حكايات في صور

عرض الكل

محاضرة الدكتور سلطان

يتساءل أهل الفكر والمثقفون والناس كافة، وحق لهم: كيف يجد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الوقت الكافي، وهو الحاكم وراعي حركة التنمية، للكتابة البحثية والإبداعية، ومساء أول أمس، طرح حضور محاضرة الدكتور سلطان في مسرح المجاز، بينهم وبين أنفسهم، وحق لهم السؤال نفسه، ولكن معكوساً: كيف يجد صاحب السمو حاكم الشارقة، وهو الباحث والمؤرخ، بل العلامة في التاريخ واللغة، الوقت الكافي للإدارة والحكم والقيادة؟ سؤالان يقالان، عادة، من واقع الحال، حيث الدكتور سلطان يأتي دائماً بالمبهر والجديد في المجالين المشار إليهما: مجال الحكم ورشد الحكم، ومجال البحث والفكر والتأليف.

وفي حضور نخبة من الكتاب والأدباء والأكاديميين والإعلاميين والمسؤولين، قدم الدكتور سلطان محاضرة قيمة في موضوع «جذور أدب اللغة العربية»، منطلقاً أولاً من أن اللغة في الثقافة أصل وجذر وطريق، ومنطلقاً من عبقرية اللغة العربية، راداً روافد اللغة والثقافة العربية إلى أصولها وجذورها، حيث اكتنز حديث سموه بالمعلومات والوثائق، مدللاً على حركة التاريخ بحقائق الجغرافيا، ومقدماً في سبيل إثبات ما بحث وحقق الخرائط الدالة، والمدلل عليها بالمعلومات المهمة، وبالعلاقات الرابطة.

وبين هذا وذاك، قدم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي سلسلة من الاجتهادات الخاصة المبتكرة المستندة إلى الحقائق والوثائق، ومن خلال الشرح الوافي المستفيض، والذي قدم في زمن قياسي، لجهة الاختصار اللافت لكن غير المخل، قدم الدكتور سلطان للحضور، وبالتالي للمتلقين عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، مادة علمية جديدة ومبتكرة، ولذلك كان تعليق أحد المتداخلين من المثقفين العرب المقيمين لسان حضور مسرح المجاز جميعاً: نحن قبل المحاضرة غيرنا بعدها، لجهة ما اكتسبتا من معرفة.

لا لهذه الجهة فقط، فسلطان العلم والثقافة يمنح متابعيه الثقة والحماسة، ويحفزهم نحو مزيد التضحية والعمل والعطاء.

وفي جوابه عن سؤال أحد الإعلاميين الشباب عن أهمية كتابة وقراءة التاريخ، تكلم الدكتور سلطان، بشغف العالم، عن اهتمامه بالبحث التاريخي منذ كان طالباً في كلية الزراعة / جامعة القاهرة، بل من وقت سابق على ذلك، لافتاً إلى أن المؤرخ يكتب التاريخ حتى يتغير هو، ويغير معه محيطه، ومطالباً بالعمل الدائم على تصحيح ما شابه الزيف، وناصحاً شباب الأمة بقراءة التاريخ القراءة الواعية الناقدة.

كانت ليلة من الفائدة والمتعة والجمال في ظل وبمعية سلطان العلم والثقافة يحفظه الله.

والأمل أن يستوعب مثقفونا وشبابنا رسالة سلطان، حيث الجد مطلوب لدى العالم وطالب العلم، وحيث الثقافة نور طريق الأوطان والشعوب، وحيث المثابرة سمة أهل العلم، وحيث تنظيم الوقت نحو إدارة المسؤوليات، مهما تباينت، مهارة واستعداد وإتقان وإخلاص.

المصدر: جريدة الخليج – ابن الديرة