حكايات في صور

عرض الكل

منهج سلطان الوافي

التربية منهج للحياة إذا ما ارتكزت على مداميك لا يمكن أن تصدأ، أو تتغير، أو تبلى، فإذا ما ارتبطت بالقرآن، والسنة، واللغة، والعلم، فحتماً تكون منهجاً للحياة يُعتمد عليه، ومسلكاً لطريق الحق، وهدياً ورشداً يبدد الظلمات، ويسدُّ منافذَ الكُره، والتطرف، والنزاعات، ويفتح آفاقاً إنسانية نحو الخير والسلام. 

التربية التي ترتكز على قول الحق، والفضيلة، وعلى تعاليم سمحة، ومبادئ أخلاقية، وقيم إنسانية راقية في التعامل مع الجسد، والروح، ومع الذات، والآخر، هدف منهجي لتغيير الحياة، لتوجيه بوصلتها نحو النور، من حيث يصدر إشعاعه، من حيث الارتباط بالقيم المطلقة، فالقرآن لا يأتيه الباطل، والسنة قول الحق، ولسان الصدق، والهدى والعلم سلاح سلام في مواجهة الظُلم.

قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة: «قد قلت سابقاً في كلمتي في منتدى الشارقة للاتصال الحكومي -سأعود من البداية لتدارك ما فات، وكما وعدت الناس فعلت، فعملت من البداية، وبدأت بالحضانات، والآن سأعمل على رياض الأطفال، ويليه مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية، إلى أن أدخلهم الجامعات تحت رعايتي، وستعمل هذه السلسلة التعليمية بجميع حلقاتها وفق منهج متكامل مستمر من الحضانة إلى الجامعة، يعمل وفق ثلاث ركائز، أولاها: القرآن والسنة، ثانياً: اللغة العربية ومفرداتها من شعر وأدب ونثر وغيره، وثالثاً: العلم. وبهذا أضمن لهذا الشخص دخوله أرقى الجامعات من دون الحاجة إلى سنة تحضيرية».

المنهج التربوي الوافي لن يغير شكل الحياة، بل سينتج حيوات تغير في مضمون وشكل الإنسان، الإنسان الجديد الذي تربى على منهج سلطان الوافي، سلطان المرتبط بهَمّ الإنسان، المُؤرق ببناءاته الداخلية من أجل مجتمع متماسك سوّي، إنسان خلاّق قادر على التغير، وبث الروح في الأماكن والأشياء، منهج حياتي مستدام لا ينتهي بمجرد انتهاء دورة التعليم؛ بل هو مستمر ما دامت الحياة، يربو كما النبت، ويتربى وينهل من منهلٍ عذبٍ صافٍ مختار ومنتقى في كل تصاريفه وتحولاته، متقنٌ، مفصلٌ، ميسرٌ ومعين.

البداية قد تكون صعبة في مشوار متقدم في عملية التعليم، خاصة أن المُربي اليوم مشتغل في اتجاهات وتوجهات عدة، وبعدة أدوات بعضها يشبهه، وبعضها غريب عنه، ومن أجل أن يعود في ارتكازه على المداميك التي أسلفنا ذكرها لابد من إعادة تأهيل وتربية للمربين، بحيث لا يُشوّه المُنبت المَنبت، وطالما كانت النوايا حسنة، والمساعي جادة، فلا بد أن تذلل الصعاب وتمحى، وحتماً سيرى منهج سلطان الوافي النور.

المصدر: جريدة الخليج- عائشة مصبح العاجل