حكايات في صور

عرض الكل

افتتح الدورة الـ7 من منتدى الاتصال الحكومي تحت شعار «الألفية الرقمية... إلى أين؟»

سلطان: إرادة الشعوب العامل الحاسم في تطور المجتمعات

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ضرورة تحصين مجتمعاتنا من الأفكار الدخيلة والهدامة التي تؤثر سلباً على التنشئة الاجتماعية لأبنائنا وبناتنا، وتقودهم إلى العبث الذي تجلبه التكنولوجيا الحديثة كجوانب سلبية لها، مع أهمية العمل للمستقبل والاستفادة من تجارب الشعوب التي عانت من الهزائم، لكنها أصبحت اليوم في مصاف الدول العالمية المتطورة عبر التغلب على شعور الإحباط بالهزيمة، والاشتغال بالعلم والمعرفة والوعي المجتمعي.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها سموه بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة، في حفل افتتاح المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في نسخته السابعة الذي يقام تحت شعار تحت شعار: «الألفية الرقمية... إلى أين؟».

وأشار سموه إلى أن إرادة الشعوب هي العامل الحاسم في تطور المجتمعات وتقدمها بعيداً عن الركون للهزائم، مستدلاً سموه بتجارب عدد من الدول الكبرى التي عانت من ويلات الهزيمة مثل ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية، وقد أصبحت اليوم من الدول الصناعية الكبرى ومثال لتطلعات الشعوب ونظرتهم الإيجابية للمستقبل.

واستهل سموه كلمته بالترحيب بضيوف المنتدى، ثم تحدث سموه عن الأجيال السابقة وتطلعاتها وما يجب عليه أن يكون المستقبل، قائلاً: «نحن من الجيل القديم، وسأعبر بكم أكثر من 45 عاماً لكن إلى الوراء، لنرى ما كان، وما يجب أن نكون عليه، فنحن في الشرق هُزمنا هزيمة كبيرة في سنة 1976 وما زال شعور الهزيمة يسيطر علينا».

وتابع سموه: «أنا من جيل الهزيمة، بل كنتُ في وسطها، وكنت يومها أردد ما قاله الأديب الفرنسي أنطوان ارنولد في نصه «الورقة الجافة» المعّبر عن حالة اليأس، واتخيل نفسي تلك الورقة الجافة في مهب الريح».

ولفت سموه إلى أن الشعور الطاغي على الشعوب العربية في تلك الفترة كان سلبياً، مبيناً سموه أنه لم يكن وحده في ذلك الشعور العام، الذي مثّل نهاية النموذج القومي للإنسان العربي، تاركاً تفكير الإنسان العربي مشلولاً، وشعوره بأن صفحة قد طُويت، وفي نفس الوقت مثّلت استنزافاً لكل المنظومات والنظريات التي سادت في تلك الفترة وبعدها، وتركتنا في مجتمع خاضع للصدمات المختلفة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية.

وتحدث سموه عن تأثير تلك الفترة على تفكير الإنسان العربي، قائلاً: «بدا الإنسان العربي أنه في عمق أزمة، يرى البعض أنها أزمة هوية، ويرى البعض الآخر أنها أزمة مشروعية، وبقينا كذلك إلى يومنا هذا، نتيّه في التيّه، وتأتينا الآن هذه التقنية الحديثة، فعلى أي أساس أرتكز على السماح لتلك المعطيات للولوج إلى مجتمع لا يعرف هويته ولا مشروعيته».

وأكد سموه أننا يجب أن نرتقي ونحوّل بقايا تلك الهزيمة إلى فعلِ جاد ونأخذ العبرة والحكمة من هزيمة اليابان، وألمانيا، وكوريا الجنوبية، لنعرف ما هي الخطوات التي اتبعوها للتطور والتقدم، وبذلك نكون قد وضعنا يدنا على المجتمع الذي سنسلمه سلاحاً خطيراً وهو التقنية الحديثة، وهو السلاح الذي دخل علينا قبل بضع سنوات، وأصبح أخطر شيء في يد العبث، والظلاميين الذين يأخذون أبنائنا من كل مكان ويحركونهم مثل الدمى ليدمروا أنفسهم وغيرهم.

وبيّن سموه قائلاً: «أنا أنظر إلى هذا السلاح الخطير كإنسان مُصلح لمجتمعه، وأنتم تنظرون إليه من باب التطور، مضيفاً سموه: لا بد قبل أن نبدأ في طريق الثورة التقنية أن نبدأ بمجتمعنا، وأن نحصنه ضد كل هذه المعطيات، وليس معنى ذلك أن نراقبه فقط أو نغلق عليه الأبواب والوسائل، وإنما نحصّنه على درجة من المعرفة والوعي وإيمان إنساني يمنعه من العبث واستعمال هذه التكنولوجيا في تدمير الشعوب».

ووجه سموه رسالة إلى الآباء والأمهات، قائلاً: «مسؤوليتنا أن نراقب أبنائنا وبناتنا الذين أدمنوا على هذه الأجهزة الحديثة والتقنية وانفصلوا عن مجتمعهم، وأخذتهم الأجهزة بعيداً عن واقعهم».

كما دعا سموه الباحثين من رواد المعرفة والثقافة والتقنية الحديثة من ضيوف المنتدى إلى البحث في كيفية منع العبث من الوصول إلى أبنائنا وبناتنا حتى ينتقلوا إلى العقلانية من الفوضى، وإمكانية توجيه الأطفال إلى استعمال هذه الأجهزة للنفع والفائدة فقط، قائلاً سموه: «اجيبوني وابحثوا ونحن بعد ذلك نشرع الأبواب، فلتأتي هذه التكنولوجيا الجديدة، ولا نخافها لأننا محصنون».