كشف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، عن «أعظم مُؤَلَّف» سيتم إطلاقه في الدورة الـ 44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب لعام 2025؛ وهو «مجمع التواريخ لشبه الجزيرة العربية وفارس»، والذي يتكون من 51 مجلداً؛ تجمع كل ما كتب في التاريخ، وتضم وثائق هولندية وبريطانية وفرنسية وعثمانية. كما أعلن سموه عن مشروع تاريخي جديد سيرى النور قريباً وهو «الموسوعة العربية»؛ والتي قدّمها سموه للأمة العربية ليخدم تاريخها بسرد لأحداث تبدأ منذ سنة 550 قبل الميلاد؛ بتوثيق يستحقه العرب.
وقال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في مداخلة هاتفية عبر برنامج «الخط المباشر»، الذي يبث من أثير إذاعة وتلفزيون الشارقة: «بعد أن كشفت منشورات القاسمي عن أحدث إصداراتي بعنوان «تاريخ القواسم» المكوّن من 5 أجزاء، وهي دراسة تاريخية توثق أحداثاً ومواقف مر بها تاريخ القواسم على مدى 13 قرناً، والتي يبدأ سرد الأحداث فيها من السنة الأولى للهجرة حتى سنة 1240 هـ الموافق من عام 622 م إلى عام 1825م.. نعلن أن العمل القادم بإذن الله هو أعظم مُؤَلَّف، ويتكون من 51 مجلداً، إذ يضم كل تاريخ شبه الجزيرة العربية وفارس، ويجمع على كل ما كتب في التاريخ من معلومات قيّمة، ويحتوي على وثائق هولندية، وأخرى بريطانية من 5 مصادر، وأيضاً فرنسية وعثمانية؛ مع العلم بأن الوثائق العثمانية كانت نادرة، ولكننا استطعنا أن ننفذ إلى مراكز الوثائق في إسطنبول، وتمكنّا من جمع المادة، وستصبح هذه الوثائق بإذن الله مصدراً لأي إنسان يريد أن يجري بحثاً؛ فقد جمعنا بحمد الله عدداً كبيراً جداً من الوثائق ووضعناها في 51 مجلداً، ونحن الآن في المراجعة الأخيرة، وسأقرأ بإذن الله الـ 51 مجداً وأنتهي من مراجعتها كاملة خلال الشهر ونصف الشهر المقبلين؛ قبل انطلاق فعاليات الدورة الـ 44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب لعام 2025 بإذن الله، ليكون الإصدار متاحاً في المعرض بإذن الله».
«مجمــــع التــــواريخ»
وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة: «نحن نذيع الآن بشرى للباحثين ولمن أراد أن يستمتع بالقراءة ومعرفة تفاصيل تاريخية مهمة، فهذا المؤَلَف فرصة لمن يتردد الآن في أن استكمال الدراسات العليا أو إجراء الأبحاث؛ فهو يوفّر له كل المعلومات بترتيب ووضوح ودقة، إذ يضم «مجمع التواريخ لشبه الجزيرة العربية وفارس» من بغداد إلى الدرعية إلى فارس إلى الخليج، ويحتوي على مواد لم يتطرق لها أحد من قبل؛ وهي التي كتبها الفرنسيون في كمية كبيرة من الوثائق موجودة في وزارة الخارجية الفرنسية، ولذلك نحن نقول إنها فرصة للجامعات والراغبين في مواصلة التعليم بالدراسات العليا. مع الأخذ في الاعتبار بأن الأساتذة الذين سيشرفون على هذا الدراسات يجب أن يكونوا ملمين بهذه المعلومات».
«الموســــوعة العربيـــة»
واستطرد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي؛ حديثه قائلاً: «الأمم كلها لها تاريخ، وأنا أعمل الآن على إنجاز مشروع تاريخي جديد لأخدم به أمتنا العربية بإذن الله، وقد جمعت مادته بحمد الله، وهي تبدأ من سنة 550 قبل الميلاد، وكل الأحداث ستأتي بإذن الله بتوثيق يستحقه العرب، وسيخدم هذا العمل الأمة العربية في تاريخها وتكوينها ولغتها وأدبها، وهذا العمل الكبير الذي نحن بصدده هي «الموسوعة العربية»، وهي تضم كل ما كُتِبَ عن هذه الأمة، ولا أظن أن أي أمة في العالم حصلت على خدمة بهذه الطريقة، وهي أن يبذل المرء قصارى جهده والكثير من وقته في البحث والعمل ليرتفع بقومه ويخدم دينه ويشعر بمسؤولية تجاه أهلنا وشعبنا وعروبتنا، وهذا العمل يحتاج إلى مجموعة من الباحثين؛ وأنا أقول «لن تجد أميناً على ذلك مثلي»، وسنعمل على إنجاز هذا العمل التاريخي قريباً بإذن الله».
تطـــــور المجتمـــع
ولفت صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أن التطور يضم جوانب عديدة أهمها تطور المجتمع، قائلاً: «نحن لا ننسى بلدنا وأهلنا فنحن مسؤولون عما يحدث لهذا المجتمع، والناس كلها ترى وتلمس ما يحدث من تطور في العلم والمعرفة الثقافة والدين والالتزام، والناس لم يخذلوني، فأنا أفرح وأسعد عندما أتجول بسيارتي في الشوارع وأرى في إحدى المناطق كمدينة كلباء أباً يدفع عجلة صغيرة بها طفله والأم بجواره؛ فهذا نوع من أنواع التطور الاجتماعي وحصاد لبذرة زرعناها وأسقيناها بتوعية وبرامج ونصائح ومؤسسات».
نصـــــائح أبــــوية
واختتم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، حديثه قائلاً: «أنا أتحدث دائماً إلى الناس وأنصحهم وأوصيهم بما فيه الخير، وأول وأهم ما أوصي به دائماً هو المواظبة على الصلاة، والتحدث والتمسّك بلغة القرآن، والابتعاد عن تفاهات الأمور، واعقلوا كلامكم قبل التفوه به وكذلك تصرفاتكم، فقلد خلقتنا الله عز وجل لنعمر الأرض وليس لنفسد فيها، وأقول للناس اقرأوا وثقفوا أنفسكم دينياً ولغوياً وتثقفوا في مجالات مختلفة، فهذه الأمور كلها تكوّن إنساناً وأسرة ومجتمعاً صالحاً، ونحن نتمنى من أن الناس أن تواكب ما ينفعها، وبإذن الله تكون هذه الأمة موعودة بالخير».