كشف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رئيس جامعة الذيد، عن برنامج المشروعات في عام 2025 الذي أطلق سموه عليها بأنها سنة خير، حيث سيستهلّ بتدشين مشروع تربية ماعز الوسطى وذلك في بداية السنة بعد إتمام عملية التلقيحات، فيما سيتم افتتاح مزرعة الطيور في يونيو المقبل، مشيراً سموه إلى أن إنتاج مزرعة مليحة للألبان سيتم زيادته ليكفي حاجة الجميع من خلال زيادة أعداد الأبقار في المزرعة.
جاء ذلك خلال افتتاح سموه، صباح اليوم الاثنين، بحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، مبنى جامعة الذيد الذي يقع على مساحة إجمالية تبلغ 412 ألف متر مربع، ويستوعب 2000 طالباً وطالبة.
وبارك صاحب السمو حاكم الشارقة في كلمة ألقاها لأهالي المنطقة الوسطى والشارقة والإمارات افتتاح المبنى الجديد لجامعة الذيد، الذي وصفه سموه بالجميل المكتمل والذي يحوي العلوم المختلفة والمطلوبة للحياة مثل علم الزراعة وعلم البيطرة والتي تحتاج إلى مرافِقات منها مزارع المحاصيل ومزارع الخضار ومزارع الألبان ومزارع الطيور ومزارع الماعز.
وتناول سموه فكرة التخطيط لإنشاء جامعة الذيد التي تم مراعاة أهمية وجود مرافق ومنشآت ومزارع داعمة تساعد الطلبة في الاختبارات العملية وإيصال المنهج وترسيخه في أذهانهم، مشيراً سموه إلى أن الإسراع في إطلاق مشروعات الأمن الغذائي جاء تمهيداً لافتتاح جامعة الذيد.
وتحدث صاحب السمو رئيس جامعة الذيد عن مشروع زراعة القمح الذي يتميز عن غيره بنسبة البروتين العالية والتي بلغت في آخر حصاد 19٪ وهي الأعلى على مستوى العالم وهو خالي من الكيماويات والمواد السامة، مفاخراً سموه هذا المنتج النظيف والراقي والذي يخدم طلبة تخصص علم الزراعة في جامعة الذيد، إضافة إلى المخلفات التي تنتجها المزرعة ويتم استخدامها كتغذية للأبقار والأغنام والماشية.
وتطرق سموه إلى مشروع مزرعة الألبان والجهود والأبحاث التي تمت على الأبقار للوصول إلى السلالات التي لم يتم التعديل عليها واللعب بجيناتها، مشيراً سموه إلى أن هذا النوع من الأبقار تنتج بروتين فئة A2A2، والذي يتضمن 20 وظيفة صحية يمكن لشارب المنتج أن يكتسبها، ذاكراً سموه أن المزرعة تخدم حاليا المجتمع بالمنتج الصحي النظيف والطلبة بدراسة فوائد هذه المنتجات.
وتناول صاحب السمو رئيس جامعة الذيد مشروع مزرعة الطيور الذي كان مسماه مزرعة الدواجن سابقاً، مستشهداً سموه بقوله تعالى «وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ»، موضحاً سموه أن تسمية المشروع بــ «طيور فلي» يأتي بسبب أن اللحم سيكون لونه أحمر مثل الطيور وليس أبيض كالدواجن، مشيراً سموه إلى أن هذه الطيور تتميز بأنها ستُربى في حقول مفتوحة وتتغذى على طعام خالي من الكيماويات، وستتلقى أدوية طبية قديمة طبيعية ترفع المناعة لدى هذه الطيور، وستنعكس هذه المواد الطبيعية على الطعام المطبوخ في المنزل، مؤكداً سموه إلى أن هذا المشروع يدعم الدراسة في الجامعة ويحافظ على صحة أفراد المجتمع.
وتحدث سموه عن مشروع تطوير الماعز في المنطقة الوسطى بعد التدخلات التي جرت على هذه الفئة، موضحاً سموه إلى أن الفريق البحثي الخاص بهذا المشروع انتقى الماعز النقي الذي لم يتم التغيير عليه، وتم تلقيحها بسلالات نقية مختارة، مشيراً سموه إلى أن تجارب التلقيح عديدة على مستوى العالم وواجه البعض منهم الكثير من التحديات التي أفشلت هذا التلقيح، بيد أن الشارقة نجحت في التلقيح من المرة الأولى بفضل من الله وتوفيقه، كاشفاً سموه أنه تمت الاستعانة في عملية التلقيح بالذكر القبرصي وموطنه الأصلي من سوريا الذي سينتج الحليب الوفير، فيما تم تلقيح نوع "البرغوث" والذي يعود موطنه لجنوب أفريقيا لإنتاج اللحوم.
وتحدث صاحب السمو رئيس جامعة الذيد عن المراعي في الإمارة والتي تهدف إلى حفظ هذه السلالات النقية، كما تطرق سموه إلى مشروع الخضار الذي يرتقي بمستوى الغذاء عند الناس، متناولاً سموه مبادرة توزيع حبوب القمح التي تم توزيعها على 800 زارع قمح في الدولة، داعياً سموه الجميع إلى اتقاء الله عز وجل في الحياة والأهل والبلد والأجيال، مستشهداً سموه بالآية الكريمة «وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ».
وعبر سموه عن سعادته الكبيرة بهذه الإنجازات ووجود الطلبة في جامعة الذيد الذين يعملون بجد واجتهاد لخدمة مشروعات الأمن الغذائي، وسيديرونه مستقبلاً بعد تلقيهم الدراسة الكافية، وبدورهم سيساهمون في المحافظة على صحة المجتمع وتأدية الأمانة التي يحملها الجميع.
وتطرق سموه إلى مشروع بردي الزراعي والتوسع فيه للحصول على منتجات خالية من الكيماويات وسيتم الكشف عن تفاصيله في السنة المقبلة، إضافة إلى مشروع إنتاج العسل العضوي من المحميات الموجودة في إمارة الشارقة والتي توفر للنحل بيئة طبيعية تتغذى على الأشجار النقية.
وتحدث سموه عن مشروع مياه المُدينة الذي يضم بحيرة بعمق كبير ويتم إضافة الماء الفائض فيه خلال فترة الشتاء، داعياً سموه المولى القدير أن ينزل علينا الغيث المغيث من السماء والأرض، ويفجر الأرض أنهاراً تساهم في حل مشكلة المياه.
وتمنى صاحب السمو رئيس جامعة الذيد في ختام حديثه التوفيق للجميع، وأن تأتي السنة المقبلة بزيادة في المشروعات التنموية والأمن الغذائي، والتوفيق والسداد لما فيه مصلحة للإنسان والمجتمع.