أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رئيس الجامعة الأميركية في الشارقة، على أن الجامعة تسير وفق خطة استراتيجية طموحة ترتكز على عدة بنود تشمل البرامج الدراسية، وتحقيق الاستدامة، والتواصل مع المجتمع، ودعم البحث العلمي والابتكار، مشيراً سموه إلى أن كل ما تحتاجه الجامعة يتم متابعته عبر اللجان المتخصصة، خاصة على مستوى الطلبة الذين تعمل الجامعة على تهيئة كل سبل الراحة لهم لصقلهم وتطوير مستواهم.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها سموه في الحفل السنوي لرابطة خريجي الجامعة الأميركية في الشارقة، مساء أمس الخميس، في الساحة الرئيسية لحرم الجامعة.
وكان سموه قد استهل كلمته بالترحيب بالحضور والخريجين، قائلاً لهم: «نرحب بكم في جامعتكم ونتمنى في الفترة القادمة أن يكون هناك اتصال مباشر لما ستقدمه الجامعة الأميركية من دراسات عليا، ونكون نحن فخورون أن تكونوا أنتم خريجي الجامعة الأميركية، الطلائع الأولى التي ستغتنم هذه الفرصة، وترفع اسم الجامعة إلى مستويات عليا».
وأضاف سموه قائلاً: «نحن متأكدون أنكم فخورون أنكم تنتمون إلى الجامعة الأميركية في الشارقة، ونحن كذلك نفتخر بكم، ونفاخر بكم، ليس من الآن، لأن نجاح هذه الجامعة ليس هو الجهد الذي نقوم به نحن، وليس الجهد الذي يقوم به أساتذتكم، وإدارة الجامعة، ولكن أنتم من صنعتم ذلك، أنتم الذين قبل أن تدخلوا هذه الجامعة، كنتم في مدارسكم مثالاً للطلبة والطالبات الذين واللاتي يتمنى كل واحدٌ منا أن تأتوا إليه، وهنا نحن نلاحظ أن خيرة الطلبة يتسابقون على هذه الجامعة، فالشكر لكم أنتم».
وأضاف سموه مشيراً إلى اهتمام الجامعة الأميركية في الشارقة وحرصها على توفير كافة ما تحتاجه وفق نظامٍ دقيق: «هذه الجامعة لها مجلس، وهو ليس كالمجالس الأخرى، وهو يناقش كل صغيرةٍ وكبيرة في الجامعة من المرافق وحتى التخطيط العالي العلمي، كل شيء وكل فئة، وكل نشاط في هذه الجامعة هناك لجنة تقوم على دراسة كل صغيرةٍ وكبيرة».
وأعلن سموه، خلال كلمته، عن اعتماد الخطة الاستراتيجية الطموحة للجامعة الأميركية في الشارقة، قائلاً: «في الآونة الأخيرة اعتمد المجلس خطة استراتيجية طموحة وهي تتكون من أربعة بنود.
البند الأول: أن الجامعة تسير في مستوى متميز من مخرجات البرامج الدراسية، وهذا المستوى يجب أن نحافظ عليه على مدّ الأيام.
والبند الثاني: تحقيق الاستدامة لهذه الجامعة من محافظةٍ على مداخل الجامعة وعلى مخارجها، والتعامل العلمي، وكل هذه الأمور تُناقش، ووُضعت لها خطط.
البند الثالث: أن الجامعة لها نشاطٌ غير التدريس، وغير التعليم، وهو التواصل مع المجتمع وعقد اتفاقيات كثيرة مع عدد من المؤسسات.
والبند الرابع: في هذه الخطة هو دعم البحث العلمي عن طريق مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار».
ولفت سموه إلى أهمية وفلسفة تواجد مجمع التقنية والتكنولوجيا والابتكار ضمن المدينة الجامعية، موجهاً سموه حديثه إلى الخريجين قائلاً: «لو أتيتم بالنهار للاحظتم إلى الغرب من الجامعة نشاطٌ كبير وبناءٌ مستمر، وهنا تكون التقنية والابتكار والمشاركة كذلك، هذه المشاركة مع أصحاب الاختراعات، فتكون بذلك موجودةٌ بجانب الجامعة، مما يعطي للطلبة عندما يتخرجون الفرصة ليجدوا أماكن البحث العلمي لدى الشركات الكبرى، ونتمنى أن شاء الله إذا أتيتم أن تزروا هذا المجمع الكبير وتطلعوا على ما يجري فيه. هذه جامعتكم، ومهما بعدتم، فأنتم لا زلتم أبناءنا وبناتنا، ونتمنى لكم التوفيق في حياتكم العملية».
ووجّه سموه نصيحة إلى الخريجين والخريجات قائلاً: «نوصيكم وصية الأب لأبنائه وبناته بالمحافظة على المستوى الذي عهدناه فيكم منذ أن دخلتم الجامعة حتى تخرجكم. ونحن كنا مطمئنين، وهذا التجمع الكبير اليوم، ربما لا يلاحظ أحدٌ كم عدده، ولكن أنا أمامي الآن 3500 من خريجي الجامعة الأميركية، وهذا العدد لم يتأخر، لم يتوانى ولم يقل لا، لقد حصلنا على الشهادة الجامعية وانتهت الدراسة، وهذا أمرٌ يعطينا الثقة في أنفسنا أن ما زرعناه لا يزالُ يُثمر، وجذوره ها هنا، ولذلك نتمنى أن تكونوا كالرُّسل لنا في الخارج، وفي مستوى الرسل في المحافظة على أنفسكم والسمعة الطيبة».
واستذكر سموه التحديات التي مرت بها الجامعة الأميركية في الشارقة في بدايات افتتاحها، مشيراً إلى تطور مستويات الطلبة عبر جهود المتابعة والاهتمام بهم، فيها قائلاً: «لو أذكر لكم هنا في هذه الجامعة في السنوات الأولى، كان يتم إبعاد أعداد كبيرة من الجامعة وصلت إلى 390 طالباً في سنة من السنوات، وهو عددٌ كبير بالطبع، أن تتوخى الخير في إنسان وعندما يأتي إلى الجامعة يتغير مستواه، ولكن منذ ذلك التاريخ، تغيرت النظرة لهذه الجامعة، ولم يُبعد منها إلا أعداد بسيطة تُعد على الأصابع، ولذلك كان الاختيار منذ بداية دخولكم الجامعة، ومنذ سنواتكم الأولى، لا تعتقدون أنكم بعيدون عن أعيننا، نحن نلاحظ ونتتبع كل صغيرة وكبيرة، ونهيئ لكم كل سبل الراحة من أنشطة وجمعيات وغيرها».
وأعرب سموه عن العمل المستمر على تهيئة كافة السبل لطلبة الجامعة للتفرغ للدراسة والتفوق فيها، مشيراً سموه إلى أن الطالب بالجامعة هو أمانةٌ، قائلاً: «في البدء قلنا لن نوفر أماكن متعددة لتناول الطعام إلا تلك التابعة للجامعة، ولكن لاحظنا أن الطلبة يرغبون في شراء أشياء غير متوفرة فيها، ولذلك قلنا: أفتحوا ووفروا مرافق أخرى حسب رغبتهم حتى لا يذهب الطلبة إلى أماكن خارج الجامعة. الآن كل الأشياء الموجودة في السوق متوفرة هنا في الجامعة. نحن نقول بقدر ما أنت أيها الطالب أمانةٌ عندنا، إن شاء الله نسلمك لأهلك عندما تتخرج يستلمونها من عندنا، والجامعة تعمل على صقل الطالب، والطالب في هذه الجامعة يختلفُ بعد التخرج عن كثير من الجامعات. نحن نفتخر بأن هؤلاء الطلبة هم الذين يمثلوننا».
واختتم سموه كلمته إلى الخريجين بالجامعة الأميركية بالشارقة داعياً إياهم لمواصلة دراساتهم، قائلاً: «نتمنى لكم التوفيق، ونراكم – لا أقول السنة القادمة- ولكن حتى في خلال السنة نفسها، تعالوا إلى هنا، للاستزادة من العلم والمعرفة».