نال صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وسام الرئيس الفخري لجامعة إكستر، وتقدّمه الجامعة للمرة الأولى في تاريخها، الذي تعود بداياته التأسيسية إلى القرن التاسع عشر، وهي واحدة من أعرق الجامعات البريطانية والأوروبية، وعرفت بتقاليدها الأكاديمية الأصيلة ونخبها العلمية المتفوّقة في مجالات التعليم، والبحث العلمي، ودرس وتخرّج فيها رجال فكر وسياسة وآداب على رأسهم صاحب السموّ حاكم الشارقة، وتخرّج سموّه في «إكستر» عام 1984.
بقي هذا الصرح الأكاديمي والعلمي حاضراً في ذاكرة صاحب السموّ حاكم الشارقة منذ أن احتضنت الجامعة سموّه طالباً قبل أربعين عاماً وإلى اليوم الذي نال فيه استحقاق وسام هو من أرفع أوسمة الجامعة، وللمرة الأولى في تاريخها العلمي والأكاديمي، استناداً إلى تاريخ سموّه الثقافي، وشخصيته العلمية التي أسست مجموعة من الجامعات ذات السمعة الرفيعة في الشارقة، وأوجدت بيئة أكاديمية وبحثية مرموقة في المنطقة وفي الوطن العربي، وفي العالم.
في عام 2001 أنشئ معهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة إكستر، ويستفيد من المعهد طلبة أجانب يدرسون اللغة العربية وتاريخها الثقافي والحضاري، واليوم، يضاف إلى المعهد تأسيس مبنى القاسمي الذي يؤدي دوراً ثقافياً وأكاديمياً يعزز مكانة جامعة إكستر والمعهد في الوقت نفسه.
إلى جانب حضور شخصية صاحب السموّ حاكم الشارقة في ذاكرة جامعة إكستر، استحق سموّه وسام الرئيس الفخري للجامعة لاعتبارات علمية وأكاديمية وثقافية بوصفه رجل علم وتاريخ وأدب، أسس مشروع الشارقة الثقافي الإماراتي الأساسي والعربي الهوية والعالمي الآفاق والرؤية المنفتحة دائماً على حضارات العالم وثقافاته الحيّة.
في الوقت الذي كانت فيه جامعة إكستر في إحدى ذروات مكانتها الجامعية الأوروبية والعالمية، وذلك في ثمانينات القرن العشرين، كان مشروع الشارقة الثقافي في الثمانينات أيضاً يؤصل رؤيته المعرفية والجمالية إماراتياً وعربياً، وفي الوقت نفسه تتوجه بوصلة هذا المشروع الحضاري إلى مؤسسات العالم الثقافية ذات السمعة القيمية العالية، ومن بينها جامعة إكستر.
لم تنفتح رؤية صاحب السموّ حاكم الشارقة على إنجازات وقيمة جامعة إكستر فقط، بل توجّه هذا الانفتاح الفكري لسموّه أيضاً نحو العديد من جامعات العالم ومكتباته الكبرى ومؤسساته البحثية العريقة.
من تلك المصادر الجامعية والمكتبية، حصل سموّه على المخطوطات والصور والخرائط والوثائق التي كانت وما زالت الأساس البحثي في عمله التاريخي، سواء من حيث كشف الحقائق والمعلومات الجديدة في السرديات التاريخية، أو تصحيحها إذا كانت تحتوي أخطاء أو التباسات، وتحتاج بالطبع إلى الكثير من جهد ووقت سموّه الدقيق والمنظم بحكمة بين رجل الحكم، ورجل الثقافة.
وسام إكستر لصاحب السموّ حاكم الشارقة للمرة الأولى في تاريخها الزمني والأكاديمي هو وسام للثقافة العربية وللتاريخ العربي في محيطه الجغرافي وفي العالم كلّه.