تُعتبر مبادرات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، مثالاً حيًّا على القيادة الحكيمة التي تضع الإنسان وكرامته في صلب أولوياتها، وفي خطوة إنسانية تعكس حرصه على تعزيز قيم الاحترام والتقدير لجميع أفراد المجتمع، أطلق الشيخ سلطان مبادرة تهدف إلى تغيير التسميات الوظيفية لبعض المهن، مثل «الحارس» و«الفراش» و«السائق»، إلى مسمى «موظف»، وتأتي هذه الخطوة لرفع مكانة هؤلاء الأفراد في المجتمع وتجنب أي شعور بالإهانة أو التقليل من شأنهم، خصوصًا أمام أبنائهم وعائلاتهم.
هذه المبادرة الرائعة والإنسانية ليست مجرد تغيير شكلي، بل هي انعكاس لفلسفة الشيخ سلطان القاسمي القائمة على تعزيز الكرامة الإنسانية ومراعاة البعد الاجتماعي والنفسي للأفراد، بغض النظر عن طبيعة وظائفهم، فهي تساهم في بناء مجتمع متماسك يتساوى فيه الجميع في القيمة والاحترام.
وفي سياق آخر، شهدت الشارقة مبادرة نوعية أخرى تمثلت في رفع الحد الأدنى للراتب التقاعدي إلى 1750 دينارًا بحرينيا (ما يعادل حوالي 17,500 درهم إماراتي)، هذه المبادرة السخية تعكس اهتمامه البالغ بتوفير حياة كريمة للمتقاعدين، وضمان استقرارهم المالي بعد سنوات طويلة من خدمة وطنهم في مختلف القطاعات، وتأتي هذه الزيادة في وقت يعاني فيه العديد من المتقاعدين حول العالم من ضغوط اقتصادية، ما يجعل الشارقة نموذجًا يُحتذى به في الرعاية الاجتماعية. من وجهة نظري الشخصية هذه الفئة العمرية بأمس الحاجة إلى الرعاية بحكم وضعهم المادي والاجتماعي والصحي، فعادة ما يكونون غير قادرين على تحمل أعباء حياتهم المعيشية بسبب رواتبهم المتواضعة.
ولا تقتصر مبادرات الشيخ الدكتور سلطان القاسمي على هذه الجوانب، بل تمتد لتشمل مجالات التعليم، والثقافة، والرعاية الصحية، والبيئة، ما يجعل إمارة الشارقة نموذجًا يحتذى في منظومة التنمية الشاملة والمستدامة. إن هذه القرارات ليست مجرد إجراءات إدارية، بل هي رسائل واضحة لصالح الإنسان أولًا وأخيرًا، وتحمل على عاتقها مسؤولية بناء المجتمع.
الخلاصة.. لا شك أن هناك تجارب وقصص نجاح كثيرة أخرى في جميع دول الخليج فيما يخص المتقاعدين، وتعتبر تجربة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي مجرد نموذج من الكثير من التجارب الناجحة التي يمكننا استنساخها وتحقيق أفضل النتائج التي تخدم المواطنين.
المصدر: جريدة البلاد – زهير توفيقي