أخذت مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بإنشاء 1000 بيت شعر في الوطن العربي طريقها إلى التنفيذ والتطبيق، وفق توجيه سموه نحو دعم وتشجيع وتكريم الشعراء العرب في ديارهم، وتوفير كل ما من شأنه إعلاء قيمة الشعر الحقيقي والأصيل بشقيه النبطي والفصيح. ويأتي أيضاً توجيه سموه إلى إنشاء بيوت الشعر العربية في الإطار العام لمشروع الشارقة الثقافي، الذي نشهد اليوم، وبعد مرور أكثر من ثلاثة عقود من العمل والإنتاج والتراكم، امتداداته العربية والعالمية من الشارقة، ومن قلب مشروعها الثقافي التنويري، وبتدبير إداري وإنتاجي وفكري سهرت وقامت عليه دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة بكل أمانة ومسؤولية وتجديد.
نقول ذلك، ونحن نقرأ عن افتتاح بيت الشعر في مدينة المفرق شمالي شرق الأردن قبل أيام، والذي يباشر عمله في مقره في المفرق البعيدة عن العاصمة الأردنية عمّان. وفي العاصمة أنشىء بيت شعر منذ سنوات، غير أن بيت الشعر في المفرق يلبي حاجة الشعراء والمثقفين والكتّاب في هذه المحافظة الواسعة الزاخرة بشعراء النبط والشعراء الشعبيين بشكل خاص، الذين ملأتهم الفرحة ببيت الشعر الذي يبدأ فعالياته عملياً بعد غدٍ بأمسية يحييها شاعران أردنيان، وعلى أجندة البيت فعاليات ثقافية مركزية أولها مهرجان أدبي الشهر المقبل.
من الضروري جداً الإشارة إلى أهمية إقامة بيت للشعر في مدينة بعيدة نسبياً عن العاصمة عمّان التي تتمركز فيها الفعاليات الثقافية على مدار العام، الأمر الذي يتيح لمثقفي محافظة المفرق أن يرفدوا الحركة الثقافية الأردنية والعربية بمنجزهم الإبداعي الشعري. إن الكثير من الشعراء العرب يقيمون في مدن وقرى وأرياف عربية نائية، وكأنهم يعيشون ثقافياً في الظل وفي الهامش، مع أخذ الاعتبار أن بعض إن لم يكن أكثر هذه الأرياف والبوادي العربية البعيدة عن العواصم، هي في أشد الحاجة للمراكز الثقافية المجهزة بقاعات وصالات تصلح للعمل الثقافي، وتسهل آليات سير المنتديات والمهرجانات الثقافية.
مشروع 1000 بيت للشعر في الوطن العربي ولد في الشارقة، وفي مهرجان الشعر العربي الماضي، وأول من رحب به الشعراء العرب في عاصمتهم الثقافية المتجددة: الشارقة.
المصدر : جريدة الخليج – يوسف أبولوز