كشف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عن مشروع إنشاء متحف جيولوجي في منطقة بحيص بكلفة قدرها 32 مليون درهم، واصفاً المشروع بأنه استثمار في الطبيعة وفي الإنسان.
وتحدث سموه عن المحميات وطبيعة المناطق الموجودة فيها، وكيفية حمايتها والحفاظ عليها، في مداخلة هاتفية مع برنامج «الخط المباشر» الذي يُبث عبر أثير إذاعة وتلفزيون الشارقة، مبيناً أن محمية جبل بحيص تضم أحافير، أما محمية المدينة فهي محصورة في الجبال، ولم تمسها أيادي العابثين، متعهداً بالحفاظ عليها وعدم العبث بها.
وقال سموّه: «لدينا محمية أخرى سيصدر بشأنها مرسوم قريباً، بإذن الله، وهي محمية «واجهة البحر» في خورفكان، وهذا الجبل الموجود الآن والمقابل للمدينة من ناحية الشرق، توجد خلفه محمية مهمة جداً، تتدرج على شاطئ، ثم تتدرج على جبل، وسنفتح طريقاً في هذا الجبل بأكمله، وسيفتتح، خلال هذا العام، ليتمكن الزوار من العبور خلاله، ليستقبل أجمل المناظر على البحر الطبيعي، وهي مفتوحة ولا تحتوي على مبان، ولكن تشمل استراحات، وخدمات كالحمامات والمغاسل والمياه والكهرباء، وسيتوافر فيها كل شيء، ويبلغ طولها كيلومترين، وهذه كذلك محمية بحرية. ولدينا محمية في كلباء، وهي «الحفية»، وتمتد من القرم إلى البحر إلى الشاطئ، وفيها تنوع، والشاطئ كله محميّ، على مدى أي بعد في البحر، والسلاحف تأتي لتبيض في هذه المنطقة، وهي تتغذى على السرطانات البحرية، التي كان بعضهم يصطادونها أو يدمرونها، وهذه السرطانات، إذا داست الأقدام منطقتها، فلن تستطيع أن تأكل الحيوانات الدقيقة الموجودة على سطح الشاطئ، وتجمعها بمخالبها، ولذلك حميناها وسوّرناها. مشيرا سموّه إلى أن القرم والخور مسجلتان في اليونيسكو، وبعد الإغلاق والتسوير، زادت الطيور بنسبة 30 في المئة وعادت لتعشش، لوجود البيئة والحماية».
وأضاف سموّه: «ولدينا خلف القرم، محمية تصل إلى طرف مياه بحيرة كلباء، وهناك غزلان بأنواعها، تدخل من الشارع ترعى وتعود، وبالنسبة للمنتجع الجاري تنفيذه على البحيرة، سيحتوي على محال ومطاعم، وفندق، وستكون خلفيته منظر رائع، وباستخدام المنظار، نرى الطيور والغزلان، ورتّبت هذه المحمية على مراحل، كما لدينا في مدينة كلباء، أماكن عدّة للزيارة، منها مركز الطيور الجارحة عند القلعة، والحفية كلها، وصولاً إلى القرم الذي في مدخله «اسطورة من الاخراج»، لوجود جسر في الخارج فيه سيارة كهربائية، يستقلها الشخص حتى لا تصدر صوتاً، وجسر معلق ينزل عند الماء، وهناك تشاهد 18 سلحفاة ترعى في الصخور، في مشهد خلاب، ثم نرتفع لنشاهد جسراً معلقاً بالحبال ممتدا مع الطبيعة عابراً إلى الجهة الأخرى، فضلا عن جانب الزوارق التي تسير في وسط الماء، وهو مشروع جميل، ونحن لا نريد أن تزحف المدينة على هذه الأماكن، كي لا تضيع هذه المعالم الجميلة».
وأضاف سموّه: «لدينا أماكن مهمة جداً، نعمل للحفاظ عليها ولا نمنع الناس عنها، فعلى سبيل المثال الجبال الواقعة بين خورفكان وشيص، كلها محميات، وعند الافتتاح قريباً، سيجد الزائر كل الخدمات في مكان واحد، حتى لا يشوّه المكان، علماً بأن هذا المشروع أشرفت عليه بنفسي، حتى مسألة زراعة الجبل، حيث نعطي كل جبل خصوصيته، وبين الجبال أخاديد، زرعنا فيها أشجاراً تعطي منظراً جمالياً ساحراً، وكأن كل جبل منفصل عن الآخر، وما أريده ممن يمرون من هنا، أن يخرج كل منهم من الأخدود، مشرفاً على هذا المنظر البديع، ويقول «سبحان الله الذي قدر لنا هذا».
واستطرد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: «كذلك في خورفكان عند الوصول إلى منطقة السد، سنجد مقابله جهتين، الأولى فيها المياه ومشروع مطعم واستراحة وزوارق نزهة، وسيفتتح في نهاية أبريل، كما لدينا مشروع آخر بعد جسم السد، وهو من أجمل المشاريع، وهو استراحة مع شلالات مياه نازلة عن طريق السد، تمتد ناحية النخيل، تعبر تحت الشارع، وتصعد على قمة برج أثري، توصل إلى الأعلى، لترى خورفكان وتحاكي الأبراج الأخرى جميعاً من الأعلى، حتى الأشجار التي ستوضع جاهزة كلها، وهي معظمها متسلقات من الياسمين وغيرها، ومن يدخل تحت هذه الأشجار، سيجد حياة أخرى مختلفة، مريحة يسمع فيها خرير المياه، ينصب من مكان إلى مكان، وهذا من أجل راحة من يخرج من النفق».
وتابع سموّه: «أما من ناحية الشمال، باتجاه الجبل الأخير، في خورفكان، حيث الفندق، فسيكون هناك كورنيش اللؤلؤية والزبارة الذي سيحاكي كورنيش خورفكان، وهو الآن تقريباً في مرحلة التصميم، وهناك قرية تراثية، هذه البقعة نفسها أردنا تعويض أهلها بمزارع، لكنهم قالوا إنهم يفضلون البناء داخل مزارعهم، وتركناها كما هي. كما سينفّذ مشروع مهم جداً عند المخرج الشمالي لخورفكان، وسيعلن عنه في حينه».