حكايات في صور

عرض الكل

ســـــــلطان.. قائد التنوير

أكد كتّاب وشعراء وأكاديميون عرب، تصدّر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قيادة التنوير ورعاية الإبداع الحقيقي على مستوى الثقافة العربية، وتحقيق مشاريع ومبادرات ورؤى أطلقها سموّه نتائج فارقة في دعم الأدب والفكر والفنون الهادفة على اختلافها.

وزراء ثقافة أردنيون: سلطان داعم الأدب والفكر والفنون 

قالت هيفاء النجار وزيرة الثقافة الأردنية الحالية: «سجّلت جهود صاحب السمو حاكم الشارقة، حراكاً ثقافياً جاب الوطن العربي بأكمله، وشمل ذلك صنوف الإبداع المختلفة التي انتعشت وحققت نتائج وقفزات نوعية عادت إيجاباً على المبدعين والمثقفين عموماً».

النهوض بالمواهب 

وأضافت: «إحدى ركائز هذا الدعم المهم بيوت الشعر على مستوى الوطن العربي، والتي نهضت بالمواهب الشابة ورسخت حضور أسماء بارزة، وحققت حضوراً نقدياً وفكرياً وأدبياً ثرياً انعكس على الثقافة العربية بصورة واضحة».

وسجّلت النجار تقديرها لرؤى صاحب السمو حاكم الشارقة التنويرية واحتضان الأفكار الإبداعية وإطلاق جوائز تحفيزية تدعم تجويد صنوف الثقافة، ودعم سموّه المتواصل للأدب والفنون عربياً. وتابعت: «جعل سموه من إمارة الشارقة مركزاً لإطلاق استراتيجيات ثقافية تعم الوطن العربي وصناعة الابتكار، وينسحب ذلك على قيمة معرض الكتاب العالمية ومهرجانات المسرح وأندية الشعر ومسابقات الفكر ورعاية الإبداع، وتبنّي المشاريع الثقافية العربية ذات الرؤى الثاقبة».

الغذاء الروحي

ووصف د. صلاح جرار أستاذ الأدب الأندلسي ووزير الثقافة الأردني الأسبق، حضور صاحب السمو حاكم الشارقة على صعيد الثقافة العربية ب«قائد التنوير وراعي الإبداع الأول». وقال: «نحن أمام حاكم همّه الأساسي الفكر والأدب والعلوم والفنون الهادفة يدرك جدوى الغذاء الروحي، ويبادر دائماً بدعم لا محدود حتى جعل من الشارقة مركزاً ثقافياً عربياً مهماً».

وأكد جرار أن جهود سموه الثقافية تجني ثمارها المتتالية على مستوى الوطن العربي قائلاً: «سموّه نموذج حقيقي للقائد المثقف والحكيم».

وأشار جرار إلى مشاريع ومبادرات ثقافية وفكرية وفنية عربية قادها صاحب السمو حاكم الشارقة تشمل دعم الأدب والشعر والقراءة والمسرح والفنون التشكيلية وحماية التراث، ونقل الثقافة العربية إلى محافل دولية وتحفيز النشر والاهتمام باللغة العربية ومجامعها وتقدير المبدعين وتوفير حواضن لإنتاجاتهم.

وأضاف: «تحظى الثقافة في الشارقة بعناية واسعة ورعاية نابعة من فهم قائد حكيم يمتلك فكراً واسعاً ووعياً عميقاً، ما جعلها قبلة حقيقية ونموذجاً يحتذى للاهتمام الفاعل والمثمر».

وقال: «قاد سموّه شعلة الفكر والأدب والمعرفة، ويعد مرجعية حقيقية وراسخة للأدباء والمفكرين ويتطلع دائماً لأن تزدهر الثقافة العربية».

حراك أدبي

وأكد الشاعر حيدر محمود وزير الثقافة الأردني الأسبق دور ومنجزات صاحب السمو حاكم الشارقة على صعيد الثقافة العربية، والعمل دائماً على احتضان الإبداع. وقال: «قاد سموّه إمارة الشارقة ضمن حراك أدبي وثقافي مستمر يشع فكراً يعم الوطن العربي، وأصبح منارة نموذجية للإبداع».

وأضاف: «أسس سموّه استراتيجية النهضة الثقافية عربياً ضمن مبادرات وأفكار لا تنضب ولم يتوان عن دعم صنوف الأدب والفنون من معارض الكتب إلى الأمسيات الشعرية والندوات الروائية والمهرجانات التراثية والعروض المسرحية، وأصبحت الشارقة بمنزلة العنوان الحقيقي للمعرفة المتنوعة».

وعدّ محمود أن صاحب السمو حاكم الشارقة «حامل منارة الفكر والنهضة الثقافية عربياً»، وتابع: «حققت الشارقة وعواصم عربية بدعمه ألقاباً دولية وعالمية، ولا يزال يسجل أسبقية طرح المشاريع الفكرية برؤية شاملة».

مبادرات مضيئة

وأكدت الإعلامية والكاتبة د. لانا مامكغ وزيرة الثقافة الأردنية السابقة نجاح مبادرات مضيئة ومشرقة على صعيد الأدب والفكر أطلقها صاحب السمو حاكم الشارقة في تحقيق تلاق أرحب و«تثاقف» واسع للمبدعين.

وقالت: «نُقدّر فكر ورؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في نشر الثقافة الوازنة ورعايته ودعمه مشاريع مهمة تفتح آفاق الإبداع، وتصنع جيلاً واعياً واهتماماً مُنقطع النظير بالتنمية البشرية واللغة العربية والهوية الوطنية، ونفخر جميعاً بتحويله إمارة الشارقة إلى منارة للعلم وملتقى دائم للمبدعين».

وعدّت مامكغ مبادرات سموّه الداعمة للثقافة العربية بمنزلة «حاضنة للأصالة والحضارة والإبداع ومد جسور للعلاقات الثقافية العربية الراسخة، ومثال حقيقي للاهتمام بمنابع التراث وتنمية العقول على مدار أجيال».

ووصفت مبادرات صاحب السمو حاكم الشارقة التي تُخاطب أرجاء الوطن العربي كافة بأنها «الصيغة الحقيقية لتجسيد حلم التلاقي العربي على الإبداع والثقافة والارتقاء الفكري».

وقالت: «فتحت رؤى انطلقت من الشارقة آفاق الالتقاء مع ثقافات أخرى وقصدت التنوير وتسليط الضوء على تجارب فكرية عربية تعزز مكانتها وقيمتها في محافل عالمية، وننظر إلى ذلك بوصفه بارقة أمل لمشاريع عربية ثقافية كبرى دائماً ومصدر إلهام ومنارة لإشعاع المعرفة ومواجهة أقنعة التطرف الفكري».

دور طليعي

وأشار الباحث الأكاديمي نبيه شقم وزير الثقافة الأردني الأسبق إلى «دور طليعي» لآفاق الفكر من خلال اهتمام ريادي بمعارض الكتب والنهوض بمبادرات ومشاريع ثقافية في الشارقة، وتقديم حراك نوعي وكمي يُركز على التراث والحضارة والتثقيف الدائم والقراءة على نطاق عربي واسع. وأشار إلى نجاح تحويل بوصلة الاهتمام الثقافي العالمي نحو مبادرات ومشاريع فكرية قادها صاحب السمو حاكم الشارقة، بما في ذلك تطور متصاعد لمعرض الشارقة للكتاب، وتصدره محافل عربية ودولية مماثلة وقدرته على التجديد واستقطاب أهم الأسماء في مجالها. وأشار إلى ارتقاء مكانة الثقافة الإماراتية من خلال ما يحققه صاحب السمو حاكم الشارقة، ومساهمات سموّه الجادة في تعميم الفائدة عربياً والاستثمار الحقيقي البشري في التنمية والمعرفة.

مبدعون لبنانيون: إنجازات سلطان تذكّرنا بعصر المأمون

«تذكّرنا إنجازات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بالعصور الذهبية للحضارة العربية الإسلامية، مثل عصر الخليفة المأمون»، هكذا عبرت مجموعة من الشعراء والمثقفين عن رؤيتهم لجهود صاحب السمو حاكم الشارقة، التي تشمل مختلف حقول الثقافة: بيوت شعر في عدة عواصم عربية، هيئة ترعى شؤون المسرح العربي، هذا فضلاً عن منجز سموه الإبداعي في التاريخ والأدب والمسرح.

الواقع يكفي

يقول الشاعر شوقي بزيع: «ليس على المرء أن يكون أستاذاً في الفصاحة أو في البلاغة أو في الإنشاء لكي يتحدث عن صاحب السمو حاكم الشارقة، ذلك لأن منجزات سموه تعفيه من كل هذه المهمات، والوقائع التي قدّمها سموه على أرض الواقع تكفي، ويكفي أن يتطلع المرء إلى الشارقة قبل تولي سموه مسؤولية الحكم، وأن يتطلع إليها الآن ليرى المسافات الضوئية التي قطعتها هذه الإمارة في مجالات التنوير والثقافة والعلم والتنمية.

ويضيف بزيع: أهم ما يميز سموه أنه جمع ما لا يجتمع لحاكم في العادة، أي أنه المثقف القومي، المؤرخ، المفعم بحب المعرفة، والذي أزال العلاقة الضدية بين الثقافة والسلطة باعتبار أنه كان ينظر إلى السلطة باستمرار بوصفها معادية للثقافة ومتوجسة منها، وسموه هو الذي أحلّ سلطة الثقافة بدلاً من ثقافة السلطة وهذا أمر متميز جداً ويشهد له في هذا المجال. لقد قدّم سموه نموذجاً يحتذى في المجالات المختلفة، وأسهم في تأسيس الكثير من المرافق الاجتماعية الحيوية والفعاليات الثقافية التي لا تنتهي، وسموه يذكرنا بعصر المأمون. والأمر الآخر المدهش هو كيف استطاع سموه أن يجمع بين كل هذه المنجزات وبين تفرغه للكتابة في مجالات التاريخ والأدب والفكر والشأن الاجتماعي والتنموي وما سوى ذلك، كيف يمكن أن تتسع حياة رجل واحد لكل هذه المنجزات؟».

طاقة

الكاتب والناقد بول شاوول، يقول: «قلما عرفنا في عالمنا العربي، وربما سواه، حاكماً على مثال صاحب السمو حاكم الشارقة يسوس إمارته بتفاصيلها وهمومها اليومية على امتداد سنوات مديدة، وفي نفس الوقت يمتلك طاقة عجائبية مختزنة وشغوفة لأن ينتج ويحقق ذلك الكم من الإنجازات الفكرية والأدبية والنقدية والتاريخية بتنوعاتها وتفرعاتها ومضامينها وتعابيرها المتفردة والإبداعية.. كأنه حامل الحجر الفلسفي (السحري) الذي يحول المعادن المختلفة إلى ذهب خالص، سموه قامة ثقافية إبداعية عربية شامخة تجاوزت بآثارها وكشوفاتها الفضاء العربي والمحلي إلى الأفق العالمي.. تجاوز الخصوصية الذاتية عملاق جاء من بلاد العرب يقارع الآخر مقارعة الند للند والمختلف بالمختلف والإبداع بالإبداع».

الفنانة نضال الأشقر، تقول: «لولا صاحب السمو حاكم الشارقة لما استمرت الكثير من المؤسسات الثقافية والفنية وخاصة المسرحية في العالم العربي.. لولا حبه وشغفه واهتمامه لما واصلنا جميعاً في هذا الطريق الوعر، خاصة مسرح المدينة الذي كان يتيماً فأنقذه. لقد سمع سموه ندائي في أحد الأيام عبر التلفزة اللبنانية واتصل بي وبعث لي الدعم كي لا يغلق مسرح المدينة أبوابه». وتتابع مخاطبة صاحب السمو حاكم الشارقة: «كنتم دائماً المنقذ لأنكم من القلة التي تعرف أن الفن خميرة للمجتمع وخبزه وماؤه العذب وأن المسرح حياة نابضة فيه.. سموكم يعلم أن الثقافة ليست ترفاً. الثقافة تلازم الحياة الكريمة، لذلك ﻓﺈن دعم الثقافة هو مساهمة في حياة أفضل».

نموذج فريد

الناقد الفني رفيق علي أحمد، يقول: يمثّل صاحب السمو حكام الشارقة نموذجاً فريداً بين الحكّام العرب خصوصاً لجهة الهمّ الثقافي الذي يشكّل عنده هاجساً دائماً انطلاقاً من إدراكه العميق لأهمية الثقافة بمعناها العام في نهضة المجتمعات وتقدّمها، ولئن استعدنا المنجزات الكبرى التي حققها على أرض الواقع في إمارة الشارقة لوجدنا أن البنى التحتية الثقافية والتعليمية والتربوية تأتي في الصدارة، ولو قرأنا أعماله المنشورة لأدركنا مدى اهتمامه بالموروث الحضاري لبلاده وبلاد العرب والمسلمين، وانفتاحه في الوقت نفسه على العالم الرحب الواسع، وهذا ما نجد صداه في كمّ التكريمات والشهادات الفخرية التي منحته إياها كبرى جامعات العالم.

ويتابع: نستطيع أن نفهم أكثر شخصية سموه متى عدنا إلى الجيل الذي ينتمي إليه، وهو جيل تفتّح وعيه وتشكّل على وقع التحولات الكبرى التي شهدها العالم عموماً والبلاد العربية بشكل خاص، ولأن سموه ينتمي إلى ذاك الجيل المؤمن بالقومية العربية وترابط الشعوب العربية (مع إدراكه لخصوصية كل شعب)، ووعيه بأن ما يصيب عضواً من الجسم يصيب سائر الأعضاء، نجد أن اهتمامه لم يقتصر على إمارة الشارقة وحدها أو على دولة الإمارات، بل تجاوز حدود وطنه الأم إلى وطنه العربي الأكبر داعماً ومنشّطاً للحركة الثقافية في مختلف ميادينها، ولا سيما ميدان المسرح إيماناً منه كحاكم مثقف وكاتب ومؤلف مسرحيّ بأن أبا الفنون قادر على التأثير في الناس وحثّهم على التفكير وطرح الأسئلة سعياً لتغيير واقعهم وتطويره نحو الأفضل.. وباعتباري رجل مسرح أقدِّر عالياً الرعاية الخاصة التي أولاها للحركة المسرحية العربية من خلال الهيئة العربية للمسرح التي ساهمت في إبقاء الكثير من المسارح العربية مضاءة بالعروض، وحالت دون إسدال ستارة العتمة عليها، وساهمت في مد جسور التعاون والتعارف بين صنّاع المسرح العربي.

مأسسة المسرح

الكاتب والناقد عبيدو باشا، يقول: لا كلام يفي صاحب السمو حاكم الشارقة حقه، فمنذ أعوام وأعوام، أنشأ عاشق المسرح «الهيئة العربية للمسرح»، وهي أول حكومة، غير سياسية بالعالم العربي، فتح سموه الباب أمام مأسسة حرة للمسرح، حيث تهتم الهيئة باستمرار المسرح لا في الشارقة ولا في الإمارات العربية وحدها، بل في أرجاء العالم العربي.. ولم يعد المسرح يتيم الأمة العربية، إذ عزمت الهيئة على تنظيم مهرجان المسرح في دولة عربية كل عام، أضحى المسرح، مع سموه، مجالاً لا تنثني فيه ركبتا مسرحي أمام حاجة.. مرة واحدة».

شرف وفخر

غسان شبارو، مدير دار«ناشرون»، يقول: «أن يرعى حاكم عربي بكل ما أُوتي من عزم وتصميم وقوة مهمة الحفاظ على الثقافة العربية وآدابها، وإعلاء مقامها وأهميتها عربياً وعالمياً، رغم مسؤولياته الوطنية الكبرى، فهو شرف لكل عربي، وتميّزٌ ليس في المشهد العربي وحسب، بل على الصعيد العالمي أيضاً. وهذا الإنجاز التاريخي الذي صنعه صاحب السمو حاكم الشارقة يفتخر به كل عربي لأن جهداً كبيراً تمّ تكريسه للنهوض بالإنسان العربي وتنمية ثقافته العربية والمحافظة على تراثها وإطلاقها إلى العالمية».

ويتابع: «صاحب السمو حاكم الشارقة راعي التنمية الثقافية، وداعم الإبداع، ومشجع الترجمة من العربية، ومُطلِق الجوائز الأدبية، ومُنشئ المتاحف والمسارح، ورائد المسرح العربي، ومؤسس بيوت الشعر والأدب، فالقلم يحتار أن يبدأ وأين ينتهي في تعداد إنجازاته، والتي أطلقها عبر الاستثمار في رأس المال الحقيقي ألا وهو المواطن الذي هو المحرك الرئيسي في عملية التنمية، والذي تقع على عاتقه مهمة تحقيق الإنجازات المستقبلية عبر الدراسة وتطوير مهاراته ومواكبة كافة المجالات والتقنيات الحديثة، إضافة إلى الاستفادة من كل وسائل العلم والتنمية التي أسس سموه لها وسهّل دروب الوصول إليه».

مثقفون مصريون: سلطان حاكم فيلسوف

اتفق عدد من المثقفين المصريين على استثنائية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفرادته كحاكم مثقف، يقود إمارة الشارقة بحكمة غير منقطعة الصلة بما تشهده دولة الإمارات من إنجازات منذ تأسيسها.

وأكدوا أن صاحب السمو حاكم الشارقة، ليس حاكماً وسياسياً فقط، إنّما مثقف وشاعر ومسرحي وكاتب ومفكر، قبل أن يكون سياسياًَ وحاكماً، بل يمكن أن نقول إنّه المثقف الذي تخرج في كلية الزراعة، فأدرك قيمة الزرع بالمعنى المباشر أو المجازي.

ينتقل المثقفون المصريون في حديثهم لصحيفة «الخليج»، إلى تأثير كون الحاكم مثقفاً وممارساً للثقافة، وما يمكن أن يعود بالنفع سواء على وطنه أو البلاد المجاورة. وكيف أن سموه أحال إمارته إلى بحيرة ثقافية تشع نوراً، موظفاً الثروة في خدمة الثقافة.

شخص استثنائي

في السياق ذاته، أكدّ وزير الثقافة المصري الأسبق الدكتور صابر عرب، أن صاحب السمو حاكم الشارقة «شخص استثنائي»، فعادة ينصب جلّ اهتمام المسؤولين على الأمور السياسية والاقتصادية وغيرها من شؤون الحكم، في حين أن سموه صاحب ثقافة واسعة، ومعروف عنه تقديره للعلماء وتشجيعه للبحث العلمي، ولم يتوقف شغفه بالثقافة عند حد الاطلاع والتأليف في مجالي التاريخ والمسرح أو معرفته وكتاباته عن الأحداث التاريخية، وإنّما خطط ونفذ في إمارته لتأسيس منارة ثقافية، حتّى صارت مركزاً علمياً وثقافياً يزخر بالمكتبات والمدارس والجامعات والمؤسسات المهمة.

في الإطار ذاته أوضح صابر عرب الذي عمل أستاذاً لتاريخ العرب الحديث في جامعة الأزهر، أن رؤية سموه انعكست على حال الشارقة، إذ ثمة نهضة تعليمية تشهدها إمارة الشارقة، وهي نهضة تلخص رؤية سموه في أن التعليم ركيزة أساسية لتقدم الأمم وازدهار المجتمعات، فاهتمامه ليس بالثقافة وحدها.

ومؤكد أن سموه قاد إمارته وإمارة أهله إلى نياشين العزّ؛ عاصمة الثقافة العربية، عاصمة الثقافة الإسلامية، عاصمة الكتاب العالمية، والشارقة عاصمة المسرح على يدي صانع المسرح في الإمارات؛ شيخ الكتابة، ورجل البحث والتوثيق والتاريخ والتحقيق.

ويرى عرب أن رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، تشير إلى أن هدفه بناء الإنسان في المقام الأول، فكما كانت مصر مقر أول أكاديمية للفنون في إفريقيا والشرق الأوسط، تؤسس الشارقة أول أكاديمية فنون في منطقة الخليج، كذلك الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري فرع الشارقة بمدينة خورفكّان، وهو ما يثبت أن الهدف ليس فقط الثقافة بمعناها الضيق، إنّما التنمية في أوسع مفاهيمها.

ويستطرد عرب أن تأثير جهود سموه تتجاوز الإمارة التي يحكمها؛ لتمتد إلى ربوع العالم العربي كافة، مصر وتونس والسودان وموريتانيا وغيرها، من خلال تأسيس بيوت الشعر، إضافة إلى عنايته بالمسرح العربي تنظيراً وتأليفاً وممارسة، مما يصب في محور التنمية.

الحقوق والواجبات

ويؤكد الشاعر الكبير رائد قصيدة التفعيلة أحمد عبد المعطي حجازي، أن صاحب السمو حاكم الشارقة، يجسد عملياً رؤية الفيلسوف اليوناني القديم أفلاطون حول «الحاكم الفيلسوف»، أو «الفيلسوف الملك»، إذ يميل أشهر فلاسفة اليونان إلى أنه إذا كان الحاكم فيلسوفاً فإنه يضمن تأدية دوره على نحو أمثل، والمساواة بين الناس في الحقوق والواجبات.

ويبيّن حجازي أن اهتمام الفلاسفة، الذين كتبوا مدناً فاضلة انصب على قضية تربية حاكم المدينة ووجوب تميزه بخصال علمية ثقافية وأخلاقية. تمكنه من الإدارة على الوجه الأكمل، وهو ما نراه متوفراً في صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي عندما نطالع منجزه الثقافي ونتصفح عناوين كتبه ومضامينها سنجد اهتماماً كبيراً بتاريخ منطقة الخليج العربي وتسليط الضوء على الاستعمار البريطاني وكيفية مقاومة الاحتلال والتصدي لمخططاته، منها «أسطورة القرصنة في الخليج»، و«صراعات القوة والتجارة في الخليج»، و«الاحتلال البريطاني لعدن»، و«جون مالكوم والقاعدة التجارية البريطانية في الخليج»، و«بيان الكويت: سيرة حياة الشيخ مبارك الصباح»، و«رسالة زعماء الصومال إلى الشيخ سلطان بن صقر القاسمي»، و«صراعات القوة والتجارة في الخليج»، و«القواسم والعدوان البريطاني».

تشابه واختلاف

ثمة اتفاق إذاً لا جدال فيه حول فرادة واستثنائية صاحب السمو حاكم الشارقة، وإن عرّج عبد المعطي حجازي إلى أن ظاهرة الحاكم المثقف موجودة في تاريخنا العربي الحديث وإن ندرت أو قلت كثيراً.

واستدرك حجازي أن ما يضاف لسموه أنه مارس كتابة إبداعية وفكرية، كذلك إسهاماته في علم التاريخ، خاصة المؤلفات التي تهتم بتاريخ المنطقة، وسنجد أيضاً اهتماماً بالخرائط والمخطوطات والوثائق.

«توليفة» لا نظير لها

العلاقة بين السياسي والمثقف، يتوقف أمامها المدير السابق لمكتبة الإسكندرية المفكر المصري الكبير الدكتور مصطفى الفقي، الذي يبدأ حديثه بالإشارة إلى ما يسميه ب «الخصومة الدائمة» بين السياسة والثقافة، فأغلب السياسيين أو أصحاب القرار السياسي لا يعتنون بالثقافة، وكثير من المثقفين يترفعون عن السياسة ولا ينخرطون في أمورها ولا يعنون بشؤونها، في حين جمع صاحب السمو حاكم الشارقة بين الأمرين، ونجح في أن يخلق «سبيكة» ويصنع «توليفة» خاصة به لا نظير لها في العالم العربي. ويضيف مدير مكتبة الإسكندرية السابق «تجمعني بسموه علاقة صداقة قديمة، وأستطيع أن أقول إنه نموذج فريد».

علاقة وطيدة

صاحب السمو حاكم الشارقة، يحب مصر ويحبه المصريون، العبارة التي تكاد تكون تلخيصاً لحديث كبار المثقفين المصريين عن علاقة حاكم الشارقة بالمحروسة، فالفقي يصفه بـ«الرجل الوفي»، الوفي للأماكن والبلدان والأشخاص والأفكار، ومن ثمّ فإنه يمد يد العون دائماً.

ويشدد الفقي على أنه لا يجادل أحداً في حب ذلك الحاكم المستنير لمصر التي درس فيها وعاش بالقاهرة بعض سنوات شبابه.

محب لمصر وللمصريين

التفرد الذي أشار الفقي إليه، يدفع بالروائي الكبير وعضو مجلس النواب السابق يوسف القعيد إلى التأكيد على أنه يرى «صاحب السمو حاكم الشارقة مبدعاً، ومبدعاً مهماً من طراز فريد، كتبَ النصّ المسرحي والنصَّ الروائي، وله كتابات تعنى بالشأن العام، وهذا أمر نادر في عالمنا الثالث».

وبدوره يرى يوسف القعيد أن سموه رجل محب لمصر وللمصريين، شعباً وقيادة، جمهوراً ومثقفين، ولديه رصيد من التعلق بمصر، كونه درسَ وتعلم في أبرز جامعاتها، جامعة القاهرة، التي يراها مركزاً للإشعاع الثقافي والتنويري.

المصدر: جريدة الخليج – إصدار خاص