كشف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، عن افتتاح مشاريع جبل ديم بمدينة كلباء في شهر مارس عام 2026، والتي تضم استراحة فوق الغمام، وملاعب، ومزارع، موضحاً سموه أن المشروع يعد جزءاً من مشروع توفير الأمن الغذائي لدولة الإمارات بأكملها؛ حيث إنه مخصص لزراعة الفواكه.
كما أعلن سموه، إنشاء طريق جديد يمشي على قمم وسفوح الجبال، وينزل إلى خورفكان، وسيكون أعجوبة لم ير أحد مثلها من قبل.
وقال سموه، في مداخلة هاتفية عبر برنامج «الخط المباشر» الذي يبث من أثير إذاعة وتلفزيون الشارقة: «أريد أن أطمئن أهالي خورفكان بأننا لسنا منشغلين كل الوقت بأهالي كلباء؛ فبرنامج تطوير كلباء مستمر، وبإذن الله في شهر مارس عام 2026 سيتم افتتاح مشاريع جبل ديم، والتي تضم استراحة فوق الغمام، وملاعب، ومزارع، وسيكتمل إنجاز الطرق قريباً بإذن الله ليكون الوصول لها يسيراً».
وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة: «نحن انشغلنا بكلباء لأن جبل ديم الموجود فيها له ميزة خاصة، وهي أنه في منطقة مميزة؛ حيث إن معظم أجزاء الجبل مكونة من الطين الجيد الصالح للزراعة وليس من الصخور، ولذلك الزراعة في هذا الجبل ناجحة، والحمد لله الأشجار الصغيرة التي زرعناها ستؤتي ثمارها بعد ثلاث سنوات لتطرح لنا كميات كبيرة بإذن الله، فنحن نعمل على توفير الأمن الغذائي لدولة الإمارات بأكملها، والأمن الغذائي لدينا يشتمل على الخضروات والفواكه والثروة الحيوانية ومنتجات كالقمح وغيره؛ وجميعها بحمد الله منتجات عضوية، فمشروع جبل ديم هو جزء من مشروع الأمن الغذائي وهو مخصص للفواكه، ولكننا إذا التفتنا إلى العناصر الأخرى التي تؤمّن المنتج الغذائي، فنجد أننا لدينا الآن الخضروات التي ستكتمل بإذن الله والتي جميعها عضوية وخالية من أية تدخلات، وقريباً بإذن الله ستطرح في الأسواق لحوم الأبقار والعجول والماعز، إضافة إلى لحوم الدواجن الموجودة بالفعل والمستمرة بإذن الله، وجميع هذه اللحوم من سلالات نظيفة مربية تربية صحيحة».
140 منتجاً
استطرد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، قائلاً: «نحن نعمل كذلك على مشروع إنتاج الصناعات الغذائية، فلدينا 140 منتجاً غذائياً جديداً جميعها يتم تصنيعها من عناصر نظيفة وصحية، فنحن ننشئ مصانع خاصة لهذه المنتجات، وإذا شاهد الناس آلية العمل في هذه المناطق الموجودة خلف حظائر الأبقار سيجدون مشهداً يحاكي «خلية النحل».
وتابع سموه: «نظراً لأن جبل ديم لا يكفي لتحقيق ما ننشد الوصول إليه في مسألة توفير الأمن الغذائي للدولة بأكملها؛ فقمنا باستغلال أماكن أخرى، فعندما كنا نفتتح طريق خورفكان ووصلنا إلى نفق الغزير؛ قلت لمن كانوا معي ستشاهدون ما لم يره أحد من قبل، وذلك لأنني على دراية كاملة بكل تفاصيل هذه المنطقة، حيث إنني درست هذه المشروعات دراسة تفصيلية استغرقت 5 سنوات، وكنت أقصد حينها قمة الجبل الذي نجلس بجواره، والتي يبلغ ارتفاعها 1100 متر فوق سطح البحر، فإذا نظرنا من أعلى هذه القمة باتجاه الغرب سنشاهد بر دبي وديرة والشارقة وعجمان وأم القيوين وكذلك الأرض الموجودة خلف هذه المدن إلى أن نصل بالنظر إلى برج التلفزيون في مدينة الذيد، وعندما تغيب الشمس عن قمة الجبل تحلّ أمامها لوحة فنية بديعة؛ حيث نشاهد بساطاً يتلألأ على المنطقة التي ذكرناها كلها، بينما إذا نظرنا إلى الخلف سنشاهد مدينة خورفكان، حيث توجد راحة السحب وميناء خورفكان وكذلك الجبال.
قمم وسفوح
أضاف صاحب السمو حاكم الشارقة: «سننشئ طريقاً يمشي على قمم وسفوح الجبال وينزل إلى خورفكان، وسيكون هذا الطريق أعجوبة، لم ير أحد مثلها من قبل، حيث سنزرع في خورفكان ما نزرعه الآن في جبل ديم بمدينة كلباء، وستكون قيادة السيارات على هذا الطريق متعة حقيقية، وسيحاط الطريق بأشجار ومزروعات وقنوات مائية ومساكن جميلة، وسيصعد من نفق الغزير ليصل إلى أعلى قمة جبلية في خورفكان؛ على ارتفاع 1100 متر فوق سطح البحر، ونحن بحمد الله تعالى نجد دائماً التوفيق من الله في كل مشروع نعمل ونجتهد وننجزه، ونحن نقول لأهالي خورفكان لم ننسكم أبداً».
وشدد سموه، على أن التطوير لا يقتصر على المشاريع بأنواعها؛ وإنما يبدأ بتطوير المجتمع، وقال سموه: «نحن لا نهتم فقط بالمشاريع الغذائية والسياحية؛ وإنما نهتم كذلك بالتحصيل العلمي والارتقاء بالناس في علمهم ومفاهيمهم ومعاملاتهم، فكان المجتمع في السابق غير ملتحم ببعضه؛ فكنت عندما أسأل بعض الآباء عن أبنائهم بأي مدرسة ملتحقون وفي أي صف دراسي؛ كانوا يجيبون بأنهم لا يعلمون، أما الآن بحمد الله وفضله، وبعد أن مرّ علينا ثلاثة أجيال وأصبحنا في الجيل الرابع وأنا أعرفهم جميعهم وأتابع أمورهم جميعها، أصبح المجتمع ملتحماً، وأصبح الأب مهتماً بأبنائه، فقد لاحظت في السابق أن سكان المنطقة الوسطى يحبون كثرة الترحال، وذلك لأنهم «بدو» يبحثون عن الزراعة، وكنت أريدهم أن يلتفوا حول شيء معين، ويستقروا ويحبوا بلدهم، فتحدثت معهم، وكما قال عنترة بن شداد في معلقته (لي النفوس وللطير اللحوم وللوحش العظام).. قلت لهم أنا أيضاً لي النفوس؛ وفرحتي تأتي بتجمع الناس مع بعضهم وبتلاحمهم، وليس بلقاء الأشخاص مرة واحدة كل عدة سنوات، وإنما باللقاء اليومي، فهكذا تبنى المجتمعات، واليوم بحمد الله نشاهد تلاحماً في المجتمع يبهج القلب.
شهادات مشتركة
قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: «لدينا الآن 26 طالباً وطالبة من كلية علوم البحار بجامعة خورفكان يخوضون رحلة علمية في جامعة (إكستر) إحدى أعرق الجامعات البريطانية المتخصصة في العلوم البيئية والبحرية، وذلك لإعداد طلبة متسلحين بعلوم البحار دراسياً وعملياً وميدانياً ولتأهيل جيل من الباحثين والعلماء في مجال البيئة البحرية، حيث سيحصل كل طالب منهم على شهادة من جامعة خورفكان وأخرى من جامعة إكستر، بينما لا يحصل الطالب الملتحق بجامعة إكستر إلا على شهادة واحدة فقط منها».
وعن الأمن المائي لإمارة الشارقة؛ قال سموه: «لدينا بحيرات نجمع فيها المياه، بحيث إذا لا قدّر الله؛ تلوث الخليج وتوقفت محطات تحلية المياه؛ ستكون إمارة الشارقة لديها احتياطي من المياه يكفيها لمدة 6 أشهر، ونحن ندعو الله ألا تحدث مثل هذه الأزمات، وأن يلطف بنا».
وعن المنطقة السكنية الجديدة في ضاحية الدحيات بمدينة كلباء، التي اعتمدها سموه، أمس الخميس، والتي سيبنى عليها مجمع سكني يضم 190 قطعة أرض سكنية وحديقة رئيسية ومسجداً، وستبدأ المرحلة الأولى بتشييد 54 وحدة سكنية، قال سموه: «لقد اتجهنا إلــــى إنشاء المجمعات السكنية؛ بسبب أننا واجهنا مشكلة في الأموال التي صُرِفَت على بعض البيوت التي توقف بناؤها عند مرحلة الأعمدة؛ وذلك بسبب المشاكل التي وصلت إلى المحاكم، حيث يريد صاحب البيت الإضافة في البناء، ويريد من الحكومة أن تدفع ثمن هذه الإضافات، كما واجهنا مشاكل عديدة تحدث بين أصحاب البيوت والمقاولين، لذا اتجهنا إلى بناء المجمعات السكنية ليكون المنزل جاهزاً وليضيف عليه صاحبه بعد تسلمه ما يريد، ونحن نتمنى لهم الإقامة السعيدة في هذه البيوت بإذن الله».