أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، أن الطالب الجامعي هو الركيزة والأساس الذي تعمل عليه جامعة الشارقة، وتسخر كافة إمكانياتها وطاقاتها لتقديم متطلبات التحصيل العلمي والسلوك الحميد، بما يساعد الطالب على الاجتهاد والتحصيل الأكاديمي الجاد مع المسؤولية المجتمعية والأخلاقية.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها سموه في حفل تخريج كوكبة جديدة من طلبة جامعة الشارقة لفصل الربيع 2018، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، والذي أقيم مساء أمس الخميس في قاعة المدينة الجامعية.
فيما يلي كلمة سموه خلال هذه المناسبة: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعــين، ضيوفنا الأعـزاء، أعضاء مجلس الأمناء، السيدات والسادة أولياء الأمور الأعزاء، إخواني أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية، السيدات والسادة الحضور الكـرام، أبناءنا الخريجين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: نقدم لكم أيها الأبناء ولآلكم وذويكم التهاني والتبريكات بنجاحكم المبارك، كما نقدمه لأنفسنا لأن في نجاحكم ومن سبقوكم من الخريجين ومن سيلحقون بكم تجسيدا لمشاعرنا ومشاعركم حتما لأنكم تنتمون إلى مرحلة عزيزة على قلوبنا وقلوبكم، تنتمون إلى مرحلة سجلت فيها جامعة الشارقة المكانة الراسخة على المستوى العالمي وذلك عندما استطاعت أن تجني ثمار جهود الأوفياء من القائمين على نهضتها العلمية والعملية والمخلصين من العلماء والباحثين وأعضاء هيئتها التدريسية العاملين في ثنايا هذه النهضة ومكوناتها، وذلك بتحقيق مواقع متقدمة ضمن مؤسسات التصنيف العالمي، ونحن إذ نهنئكم بتحقيـق هذه المكانة المتقدمة إنما لنذكركم جميعا بأن جامعة الشارقة ما كان لها أن تتقدم لتتبوأ هذه المكانة لولا تكاملها كصرح علمي وثقافي ومعرفي اجتهدنا والأوفياء ممن يعملون فيها، ولا نزال نجتهد لتعزيز هذه المقومات كصرح علمي راسخ، من ذلك على سبيل المثال لا الحصر، وجهنا بتوسيع ما يقدمه مركز اللغة الإنجليزية في الجامعة من تعليم وتعلم إلى تعليم باقي اللغات العالمية ومنح درجة البكالوريوس فيها وستكون البداية مع اللغة الفرنسية ليتبعها في المستقبل القريب تعليم باقي اللغات العالمية كالألمانية والصينية وغيرهما، أما على صعيد البنية التحتية والعمرانية للجامعة فقد فكرنا بطريقة مثالية للحركة الطلابية داخل الجامعة تمكنهم من التواصل الطلابي الجامعي المعروف بمختلف الجامعات وفي نفس الوقت تمكنهم من اتقاء الحرارة والرطوبة وفي الوقت نفسه تحافظ على جمالية العمارة وأصالتها فوجهنا بإقامة منتدى للطلاب وآخر للطالبات يرتبطان بمعابر مغطاة ومكيفة، لتشكيل بيئة أكاديمية مريحة للطلبة تبدأ بالمنتدى والذي سيؤدي دوره كمحطة يلتقي فيها الطلاب مزودة بكل العناصر التي يحتاجونها من أجهزة حاسوب أو مقاعد مريحة أو وسائل اتصال أو تواصل مع الأهل والأصدقاء والزملاء خارج الجامعة أو داخلها، ويمكن لهم كطلاب وكذلك كطالبات أن يتنقلوا عبر هذا المعبر ليمروا من خلاله بدءا من مكتبة الطلاب وكذلك مكتبة الطالبات وانتهاء بمباني البحث العلمي والدراسات العليا التي تبنى حاليا وسينتهي العمل بها خلال ستة أشهر بإذن الله تعالى.
والحقيقة أن هذين المنتديين ومعبريهما سيشكلان إضافة عمرانية بديعة ليس في الشكل العمراني الجميل الخاص بهما فحسب، بل وفي التواصل العلمي والثقافي والاجتماعي بين الطلبة، وكذلك لحمايتهم من عوامل الجو الحارة والرطبة أيضا.
وكما هو معروف أن أساس الجامعة هو الطالب والطالبة، لذلك نعمل على استقطاب أحسن الطلبة في مستوى الخُلق والالتزام والتحصيل العلمي، وفي الجامعة لابد لنا أن نعطي لكل طالب فرصة البقاء في الجامعة، ومن السنة القادمة إن شاء الله سيكون على كل طالب ينتمي لجامعة الشارقة أن يمضي سنةً على الأقل متواجداً في السكن الداخلي للجامعة، وهذا بالطبع ليس لمن له أهلٌ يرجع إليهم، ولكن بالنسبة للطلبة الذين لا يجدون مسكناً خاصاً بهم، لذلك خفضنا رسوم السكن بنسبة 50%.
نحن حريصون على العمل على استقطاب الطلبة، والعمل على توفير كافة المعطيات وتهيئة الجو الأكاديمي والعلمي، وهذه المنتديات واحدة من المعطيات التي ستساعد الطالب على البقاء في الجامعة، بمعنى، أن مبنى المنتدى الجميل الذي يعجب به المشاهد من الخارج، هو في الداخل أجمل، حيث سيستقطب الطلبة في جوٍ نفسي مريحٍ، إلى جانب أنه سيعمل على إدارته موظفين سيكونون متواجدون على مدار 24 ساعة، بحيث أن الطالب يمكن أن يلجأ إليه في أي وقت إذا ما أحس بالملل والفراغ، وكل ذلك خدمة للطالب.
والطالب الذي يخرج من الجامعة ويأتي في اليوم الثاني، لا نعرف أين يذهب، وكيف يقضي ليله، فنحن مسؤولين عن تحصيل هذا الطالب، فإذا ما ظهر هناك خللٌ، فسيقع اللوم على الجامعة، وربما يتم التشكيك في الشهادة الجامعية، لأن سوء السلوك الأخلاقي إلى جانب التحصيل العلمي يُدمّر كل شيء، ولذلك نحنُ نقبلُ الطلبة بمستوياتهم في المرحلة الأولى، ولكن علينا أن نحافظ عليهم خلال فترة تحصيلهم للعلم عندنا، والأخلاق هي التي تبقى الى جانب العلم الذي نُعلّمه.
أيها الأبناء: أدعوكم وقبل أن تنطلقوا إلى ميادين حياتكم العملية التي أسأل الله تعالى أن تكون حياة مباركة وموفقة، أدعوكم إلى الاعتماد على الله تعالى في كل شأن من شؤون هذه الحياة، لأنه لا توفيق إلا بمرضاته سبحانه، وأن تخلصوا له تعالى كل الإخلاص في ميادين العمل التي ستنتمون إليها، وأؤكد لكم بأن جامعتكم ستكون مستعدة دائما لتلبية احتياجاتكم العلمية والثقافية والمعرفية عندما تطرقون أبوابها.
أيها الحفل البهيج، أبنائي الخريجين: مرة أخرى أبارك لكم ولذويكم ولأولياء أموركم نجاحكم هذا متمنيا لكم النجاح والتوفيق في حياتكم العملية، وأشكر جهود جامعة الشارقة وأعضاء هيئتيها التدريسية والإدارية الذين أحسنوا تأهيلكم وإعدادكم لمواجهة متطلبات هذه الحياة بكفاءة واقتدار. وفقنا الله تعالى وإياكم لما يحب ويرضى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».