حكايات في صور

عرض الكل

افتتح المزرعة وتسلم شهادة تسجيلها في موسوعة «غينيس»

سلطان: مشروع «مليحة» للألبان كان حلماً يراودني منذ 65 عاماً

أكّد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن مشروع مزرعة ومصنع «مليحة» للألبان كان حلماً يراود سموه منذ 65 عاماً. وخلال هذه السنوات الطويلة، ظل سموه حريصاً على رعاية المجتمع والسعي الدؤوب للارتقاء بأبنائه وبناته، حيث عاصر خلال مسيرته ثلاثة أجيال، ليتحقق هذا الحلم أخيراً على يد الجيل الراعِ، وبمشاركة فاعلة من أبناء الشارقة المتعلّمين، المتمكّنين من أدوات العصر، المتمسّكين بقيمهم وأصالتهم، والمتحلّين بروح المسؤولية.

جاء ذلك خلال افتتاح سموه لمصنع مليحة للألبان، صباح اليوم الأربعاء، بحضور سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، تقدر طاقة المصنع الإجمالية بنحو 600 طن، وتبلغ مساحته 20 ألف متر مربع، كما تسلم سموه شهادة تسجيل مزرعة مليحة للألبان في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر مزرعة أبقار من سلالة «A2A2» في العالم، وذلك في منطقة مليحة.

وتناول سموه مشروعات الأمن الغذائي المتنوعة في الشارقة والتي تمضي على قدمٍ وساق، مشيراً سموه إلى تعدد أساليب تطوير المنطقة من حيث المزارع المتنوعة والمصانع المصاحبة للمزارع، وطرح البرامج التعليمية الجامعية في كليات الزراعة والبيطرة وعلوم الصحراء بجامعة الذيد، والتي ستُخرج كوادر للعمل في مشروعات الأمن الغذائي في المنطقة.

وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة على أهمية الرجوع إلى الأصول في كل شيء، موضحاً أن الشارقة تركز على الصحراء لأنها تمثل أصل أهل المنطقة، ومنها يخرجُ الغذاء الذي يشمل الدواجن والأبقار والماعز بالإضافة إلى الإنتاج الزراعي من البذور الأصلية وغيرها من المنتجات.

وضرب سموه عدداً من الأمثلة التي تدخّل فيها الإنسان لتغيير سلالات الأشجار أو الحيوانات وإدخال عمليات كيميائية، وأصبحت منتجاتها ضارة وليست مفيدة مقارنةً بما ذكره القرآن الكريم الذي بيّن أفضل الطرق للمنتجات التي تفيد صحة الإنسان بشكل عام، مبيناً سموه أن الأبقار في مزرعة مليحة من سلالة نادرة وأصلية هي «A2A2»، ولذلك يمتاز حليبها بصفات متميزة منها 20 صفة صحية، وكذلك غذائها وعلاجها من مواد صحية وطبيعية.

وتناول صاحب السمو حاكم الشارقة المشروعات الأخرى التي تأتي ضمن الغذاء الصحي في الإمارة، وهي عملية زراعة أشجار الزيتون التي تتم على جبل ديم، حيث تمت زراعة 3800 شجرة، وهذه الأيام تجري زراعة 1200 شجرة، وسيتم في كل سنة إضافة 1500 شجرة زيتون جديدة، وذلك لتوفير زيت الزيتون، ومن المتوقع افتتاح مصنع خاص لإنتاج أفضل أنواع الزيتون لصحة الإنسان خلال الفترة القادمة.

وتناول صاحب السمو حاكم الشارقة مشروع طيور فلي، مشيراً سموه إلى أن الدواجن فيه أيضاً من سلالة خاصة، وهي نوع حقلي تتم تربيتها في حقولٍ مفتوحة وتتلقى فيه كل شيء طبيعي من الغذاء والدواء، كما تستغرق مدة نموها حتى وصولها إلى مرحلة الإنتاج ثلاثة أشهر، وقال سموه: «نحن لا نريد المكسب، بل نريد الصحة للناس، ونحن نكون قد حققنا لبلدنا الكثير، إذا أنجزنا الاكتفاء الذاتي وإنتاج الغذاء الصحي».

ولفت سموه إلى أن مشروع إنتاج الخضروات يتميز أيضاً بسلالات لنباتات أصلية حيث تم التعاون مع بعض المزارع في ألمانيا، والتي تعمل على ذات المشروع من خلال الزراعة بالبذور النقية الأصلية، ولذلك يكون إنتاجها متميزاً على مستوى الطعم والرائحة والفوائد الغذائية والصحية.

وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة أن الأساس في عمليات الزراعة هي إدارة العملية الزراعية بدقة والمتابعة والملاحظة المستمرة من المتخصصين وبالاعتماد على الأجهزة الرقمية التي تعمل على مراقبة درجة الرطوبة والري بالمياه، مما يجعل الإنتاج وفق أعلى المواصفات كما هو الحال في قمح الشارقة، والذي تمت تسميته بسبع سنابل لأن الحبة الواحدة منه تنتج سبع سنابل.

ولفت سموه إلى أن حياة الإنسان يجب أن تقوم على سلوك الطريق الذي وجه به الله سبحانه وتعالى، لأن فيه التوفيق والنجاح، قائلاً سموه: «أتمنى أن ما سلكناه من طريقٍ بفضل الله أن نطبقه على كافة الأعمال في حياتنا، ونحن هنا في الشارقة نلتزم بالدرجة الأولى بديننا وبعروبتنا ونلتزم بعاداتنا وتقاليدنا».