شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح اليوم الأربعاء، بحضور سمو الشيخ بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، انطلاق السلسلة العالمية منتدى «الشارقة محطة المستقبل: الرعاية الصحية»، التي تستهلّ أولى نسخها بمحور رئيسي حول الابتكار في الرعاية الصحية، وذلك في مقر المجمع.
شاهد سموه والحضور مادة فلمية تناولت نشأت مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار وجهوده في توليد واحتضان الأفكار واستغلالها والعمل عليها لتطبيقها على أرض الواقع، وعكس الأفكار لخدمة المجتمع بطريقة مبتكرة.
وألقى بعدها حسين المحمودي المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار كلمة رحب فيها بالحضور مؤكداً أن الحدث يؤكد التزام الشارقة بدعم صحة الإنسان ورفاهيته وترسيخ مكانتها كمركز عالمي للعلم والابتكار.
من جانبها، استعرضت الدكتورة أسماء فكري مدير إدارة الشراكات الحكومية الابتكار في المنظومة الصحية وأثره المستقبلي، معربة عن فخرها بالإنجازات البحثية لجامعتي الشارقة والأميركية في الشارقة والتي تعكس تنافسية الإمارة وطموحها للريادة العالمية. 
وشهد صاحب السمو حاكم الشارقة جلسة حوارية تحدث فيها الدكتور مجدي يعقوب جراح القلب والصدر العالمي ومدير معهد مجدي يعقوب لأبحاث القلب في المملكة المتحدة، والدكتور حميد عبيد الشامسي الرئيس التنفيذي لمعهد برجيل للأورام، والدكتور فلاديمير إيفكوفيتش مدير مستشفى ماساتشوستس العام كلية الطب بجامعة هارفارد.
وأشار الدكتور مجدي يعقوب إلى وجود عوامل مشتركة بين الأمراض القلبية والأورام، مؤكداً سعيهم الحثيث في إيجاد حلول من خلال تطوير الوسائل الطبية المبتكرة مما يسهم في التخفيف من المعاناة البشرية وحالات الوفاة حول العالم، كاشفاً بأن 80٪ من الأثر المترتب من هذه الأمراض يقع عبئاً على الدول النامية ما يؤخر وصول الرعاية الصحية للمحتاجين حول العالم.
وتناول يعقوب الإنجازات الأخيرة التي تم تحقيقها في مجال زراعة القلب، مشيراً إلى أنها كانت أفكاراً خيالية قبل 100 عام، بينما أصبحت أحد الحلول في يومنا هذا وما زالت تتطور بتطور التقنيات والأجهزة، متحدثاً عن أبرز قصص النجاح التي حققتها عمليات زراعة القلب والصمامات والأنسجة ومساهماتها في الحفاظ على صحة الناس وبقائهم على قيد الحياة لفترة أطول.
وتحدث الدكتور حميد الشامسي عن نمو الطب محلياً وعالمياً، والتحديات الصحية وجهود التوعية المجتمعية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مسلطاً الضوء على التجارب السريرية التي تعكس ريادة الدولة وإنجازاتها في تطوير الأبحاث والعلاجات.
كما أشاد الدكتور فلاديمير إيفكوفيتش بالابتكارات في طب الفضاء، مشيراً إلى أن محطة الفضاء الدولية تراقب صحة رواد الفضاء لدراسة تأثير البيئات الفضائية على صحة الإنسان.
كما حضر صاحب السمو حاكم الشارقة الجلسة الحوارية الثانية والتي تحدث فيها خالد الحريمل الرئيس التنفيذي لمجموعة «بيئة»، والدكتور عبدالعزيز سعيد المهيري رئيس هيئة الشارقة الصحية.
وكشف خالد الحريمل أن دخول «مجموعة بيئة» لقطاع الرعاية الصحية يأتي استمراراً لهدفها منذ 17 عاماً في تحسين جودة الحياة عبر التقنيات الحديثة والصديقة للبيئة، لافتاً إلى أن المجموعة أصبحت من كبرى مؤسسات تدوير النفايات في المنطقة وتصدر هذه الخدمات لدول أخرى.
من جهته، استعرض الدكتور عبدالعزيز المهيري جهود وتكامل المؤسسات الصحية في الدولة لتعزيز السياسات الصحية وبناء نظام صحي قوي، مبرزاً اعتماد منظمة الصحة العالمية للشارقة كمدينة صحية لاستيفائها المعايير الدولية.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بتكريم الضيوف والشركاء والداعمين، متمنياً سموه لهم التوفيق والنجاح في تطوير العمل في القطاع الصحي وتعزيزه بما يعود بالنفع على المرضى حول العالم.
وعلى هامش المنتدى، اطلع صاحب السمو حاكم الشارقة على مخطط حي جواهر بوسطن الطبي وما سيضمه من مستشفى ومراكز ومعاهد ومختبرات ستوفر الرعاية الصحية بأفضل الأساليب والمعايير التي تركز بشكل رئيس على رعاية المريض وتوفير كافة احتياجاته مما ينعكس على مستوى الأساليب العلاجية.
واستمع سموه إلى شرح حول المشروع ومساهمته في مجال الدراسات والأبحاث الطبية بشكل عام ولأمراض السرطان بشكل خاص من خلال الاستفادة من الخبرات العالمية المتخصصة في علاج أمراض السرطان والمعاهد العلمية والبحثية الأخرى في إمارة الشارقة وغيرها.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بالتوقيع على نسخة من مجلة «نيتشر» العالمية التي أصدرت نسخة حصرية لتسليط الضوء على التقرير البحثي الأول بعنوان: «الشارقة نكست: الرعاية الصحية»، والذي يقدم رؤية تحليلية دقيقة لموقع الشارقة الحالي وآفاقها المستقبلية في مجال البحث الصحي.