرت في التاسـع عشـر من شـهر فبرايـر مباشـرة ، قـام «لويس الرابع عشـر» بتعـيين «ماركيـز دي ت ورسـي» ، وزيـر الشـؤون »Pontchartrain الخارجيـة ، و«بونتشـارترين» «

18 وزيـر البحريـة، و«نيكـولاس ديماريتـس» » مراقب الحسـابات المالية ، Nicolas Desmarets« ليفاوضوا من طرفه محمد رضا بيك . كان اختيار ث لاثة أشـخاص رفيعي المسـتوى مثل هؤلاء له أهمية لسببين ، أولا أن ذلك يشير بوضوح إلى الأهمية التي أعطاها الملك للمفاوضات القادمـة ، وثانيـا أن الوزراء الثلاثة جميعا كانوا مقتنـعين بضـرورة العثـور علـى منافـذ للتجـارة الفرنسـية وراء البحـار ، ويفضـل أن ت كـون على حساب الأمم المعادية أو المنافسة .

19 )3( محمد رضا بيك بين السياسة والغرام فـي فنـدق السـفراء ، حيث يقيـم محمد رضا م ، كانت السيدة 1715 بيك ، وفي شهر مايو عام » مـع ابنتهـا الآنسـة de Roussy «دي روسـي» « » ت تنـاولان وجبـة الغـداء مع d’Epinay «ديبينـه» « المترجمين الفوريين لقصر «فرساي» ، وهم السادة : » ، والسـيد «غـودرو» Padery السـيد «بـادري» « . »Richard » ، والسيد «ريتشارد» « Gudru« فـي ت لـك الفتـرة وصـل محمد رضـا بيك إلى طاولتهم ، فأجلسوه بجانب المترجم «بادري» ، وقبالة الآنسة «ديبينه» .

20 منـذ أن وقعـت عيناه على الآنسـة «ديبينه» لـم ت فـارق عينـاه وجههـا الجميـل ، وقوامهـا الرشيق . أخذ محمد رضا بيك يتحدث ، وكأنه يتحدث إليهـا ، وعندما يقوم «بـادري» بالترجمة ، يبقى محمد رضا بيك واجما ومسلطا عينيه على الآنسة «ديبينه» . اسـتأذن محمـد رضا بيك مـن الجميع ، لأن أكلـه كان يأتيـه من خارج الفنـدق إلى غرفته ، من مطعم يقدم الأكل الحلال ، كما يدعي . طلب محمد رضا بيك من «بادري» أن يذهب معـه إلـى طاولـة أخرى ، وهناك سـأله عن ت لك البنت الجميلة فقال : إنهـا «ديبينـه» ، ابنـة إحدى السـيدات ، السـيدة «دي روسـي» ، وتبلـغ «ديبينـه» مـن

21 العمر سـبعة عشـر عاما ، وهي جميلة للغاية . نشـأت فـي مجتمع راق إلى حـد ما ، اعتادت على ملذات باريس ، وهي مسـيحية الديانة ، ومحتشـمة ومعروفـة بأنهـا ليسـت لعوبـا ولا فاسقة . قـال «بـادري» : إن الملك يطلـب من الوزراء الفرنسـيين إتمام المفاوضات ، والإسـراع بتوقيع محمد رضا بيك على الاتفاقية . قـال محمـد رضـا بيـك : كيـف أوقـع علـى اتفاقيـة كتبـت باللغـة الفرنسـية ؟ ، لا بـد مـن ترجمـة الاتفاقيـة إلى اللغة الفارسـية لأسـتطيع فهم ما بالاتفاقية . ذهـب «بـادري» لترجمة الاتفاقيـة ، وذهب محممد رضـا بيـك لترتيـب لقـاء مـع الآنسـة «ديبينه» .

22 تعلّّم محمد رضا بيك بعض الكلمات الفرنسية ، وهي دعوة السيدة «دي روسي» مع ابنتها الآنسة «ديبينه» إلى غرفته مساء . كان محمـد رضـا بيـك يحصل علـى وجباته الغذائيـة فـي نفـس غرفتـه ، وشـيئا فشـيئا قام بترويـض ت لك الجميلـة ، ونجح في إبقائها معه طـوال المسـاء حتـى منتصـف الليـل أو السـاعة الثانية صباحا . خلال النهـار ، وضعت هـذه الصغيرة وأمها السيدة «دي روسي» حذاءيهما على حافة سجادة سعادته ، وجلستا على وسائد في الجزء الخلفي من غرفة محمد رضا بيك ، على غرار ما يحدث مع الحريم من بلاد فارس . لم ت شعرا بالخجل من هذا الوضع ، بل قامتا بتقدييم عـرض لـكل أولئك الذيـن جـاءوا لزيارة

23 الضيـف الفارسـي ، محمـد رضـا بيـك ، رجالا ونسـاء ، وعنـد السـاعة الثامنـة مسـاء ، أغلقت الشـقة ، وظلـت الأم ، والابنـة ، وحيـدتين بداخلها مع محمد رضا بيك . اسـتمرت المفاوضات لمدة شـهرين ، واسـتمر محمـد رضـا بيـك ، اعتراضه علـى كل مادة في الاتفاقية حتى ت طول مدة الغرام الذي وقعت فيه الآنسة «ديبينه» ، ومحمد رضا بيك . بينما لم ُيُذكر أبدا الهدف الحقيقي من بعثة محمد رضا بيك ، ألا وهو التحالف ضد مسقط . فـي المقابـل وفقًًا لــ «بادري» ( الـذي لطالما كان يؤيـد بقـوة مشـروع مسـقط ) ، فقـد ت ـم الترتيب شـفهيا بـأن يذهـب قائـد بحري فرنسـي اسـمه » إلـى أصفهـان بصفتـه Geraldin «جيرالديـن» « سفيرا .

24 ليـس ليضمـن ت صديـق الشـاه علـى الاتفاقية الجديدة َفَح ََس ْْب ، بل ليدرس كذلك البلد بعناية ، ويـدرس الترتيبـات التـي يجب إعدادهـا لتنفيذ مشـروع مسـقط ، وهكذا إن كان سـيتم البدء في ذلك المشروع فسيتم ذلك كما ينبغي . تـم الاتفـاق كذلك علـى أن يذهـب «بادري» إلـى فـارس أولا برفقـة محمـد رضا بيـك ، لكي يقـوم بالترتيبـات اللازمـة لوصـول بعثـة «جيرالدين» . فـي الثالـث عشـر مـن شـهر أغسـطس عـام م ، ت ـم التوقيـع علـى المعاهـدة فـي قصـر 1715 «فرساي» . بعد ت وقيع الاتفاقية في قصر «فرساي» ، قام محمـد رضـا بيـك بتوديـع الملـك «لويـس الرابع عشر» .

25 أصـدر الملـك «لويـس الرابع عشـر» ، بتاريخ م 1715 الثاني والعشـرين من شهر أغسطس عام أوامره بخصوص السماح بسفر السفير محمد رضا بيـك ، وكذلـك التوجيهـات الصـادرة إلى الولاة والنـواب وغيرهـم من المسـؤولين ، لتكريم محمد رضا بيك وفقا للأعراف الرسمية ، وتوفير ودفع تكاليف جميع المركبات التي سـتقله من باريس » فـي الشـمال Le Havre إلـى مينـاء «لوهافـر» « الفرنسي .

27 )4( صندوق الكتب الدينية م ، 1715 في الثلاثين من شهر أغسطس عام غـادر محمـد رضا بيك باريس ، وفي طريقه إلى مينـاء «لوهافـر» باسـتخدام القـوارب ، وقـد ت ـم تجهيز ث لاثة قوارب ، أحدها للسفير محمد رضا بيك ، والثاني للأشـخاص المرافقين ، في حين ت ّم ّت خصيص القارب الثالث للأمتعة ، ومن بينها صندوق الكتب الدينية . فـي صبـاح يـوم الحادي والثلاثين من شـهر م ، وصلـت السـيدة 1715 أغسـطس عـام

28 «دي روسـي» إلى منزل السـيد «بـادري» مترجم الملك «لويس الرابع عشر» ، وأخبرته عمّّا جرى لابنتها «ديبينه» ، في الليلة الماضية ، فما كان من السيد «بادري» إلاّا أن كتب رسالة إلى الملك «لويس الرابع عشر» ، جاء فيها : باريس، الحادي والثلاثون من شهر أغسطس م، 1715 عام « سيدي، حضرت إلي السيدة «دي روسي» هذا الصباح وهـي فـي حالـة يرثى لهـا، وأبلغتنـي ( بعد أن كتبـت لـي بالأمـس ) أن السـفير الفارسـي قـد اختطـف ابنتهـا، وأنهـا غـادرت المنـزل تححت جنح الظلام دون أن ت أخذ معها أيا من الملابس . ثـم حاولت السـيدة إقناعي بـأن ابنتها ت قي ّّة تتمتـع بأخلاق رفيعة لدرجة لا ت سـمح لها بمنح

29 نفسـها لمسـلم ، لكـن السـفير جعـل مـن نفسـه مسـيحيا لكـي يتزوجهـا ، وتـم ت عميـده سـرا بمساعدة قسيس أرمني أحضرته هي . مـع ذلـك ، أكـدت لـي الأم أنها سـتحرص على عدم اتباعهم ، وأنها ت عتقد أن ابنتها ت فضل التقاعد في الدير ، بدلا من ت سليم نفسها لسلوك هـذا الغريـب الذي عرفت عنفه وسـوء مزاجه ؛ لذلـك، أعتقـد أنـه ، وبنـاء علـى التقريـر الذي يشـرفني أن أقدمـه لـك عـن هـذه التناقضـات والأكاذيب . سـتجدون من المناسـب أن ت كتب إلى السـيد » ، المفتش العام في «روان» Roujault «روجولت» « » ، حتى يتمكن من احتجاز الابنة والأم Rouen« هنـاك ، إذا أمكـن الوصـول إليهمـا . مـع فائـق الاحترام . خادمك الأكثر ت واضعا وطاعة ».

30 جـاءت الأوامـر من قبل الملـك «لويس الرابع عشـر» ، للسـيد «بـادري» مترجم الملـك ، بإلقاء القبض على الآنسة «ديبينه» ، ونقلها إلى مكان مناسـب وآمن ، حتى يتلقى أوامر أكثر تحديدا في ذلك الشأن . فـي يـوم الثلاثين من شـهر أغسـطس ، كان محمد رضا بيك قد شرع في رحلته ، ووصل إلى «روان» في مسـاء يوم الثاني من شـهر سبتمبر ، فأقـام في المدينـة حيث كان معه صندوق الكتب الدينية في مقر إقامته ، وبعض الوزراء من حوله والذين جاءوا لوداعه . أما المرسلون من قبل الحكومة الفرنسية لإلقاء القبـض على الآنسـة «ديبينه» ، فلـم يصلوا إلى مدينة «روان» حيث لم ت صدر لهم الأوامر لانشغال الجميع بوفاة الملك «لويس الرابع عشر» .

31 رجع الوزراء وبعض المسـؤولين الفرنسـيين ، الذيـن كانـوا في وداع محمد رضا بيك في مدينة «روان» إلـى باريس ، وانشـغلوا بالمصاب الجلل وهـو وفـاة ملـك فرنسـا «لويـس الرابع عشـر» ، تـاركين محمـد رضـا بيـك يسـتمتع بقـراءة كتبه الخاصة بالعبادة . كان محمـد رضا بيك يسـتمتع بقراءة الكتب الدينيـة ، كمـا كان يتحـدث مـع المرافـقين لـه مـن المسـؤولين الفرنسـيين ، وإذا الأمـر قـد جاء بالانتقـال إلـى مينـاء «لوهافـر» ، حيـث قبطان السـفينة التـي سـتنقلهم إلـى «بطرسـبورغ» » يتطلـع للإبحـار بسـبب الموسـم Petersburg« القـادم ، حيـث ت كثـر فيه العواصـف مما يجعل الوقت ث مينا . مـن مدينـة «روان» ركـب الجميـع فـي »Astree السـفينة الفرقاطـة الملكيـة «أسـتري» «

32 التـي سـتنقلهم إلـى «بطرسـبورغ» دون النـزول فـي مينـاء «لوهافر» ، في الثاني عشـر من شـهر م ، حيـث قـام محمـد رضا 1715 سـبتمبر عـام بيـك بوضع صندوق الكتـب الدينية في الحجرة المخصصة له في السفينة . في عرض البحر ، ضربت العاصفة السـفينة «أسـتري» ، فوقـع محمـد رضا بيك على سـطح السفينة وتدحرجت عمامته ، فقام بعض البحارة لمسـاعدته ، وإذا بصـوت اسـتغاثة يأتـي مـن الحجـرة الخاصـة بالسـفير الفارسـي محمد رضا بيك . أسـرعوا إلـى هنـاك حيـث وجـدوا صنـدوق الكتـب الدينيـة الخاصة بمحمـد رضا بيك ، قد انقلب وأصبح عاليه إلى الأسـفل ، وصوت أنين يأتي من داخله . قام البحارة وأخرجوا الصندوق إلى خارج الحجرة الخاصة .

33 عنـد محاولة البحارة فتح الصندوق ، أسـرع محمـد رضـا بيك لمنعهم مـن ذلك ، لكن البحارة فتحـوا الصنـدوق ، وإذا بـه الآنسـة «ديبينـه» عشيقة محمد رضا بيك . وصـل الخبـر إلـى السـيد «بـادري» مترجـم الملـك ، والـذي ت ـم ّّت عيينـه قنصلا في شـيراز ، والمكلـف بإلقـاء القبض على الآنسـة «ديبينه» ، والمسـؤولون الفرنسـيون وجميـع من بالسـفينة ، يحدقـون بالصنـدوق ، وإذا بصـوت القنصـل الفرنسي «بادري» يقول لمحمد رضا بيك: « هذا فراق بيني وبينك ، لن أرافقك في هذ الرحلة » . كان محمـد رضـا بيـك قـد أعـد صندوقـا في » ، وبه ث قوب للتنفس Chaillot مدينـة «شـايلو» «

34 ووضـع بـه َمَرْْتبـة ومخـدة ، وأدخـل الآنسـة «ديبينـه» بداخلـه ، وأغلقـه عليهـا ، بمعاونـة رئيس التشـريفات ، وأربعة من الفرس المرافقين لمحمد رضا بيك . بعـد أن وصلـت السـفينة الفرقاطـة إلـى » ت فرق ذلك الجمع ، Copenhagen «كوبنهاغن» « ليعود محمد رضا بيك وعشيقته إلى فارس .

35 )5( عودة محمد رضا بيك وحبيبته إلى فارس بعد رحلة اسـتغرقت واحدا وعشـرين شـهرا مليئـة بالمغامرات والأحداث ، وصل محمد رضا م . 1717 بيك إلى أصفهان في شهر مايو عام عندمـا وطـأت قدمـا محمـد رضـا بيـك فـي النهايـة ت ـراب وطنه من جديد ، وجد أن سـيد ورئيسـه السـابق محمد خان قد أقيل من منصب حاكم «يريفان» ، الذي كان يتولاه ، وحل محله أحـد أبنـاء أخي فتـح علي خان الداغسـتاني ، اعتماد الدولة .

36 شـعر السـفير أنه سيكون من الصعب ، إن لم يكن من المستحيل ، ت قديم ت برير مقبول لمماطلته ، وأدرك تمامـا أخيـرا أنـه قـد تججاوز صلاحياتـه كثيـرا فـي عقـد المعاهـدة مـع فرنسـا ، لذلك لم يجـرؤ علـى الذهاب إلى أصفهـان ، وإنما ذهب إلى مسـقط رأسـه ، بلدة «يريفان» ، فوصل إلى م . 1717 هناك في نهاية شهر مايو عام مما كان يدعو للقلق كذلك أنه اضطر إلى بيع عدد من هدايا الملك «لويس الرابع عشر» ، التي أرسـلها إلـى الشـاه من أجل الحصـول على مال يغطي نفقات سفره . قـد أقض ّّـت هذه الأمور مضجعه ، إلى درجة أنه سم ّّم نفسه بعد ث لاثة أسابيع من وصوله إلى «يريفـان» ، وبذلـك بـادر بنفسـه وتجنب المصير الـذي كان ينتظـره حتمـا فيمـا لـو ذهـب إلـى العاصمة .

37 أمـا بالنسـبة إلـى الآنسـة «ديبينـه» ، فقـد اعتنقـت الإسلام بعـد انتحار محمـد رضا بيك، ويقـال إنهـا ت زوجـت أخـاه ، وقـد نف ّّـذت أحد واجبـات السـفير الراحـل ، حيـث أخـذت إلى البلاط الفارسي ُكُل ما بقي من الهدايا التي ُعُهد إليه بها في باريس .

39 المصادر والمراجع 1. Archives Etrangeres (AE), The Ministry of Foreign Affairs in France. ● AE 37MD, Volume 6 Perse, Fol. 19-21. ● AE 37MD, Volume 6 Perse, Fol. 22-28. ● AE 37MD, Volume 6 Perse, Fol. 29-32. ● AE 37MD, Volume 6 Perse, Fol. 33. ● AE 37MD, Volume 6 Perse, Fol. 55-56. ● AE, CP HAMBOURG, Volume 38, Fol. 113. ● AE, CP HAMBOURG, Volume 38, Fol. 125v.

40 ● AE, CP HAMBOURG, Volume 38, Fol. 137-138. ● AE, 101 CP HAMBOURG, Volume 3, Fol. 12-13. ● AE, 101 CP HAMBOURG, Volume 4, Fol. 30-32. ● AE, 101 CP HAMBOURG, Volume 4, Fol. 298. ● AE, 101 CP HAMBOURG, Volume 4, Fol. 299. ● AE, 101 CP HAMBOURG, Volume 4, Fol. 300. ● AE, 101 CP HAMBOURG, Volume 4, Fol. 301 ● AE, 101 CP HAMBOURG, Volume 4, Fol. 329. ● AE, 101 CP HAMBOURG, Volume 4, Fol. 302-303.

41 ● AE, 101 CP HAMBOURG, Volume 4, Fol. 312. ● AE, 101 CP HAMBOURG, Volume 4, Fol. 313. ● AE, 101 CP HAMBOURG, Volume 4, Fol. 314. ● AE, 101 CP HAMBOURG, Volume 4, Fol. 315. ● AE, 101 CP HAMBOURG, Volume 4, Fol. 316. ● AE, 101 CP HAMBOURG, Volume 4, Fol. 317. ● AE, 101 CP HAMBOURG, Volume 5, Fol. 138-139. ● AE, 101 CP HAMBOURG, Volume 5, Fol. 144-146. ● AE, 101 CP HAMBOURG, Volume 5, Fol. 174-177.

42 ● AE, 101 CP HAMBOURG, Volume 5, Fol. 295v-296v. ● AE, 101 CP HAMBOURG, Volume 5, Fol. 324. 2. National Archives of France (MARINE). ● MAR/B/1/1, Fol. 98 . ● MAR/B/3/228, Fol. 38. ● MAR/B/3/229, Fol. 20, 22. ● MAR/B/3/229, Fol. 415, 417, 420, 423, 424, 426, 431, 433, 436, 437, 447. ● MAR/B/3/229, Fol. 425, Le Havre, Mr de Champigny, 7 September 1715. ● MAR/B/3/229, Fol. 426, Le Havre, Mr de Champigny, 7 September 1715. ● MAR/B/3/229, Fol. 436, Le Havre, Mr de Champigny, 11 September 1715. ● MAR/B/3/229, Fol. 437, Le Havre, Mr de Champigny, 11 September 1715.

43 ● MAR/B/2/242, Fol. 229. ● MAR/B/2/242, Fol. 263-264. ● MAR/B/2/242, Fol. 265. ● MAR/B/2/242, Fol. 266. ● MAR/B/2/242, Fol. 267. ● MAR/B/2/242, Fol. 295-296. ● MAR/B/2/242, Fol. 2rv. ● MAR/B/2/242, Fol. 2v-3-4r. 3. Maurice Herbette - Une ambassadrice persane sous Louis XIV, Paris, Perrin, 1907. 4. Laurence Lockhart, The Fall of The Safavi Dynasty and The Afghan Occupation of Persia, Cambridge university Press, Cambridge, UK, 1958.

RkJQdWJsaXNoZXIy OTg0NzAy